وزارة النقل: طرح المرحلة الثانية من مشروع قطار الحرمين وتخصيص بعض مشاريعها

دراسة متخصصة تؤكد أن 35 مليون رحلة بين مكة المكرمة والمدينة المنورة سنويا منها 35% عبر السيارات الخاصة

استمرار العمل في طريق قطار الحرمين عقب اكتمال تصاميم الجسور على الطريق («الشرق الأوسط»)
TT

أكدت وزارة النقل السعودية قرب توقيع عقد المرحلة الثانية من قطار الحرمين، والمتضمن وضع الخطوط وشراء وجلب وتصنيع القطارات، إضافة إلى نظام الإشارات وإعداد ورش والصيانة والتشغيل لمدة 12 سنة. وكشف في ذات السياق، المهندس عبد العزيز الحقيل، رئيس عام مؤسسة الخطوط الحديدية، عن خطتهم في الخصخصة على أن تكون البداية بمشروع الجسر البري الممتد من ميناء جدة الإسلامي إلى الرياض، ومنه إلى المنطقة الشرقية وتتفرع منه وصلات إلي الجبيل والدمام، والمتوقع طرحه قريبا، نافيا أنباء توقف المشروع بسبب الأزمة المالية، إلا أنه استدرك القول: «هناك أولويات، ومنها مشروع قطار الحرمين, ولا نريد طرح المشاريع في وقت واحد».

وأعلن الحقيل عن خطة مدروسة لربط منطقة الجنوب بما فيها بخط أبها والتوصيلات في منطقة الشمال إلى بعض المناطق الأخرى.

وبالعودة لقطار الحرمين، أكد الحقيل أنه تم الانتهاء من جميع تصاميم الجسور على طريق الحرمين، وسيتم عمل التحويلات الكبيرة لعدم إزعاج مستخدمي الطريق خلال أعمال التنفيذ، لضمان انسيابية الحركة المرورية، مشيرا إلى الانتهاء من كل التعديلات على المسار واعتماد المسارات الجديدة. وبخصوص مرور قطار الحرمين من داخل أحياء سكنية ومدى خطورة ذلك على قاطني تلك الأحياء، قال الحقيل: من الطبيعي مرور القطار داخل بعض الأحياء السكنية، وجار حاليا نزع الملكيات وعمل الحصر والتقدير لها.

وأضاف رئيس عام مؤسسة الخطوط الحديدية أنه قريبا سيتم طرح المحطات، وقال: «وصلنا لمرحلة متقدمة في المشروع، وسيتم بناء خمس محطات، منها محطة ستبنى ضمن مخطط مطار الملك عبد العزيز، وأخرى وسط جدة في المطار القديم وهي تحت إشراف المصمم ومشابهه للتصاميم العامة الموضوعة لجميع المحطات، وستتراوح مساحات المحطات من 200 ألف إلى 400 ألف متر مربع.

وبين رئيس عام مؤسسة الخطوط الحديدية أن قطار الحرمين صمم حسب المواصفات العالمية المماثلة للقطارات السريعة في فرنسا وإيطاليا وإسبانيا، التي تسير بسرعة 300 كيلومتر في الساعة، وسيوضع له عدد من الحواجز على كامل طريق قطار الحرمين.

وكان الدكتور جبارة الصريصري، وزير النقل، قد أكد في مؤتمرا صحافي عقب جولة قام بها أول من أمس لمشروع قطار الحرمين، امتدت من مكة إلى رابغ، أنه سيتم صرف التعويضات للعقارات والأراضي في مشروع قطار الحرمين بعد حصر جميع الممتلكات في مسار القطار.

وأوضح أنه لا بد من استكمال جميع الخطوات قبل البدء في الصرف، وفي مقدمة الخطوات المهمة استكمال حصر جميع الممتلكات ومعرفة من يملكها، سواء الأراضي أو العقارات أو المزارع، ومن ثم تقديرها، ثم الخطوة الأهم والأخيرة وهي صرف التعويضات.

وقال: «انتهينا من حصر جميع الاستملاكات والتقديرات، تبقى بعض المباني والأراضي التي لم نعرف مالكيها حتى الآن، ونطالب أصحاب هذه الممتلكات بضرورة مراجعة إدارة الطرق، حيث تم الإعلان عن تلك العقارات ومواقعها وأرقامها، وقد أعطينا مهلة لأصحاب تلك العقارات، بهدف الإسراع في تقدير قيمة هذه الأراضي والعقارات لنزع ملكيتها وعندما ننتهي من تقدير جميع الأراضي سنقوم بالصرف».

وأفاد أن فتح تقاطع كوبري الحجاج سيكون الشهر المقبل، والانتهاء من كامل المشروع لكوبري الحجاج في مارس (آذار) المقبل، لفتحه أمام حركة السير بعد اكتمال التعديلات اللازمة لعبور قطار المشاعر من التقاطع، مشيرا إلى استكمال جميع أعمال المشروع والانتهاء من مشروع قطار الحرمين في الموعد المحدد. وبحسب دراسة حصلت عليها «الشرق الأوسط» سيسهم مشروع قطار الحرمين السريع، في تسهيل الحركة والتنقل محليا في جدة وإقليميا. باعتباره أحد مكونات البنية التحتية التي تحتاجها جدة، باعتبارها بوابة الحرمين الشريفين. وقد صمم المشروع بحرص ليتزامن مع توسعة مطار الملك عبد العزيز الدولي، وسيكون له دور كبير في مواجهة الطلب الكثيف على المواصلات، خاصة من الحجاج والمعتمرين.

وقدرت الدراسة عدد الرحلات بين مكة المكرمة والمدينة المنورة بـ35 مليون رحلة، 35 في المائة منها بسيارات خاصة. ومن شأن إقامة محطتي توقف قطار الحرمين السريع في جدة، إحداهما في المطار والأخرى في مركز المدينة، توفير بديل للمسافرين المنتظمين المحليين، يخفف الازدحام على محور الطريق السريع. وإضافة إلى ذلك، سيكون قطار الحرمين السريع الجديد وسيلة نقل بديلة تربط المطار بوسط المدينة، مما سيقلل زمن الرحلة في كل اتجاه بنحو 20 دقيقة.

ويتوقع أن تبلغ سرعة قطار الحرمين السريع ما بين 300 و320 كلم/ ساعة، ليكون بذلك أحد أسرع القطارات في العالم. وسيكون زمن الرحلة بين مكة المكرمة والمدينة المنورة ساعتين ونصف الساعة فقط، وبين جدة ومكة المكرمة أقل من نصف الساعة. وبالإضافة إلى قطار الحرمين السريع، سيؤدي الجسر البري الحديدي إلى تعزيز وضع جدة كمركز عالمي للنقل والعمليات اللوجيستية. وهذا الجسر الذي سيربط ميناء جدة الإسلامي بكل من الرياض والدمام.