وزير الصحة: خدمة 5 آلاف مريض في الرعاية الصحية المنزلية تعادل 10 مستشفيات بـ 100 سرير

رئيسة المجلس العلمي للتمريض لـ«الشرق الأوسط»: الكوادر التمريضية الحالية غير مؤهلة لتقديم الرعاية المنزلية

جانب من منصة المؤتمر الطبي الاجتماعي الثاني في جدة أمس
TT

قدر الدكتور عبد الله الربيعة وزير الصحة السعودي تقديم خدمة الرعاية الصحية المنزلية لنحو 5 آلاف مريض بما يقارب من إنشاء عشرة مستشفيات بسعة مائة سرير، لافتا إلى استطاعة وزارته تقديم خدمات صحية للرعاية الصحية المنزلية لأكثر من 5 آلاف مريض عبر 77 مستشفى منتشرة في كافة أرجاء المملكة خلال عام ونصف العام فقط.

وأكد الوزير أن مؤتمر الرعاية الصحية المنزلية المنعقد في جدة، يندرج تحت إطار السعي لنشر وتطوير خدمة الرعاية الصحية المنزلية وتوسيع الخدمات الاجتماعية المقدمة للمرضى لتحقيق حياة كريمة لهم وتخفيف معاناتهم.

وقال الدكتور محمد خشيم، وكيل وزارة الصحة للتخطيط والتطوير، الذي ألقى الكلمة نيابة عن الدكتور الربيعة: «يسعى المؤتمر إلى ضمان تطبيق معايير الجودة في الرعاية الصحية المنزلية والحصول على دعم صناع القرار لسن القوانين التي تسهم في خدمة الرعاية الصحية المنزلية، واعتماد تدريب وتحفيز الكوادر العاملة في الرعاية الصحية المنزلية إضافة إلى تعريف المهتمين بمستجدات هذا المجال».

وذكر أن هناك ما لا يقل عن 48 ألف محتاج للرعاية الصحية المنزلية في منطقة مكة المكرمة وحدها، وسيزيد هذا العدد نتيجة زيادة الشيخوخة في المجتمع، لأن من تتجاوز أعمارهم 65 عاما سيتضاعف عددهم من ستة في المائة إلى 12 في المائة بين عامي 2005 و2030، وكذلك نتيجة لتغير نوعية الأمراض من الأمراض المعدية إلى أمراض البلدان المتقدمة كالقلب والسكر والسرطان والشيخوخة وغيرها، فيما لا تزيد التغطية الحالية للحاجة للرعاية الصحية المنزلية على ثلاثة في المائة من الاحتياج الكلي المطلوب. جاء ذلك في كلمة الوزير في مؤتمر الرعاية الصحية المنزلية المنعقد في جدة الأيام الجارية.

إلى ذلك، كشف مصدر طبي عن إعداد تصور لبرنامج الدبلوم التمريضي للرعاية الصحية المنزلية، وتم عرضه على جامعة الملك عبد العزيز كجهة أكاديمية متخصصة بالتنسيق مع الهيئة السعودية للتخصصات الصحية والمستشفيات التي لديها خبرة في هذا المجال، لتفعيل وضمان جودة خدمات الرعاية الصحية المنزلية المقدمة.

بدورها، أكدت الدكتورة صباح أبو زنادة رئيسة المجلس العلمي للتمريض لـ«الشرق الأوسط» أن الكوادر التمريضية الموجودة حاليا غير مؤهلة لتقديم خدمات للرعاية الصحية المنزلية بشكلها الصحيح، وأن التمريض التخصصي ضعيف ولا بد من التركيز عليه. لافتة إلى وجود قصور ببرامج الرعاية الصحية المنزلية والرعاية التمريضية المقدمة من قبل المعاهد والكليات، مؤكدة مدى الحاجة لمثل هذه التخصصات.

من جانبه، علق الدكتور سليمان السحيمي، مدير عام برنامج مستشفى قوى الأمن، بأن هناك قناعات بأن الرعاية الصحية المنزلية هي الأفضل لعدة أسباب، أولها الوصول إلى شريحة أكبر وأفضل من الذين لا يستطيعون الحضور إلى المستشفيات.

ووافقه الرأي اللواء كتاب بن عيد العتيبي، مدير عام الإدارة العامة للخدمات الطبية في القوات المسلحة، وقال «إن ذلك يعود إلى حاجتنا لبناء مركز يعنى بالمرضى من منازلهم يدار من قبل أفراد مؤهلين»، مشيرا إلى ضرورة التطلع إلى موضوع الرعاية الصحية المنزلية من منطلق إنساني وليس ماديا واقتصاديا.

من جهتها أكدت الأميرة عادلة بنت عبد الله رئيس المؤسسة الوطنية الخيرية للرعاية الصحية المنزلية بالمنطقة الغربية، أن التوصيات التي أقرها المؤتمر الأول تم تنفيذها، إلى جانب اعتماد الرعاية الصحية المنزلية كاستراتيجية صحية من الجهات الصحية المختصة. لافتة إلى تكوين لجنة وطنية بعضوية جميع القطاعات الصحية والمؤسسة الخيرية الوطنية للرعاية الصحية المنزلية لتفعيل وضمان جودة خدمات الرعاية الصحية المنزلية.

وقالت «تم إصدار فتوى من هيئة كبار العلماء تجيز استخدام أموال الزكاة لمساعدة المرضى المحتاجين للرعاية الصحية المنزلية لتوفير الأجهزة الطبية والعلاج».

وعدت الأميرة عادلة المؤتمر أنه يعزز التوجهات التطويرية الهادفة للارتقاء بكافة الخدمات المقدمة للمواطن، ويؤكد الشراكة التي وصفتها بـ«المهمة» بين القطاع الصحي والمؤسسات الصحية الخيرية.

وأضافت «يجري استكمال قاعدة المعلومات الخاصة بالرعاية الصحية المنزلية لتكون نواة للإحصائيات المساعدة للتخطيط والأبحاث الأكاديمية، إلى جانب عقد ورش عمل تدريب وتحديث علمي للعاملين في مجال الرعاية الصحية المنزلية بالمنطقة الغربية بإشراف المؤسسة الخيرية الوطنية للرعاية الصحية المنزلية - المنطقة الغربية».