ندوة تشد أزر 300 ممرضة سعودية.. بعدما بلغ تسربهن الوظيفي 50%

افتتحتها جامعة الدمام أمس.. ومدير الجامعة يخاطبهن: أنتن من سيصنع الفرق

مدير جامعة الدمام يكرم إحدى المحاضرات السعوديات في كلية التمريض
TT

على ضوء ما تقدره إحصائية حديثة بأن نسبة التسرب الوظيفي لدى الممرضات السعوديات وصلت لنحو 50%، جاءت مبادرة جامعة الدمام لشد أزر نحو 300 فتاة سعودية من ممرضات المستقبل، من خلال تكريم المحاضرة المتميزة في كلية التمريض وعرض الأفلام التشجيعية عن الممرضات السعوديات، وذلك صباح أمس، خلال افتتاح ورشة عمل تنظمها كلية التمريض بجامعة الدمام، تحت عنوان «الاتجاهات الجديدة في التدريب الصحي المتقدم باستخدام المحاكاة».

إذ خاطب مدير الجامعة الدكتور عبد الله الربيش طالبات التمريض، قائلا: «أنتن من سيصنع الفرق»، مشيدا بدور الممرضة السعودية، ومهنئا ممرضات المستقبل على دراسة هذا التخصص الهام. فيما شهدت الندوة حضورا كبيرا من طالبات كلية التمريض وطالبات كلية العلوم الصحية بالدمام والقطيف، إضافة إلى حضور قطاعات أخرى مشاركة داخلية وخارجية.

وأكد الربيش على ضرورة «سد الثغرات بين الدراسة النظرية والتطبيق قبل التعامل مع المريض، من خلال خلق بيئة شبه حقيقية للطالب والمتدرب، باستخدام أجهزة محاكاة متطورة تساعد على زيادة المعرفة المهنية والأكاديمية والقدرات والمهارات الإكلينيكية، مما ينتج عنها تقديم رعاية صحية آمنة وتقليل الأخطاء المهنية الشائعة التي قد يقع فيها البعض بسبب بيئة العمل المتغيرة».

من جهته، تحدث عميد كلية التمريض بجامعة الدمام الدكتور محمد حجازي، موضحا أن كلية التمريض تضم اليوم 560 طالبة، و40 طالبة في الدراسات العليا للماجستير الإكلينيكي الذي يعد تخصصا فريدا من نوعه على مستوى السعودية، وتناول اللقاء بالقول: «تأتي أهميته في ظل التقدم العلمي في مجال العلوم الطبية، وما تشهده مؤسسات الرعاية الصحية من تطورات متتابعة، وما ترتب على التغيرات الاجتماعية من نمو في الوعي الصحي». وأشار الدكتور حجازي إلى «بعض المعوقات التي تواجه مهنة الطب من الناحية التعليمية، ومن بينها الزيادة في عدد الطالبات والفجوة بين مخرجات التعليم وطرق التقييم وقلة عدد مراكز التدريب وعدم الاستخدام الأمثل والتكامل بين الكليات الصحية». في حين أوضح أن «الورشة تتضمن الكثير من الندوات، التي تسعى من خلالها إلى التعرف على الفجوة بين التعليم النظري والعملي في مجال التمريض، للخروج بتوصيات هامة تعمل على جسر تلك الفجوة والارتقاء بعلم ومهنة التمريض».

وخلال اللقاء، تم عرض فيلم بعنوان «ممرضة وأفتخر» تضمن في مقدمته كلمة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وتناول لقاءات مع عدد من الممرضات أثناء مزاولتهن المهنة في مواقع مختلفة، معبرات عن فخرهن بعملهن لكونه ذا قيمة إنسانية وفيه رعاية للمرضى ومشاركة في مساعدتهم، كما أشار الفيلم إلى أول ممرضة في الإسلام وهي رفيدة الأنصارية، وأول ممرضة سعودية وهي لطيفة الخطيب.

وتطرق الفيلم كذلك إلى إنشاء كلية التمريض عام 1423هـ، التي تعد أول كلية تمريض في السعودية، حيث بدأت بقبول 6 طالبات والآن يتجاوز عدد الطالبات فيها حدود الـ200 طالبة، وتم عرض فيلم آخر عن مهارات التمريض ومعمل أساسيات التمريض والمعامل في الكلية وطريقة التدريب فيها، وقبل أن يفتتح مدير جامعة الدمام «معرض البحوث» المصاحب للورشة قام بتكريم ريما القرني وهي محاضرة بكلية التمريض التابعة لجامعة الدمام.

جدير بالذكر أنه شارك في هذه الندوة وورشة العمل عدد من المتحدثين من منسوبي كلية التمريض وكلية الطب بجامعة الدمام، وكلية الطب من جامعة أم القرى، ومتحدثة خارجية من ألمانيا. في حين تناولها مدير جامعة الدمام موضحا أن «هناك تحديات كثيرة مع التطورات الحديثة في المجال الصحي لذا تسعى مثل هذه الندوة إلى تجليتها وتوضيح آثارها ووضع حلول وتوصيات لتجاوزها بما فيه مصلحة المريض ومقدمي الرعاية الصحية».