عسير تقارع منتجي الروبيان عالميا بـ1500 طن سنويا

تحتضن مهرجانا هو الأول من نوعه على مستوى جنوب المملكة

مزارع للروبيان في الحريضة الواقعة على ساحل البحر جنوب السعودية («الشرق الأوسط»)
TT

خلال الأيام القليلة المقبلة، يرفع في منطقة عسير (جنوب البلاد) ستار أول مهرجان للروبيان على ساحل البحر، وهو ما يندرج في إطار المهرجانات الجديدة التي تدعمها الهيئة العامة للسياحة، بهدف توسيع الفائدة الاقتصادية والاجتماعية والتراثية للمجتمع البحري بمنطقة عسير.

وسيركز المهرجان، وفقا لما جاء في تصريحات أدلى بها لـ«الشرق الأوسط» عبد الله إبراهيم مطاعن، المدير التنفيذي لجهاز السياحة والآثار في منطقة عسير، على استفادة المجتمعات الساحلية، عبر إيجاد هذا المهرجان السنوي, وتطويره في ذات الوقت، ليعتمد إنتاجه على المنتجات البحرية والتراث البحري، التي من الممكن أن تلمس الأسر السعودية فوائد بيعها على المديين القريب والبعيد.

وفي ذات السياق، أرجع مدير المهرجان، إبراهيم مسفر الألمعي، فكرة مهرجان الروبيان، إلى النجاح الكبير للمهرجان الثالث للعسل، وتعتمد الفكرة على تسويق هذا المنتج المهم محليا، الذي تتجاوز كمياته الإنتاجية في هذا الجانب من البلاد أكثر من 1500 طن سنويا، يذهب جزء كبير منها لتغذية أجزاء من أوروبا وأجزاء من اليابان.

وقدر مدير المهرجان عوائد البرامج التسويقية بأكثر من نصف مليون ريال، وهو الأمر الذي يعتبر حافزا جيدا في أول مهرجان لهذا المنتج، وفي مدة قصيرة لا تتجاوز 10 أيام، الذي أقامت له الجهات المعنية مقرا على مساحة تقترب من 10 آلاف متر مربع، تشمل خيمة المعارض التسويقية، ومسرحا مفتوحا لإقامة الأمسيات التراثية والمسابقات، وجلسات عائلية.

واعتبر الألمعي في حديثه لـ«الشرق الأوسط» شركة الأسماك شريكا استراتيجيا في المهرجان، مؤكدا أن نجاحات عدة خاصة بالمهرجان لم يخطط لها لولا دعم الشركة المستمر لهذه الفعاليات المهمة، التي من المرتقب أن تعود على أهالي المنطقة بفوائد عدة.

وتتجه الشركة السعودية للأسماك لتوسيع استثماراتها في قطاع مزارع الروبيان، حيث ستقوم بمضاعفة إنتاج مزرعتها في الحريضة في منطقة عسير (جنوب السعودية) من 1.5 ألف طن إلى 3 آلاف طن، بالإضافة إلى إنشاء مزرعة جديدة بطاقة 10 آلاف طن سنويا، مما يعني أن إنتاج الشركة من الروبيان سيصل إلى 13 ألف طن، بالإضافة إلى إنشاء مصنع للروبيان في مزرعة الحريضة، ومن شأنه تقديم أوجه عدة من العون لأهالي المنطقة، من حيث العوائد المالية، وخلق فرص عمل يستفيد منها أبناء المنطقة.

وبالعودة لحديث عبد الله مطاعن، الذي أكد أن خطط الهيئة العامة للسياحة والآثار الاستراتيجية تركز على الاعتبارات الاقتصادية والبيئية والاجتماعية والثقافية، لتعزز من خلالها المنافع الاقتصادية، وتشجيع السياحية المعتمدة على المجتمعات المحلية، من خلال تطوير الأنماط السياحية، مثل السياحة القروية، والسياحة البيئية، وسياحة الثقافة والتراث.

وأضاف بالقول: «من هنا كان توطين فكرة المهرجانات والمنتجات السياحية من قبل الهيئة في أماكن التجمعات سياسة ناجحة، بل وأسهمت في مساعدة المجتمعات المحلية لتحقيق الاستفادة من مواردها ومنتجاتها المحلية اقتصاديا وسياحيا، مما عاد بالنفع على كافة شرائحها».

واستشهد مطاعن في ذات السياق بالنجاح الكبير الذي حققه المهرجان الثالث للعسل في رجال ألمع، معتبرا مهرجان العسل برجال ألمع ومهرجان الأسر المنتجة بمحايل عسير، باتا من العناصر المهمة للجذب السياحي لهاتين المحافظتين، بل وتحققت من خلالهما رؤية الهيئة في تطبيق مفهوم التنمية المحلية السياحية، لتحقق عوائد اقتصادية، وتحافظ على التراث الثقافي والبيئي لهذه المحافظات.

وعلى صعيد آخر، عاينت لجنة التنمية السياحية في محافظ رجال ألمع، رئيس اللجنة الفرعية للتنمية السياحية، موقع إقامة المهرجان، بحضور عبد الله آل عايض، رئيس مركز الحريضة، والمهندس ضياء حمزة المسبح، مدير مزارع الروبيان. وشهدت عمليات المعاينة تلك اجتماعا في مقر شركة الأسماك على شاطئ البحر، أكد خلاله مدير المزارع أن الشركة تدعم الفعاليات في منطقة عسير، واعدا بأن يكون المهرجان الأول في المنطقة رافدا لإبراز منتج الروبيان لأهالي المنطقة، بل وستقوم الشركة بتجهيز المكان لاستيعاب الفعاليات وتعريف الزائرين بمراحل استزراع الروبيان.

وتعزز توجيهات الأمير فيصل بن خالد بن عبد العزيز، أمير منطقة عسير، الثقة في أبناء المنطقة، ليكونوا منتجين اقتصاديا، وكانت النقلة الاقتصادية والدخل المالي للمواطنين في المهرجان الثالث للعسل، هي التي قادت للتفكير في تبني مهرجان الروبيان على غرار مهرجان العسل والمهرجانات الوطنية الأخرى، وشجع على ذلك تفاعل الجهات ذات العلاقة في القطاعين الخاص والحكومي. ويرى مدير مهرجان الروبيان، إبراهيم مسفر الألمعي، أن التفاعل الحاصل بين المواطنين في هذه المحافظة وزوار مهرجان العسل، هو ما جعل النظر للمهرجان من حيث المردود الاقتصادي، الذي تدعمه الهيئة العامة للسياحة والآثار، ممثلة في جهاز التنمية السياحية في منطقة عسير، وتوقع أن يكون في مصاف المهرجانات الوطنية خلال السنوات القليلة المقبلة، خاصة مع الدعم الذي يلقاه من الجوانب ذات العلاقة في القطاع الخاص والقطاع الحكومي.

وتنتج شركة الأسماك 1500 طن سنويا، في حين أنتجت هذا العام 3000 طن، يتم تصديرها إلى اليابان والدول الأوروبية وأميركا، وتعتبر بذلك أول الجهات المنتجة على مستوى السعودية من الروبيان.