«الشؤون الاجتماعية»: توجه لحصر أعداد المعوقين في السعودية

المعوق وأسرته سيستفيدون قريبا من المكرمة الملكية بإعفائهم من رسوم تأشيرات السائق والخادم والممرض

TT

كشفت وزارة الشؤون الاجتماعية عن توجه لحصر عدد المعوقين في السعودية، مشيرة إلى عدم وجود تنسيق بينها وبين وزارات التربية والتعليم والصحة في هذا الشأن، مما يخلق اختلافا في أرقام المعوقين في السعودية.

وأوضح محمد بن إبراهيم العوض، المتحدث الرسمي لوزارة الشؤون الاجتماعية، لـ«الشرق الأوسط» أن وزارة الشؤون الاجتماعية لا تعد الجهة الوحيدة التي تعنى بالمعوقين، حيث تشارك في ذلك وزارتا الصحة والتربية والتعليم، وهما لا تتصلان بوزارة الشؤون الاجتماعية ولا تستفيدان بأي شكل من الأشكال من خدماتها، معللا ذلك بعدم تقدم هذه الجهة بطلب شموله بالإعانات من قبل وزارة الشؤون الاجتماعية. وأردف «هناك أعداد من المعوقين الذين لا يتم تسجيلهم في الوزارة من قبل ذويهم، خشية أن يعرف المجتمع أن هذه الأسرة لديها معاق، الأمر الذي يؤثر في دقة الإحصائية التي نقوم بعملها لمصلحتهم».

وبين العوض أن عدد المعوقين الذين يتلقون وأسرهم إعانات نقدية شهرية من وزارة الشؤون الاجتماعية يبلغ 206644 معوقا ومعوقة، منهم 8 آلاف، ملتحقين بالمراكز الإيوائية، بينما يبلغ عدد المعوقين الذين تشملهم الإعانات من الملتحقين بمراكز الرعاية النهارية بفئاتها الأربع (مراكز الرعاية النهارية الأهلية، ومراكز الرعاية النهارية التابعة للوزارة، ومراكز الرعاية النهارية التابعة للجان الأهلية ومراكز الرعاية النهارية التابعة للجمعيات الخيرية) 2443 معوقا ومعوقة.

وكشف أن المعوق وأسرته سوف يتمكنون قريبا من الاستفادة من المكرمة الملكية بإعفائهم من رسوم تأشيرات الاستقدام والخروج والعودة وإصدار الإقامة وتجديدها. وذلك في ما يتعلق بالسائق والخادم والممرض.

وأشار إلى أن الوصول لهذه الشريحة يتم عن طريق تقديم طلب من قبل أولياء أمورهم لوزارة الشؤون الاجتماعية، أو عن طريق إحالتهم من إدارات الخدمة الاجتماعية الموجودة بالمستشفيات التي تقوم بدورها بتسجيل كل ما يحتاجه المرضى من المعوقين، كالإعانات المالية أو العينية وغير ذلك، لتقوم الوزارة بدورها بتوفيرها لهم.

وقال إن المعوقين المشمولين بهذه الإعانات من المقيمين لدى أسرهم والبالغ عددهم 206644 معوقا ومعوقة، تقدم لهم إعانات سنوية تصرف شهريا، وذلك وفق مستوى الإعاقة ودرجتها ونوعها، مبينا أن هناك أربع فئات، حيث يصرف للفئة الأولى مبلغ 20 ألف ريال سنويا، والثانية 14 ألف ريال، والثالثة 10 آلاف ريال، كلها تصرف شهريا، بينما الفئة الرابعة يصرف لها 4 آلاف ريال، كل ستة أشهر.

وأكد المتحدث الرسمي لوزارة الشؤون الاجتماعية، على أهمية بقاء المعوق في محيط أسرته التي تمثل البيئة الطبيعية له، وتحقق له القدر المطلوب من الاستقرار النفسي والاجتماعي، متى كانت قادرة على رعايته.

وأشار إلى أن الوزارة أوجدت البدائل المناسبة للإيواء بالنسبة للمعوق، ولكنها تشجع على عدم اللجوء إليه إلا في حالة عجز الأسرة عن رعايته، واحتمال تعرضه لأضرار جراء بقائه لديها، إذا كانت غير قادرة على رعايته، وذلك بإيجاد مراكز الرعاية النهارية للمعوقين، التي تقدم خدمات الرعاية والتأهيل لهم خلال فترات محددة من النهار، ثم يعودون إلى أسرهم وبيئتهم الطبيعية.

وبين أن عدد مراكز الرعاية النهارية وأقسامها بلغ نحو 34 مركزا منها ما هو تابع للوزارة بوصفها مراكز مستقلة أو ملحقة بمراكز التأهيل الشامل، ومنها ما يتبع اللجان المحلية الأهلية وبعض الجمعيات الخيرية المتخصصة وتشرف عليه الوزارة.

وأوضح أن الوزارة تمنح التراخيص لإنشاء مراكز الرعاية النهارية الأهلية للمعوقين منذ ما يزيد على 10 سنوات، ولفت إلى أن عدد المراكز الأهلية المرخص لها حتى الآن بلغ 54 مركزا في مختلف مناطق السعودية.

وشدد العوض على أن الهدف الأهم للوزارة هو رعاية أبنائها المعوقين، وهي ملتزمة بتقديم الإعانات المالية والعينية لهم، التي تتمثل في الأجهزة الطبية والوسائل العينية، مؤكدا على أن هذه الإعانات تشمل كل المعوقين، باختلاف درجات الإعاقة لتشمل كل من يعانون إعاقات حركية أو حسية أو ذهنية، كما تشمل أولئك الذين لا يدخلون ضمن اختصاصات الوزارة من غير شديدي الإعاقة.

وكان مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز بجدة (جمعية الأطفال المعوقين) قد نظم اللقاء الأول لسيدات المجتمع، بهدف تضافر الجهود التطوعية والعمل على تفاعل سيدات المجتمع لدعم المركز، إضافة إلى تبادل الخبرات بين المركز وسيدات المجتمع وتفعيل العمل التطوعي لخدمة ذوي الاحتياجات الخاصة.

وأوضحت غادة عبد الرحمن، مسؤولة القسم الإعلامي بالمركز، أن عددا كبيرا من سيدات المجتمع استجبن لهذه الدعوة وتفاعلن مع المركز والمعاقين وأبدين استعدادهن لدعم المركز، كل حسب مجاله.

وقالت لـ«الشرق الأوسط» إن المركز يقدم خدماته لما يقارب 450 معاقا من ذوي الإعاقة المركبة (إعاقة عقلية، إضافة إلى إعاقة جسدية)، كما يضم طاقما من المختصين برعاية هذه الفئات، إضافة إلى الأبحاث والدراسات التي يقدمها في مجال خدمة المعاقين.

وأشارت إلى أن سيدات المجتمع خلال زيارتهن الأولى للمركز قمن بجولة شملت القسم التعليمي والقسم الطبي المكون من العيادات الاستشارية ووحدة العلاج الطبيعي ووحدة العلاج الوظيفي ووحدة الجبائر وعلاج صعوبات النطق وعيادة الأسنان، إضافة إلى مساكن الأطفال التي تعمل بنظام الرعاية النهارية، وقسم اللجنة النسائية، وقسم «لست وحدك» المختص بمساندة أسر ذوي الاحتياجات الخاصة وطرح القضايا التي تهمهم في المجتمع بهدف التعرف على الخدمات التي يقدمها كل قسم.