جامعة الإمام تتجاوز الحدود وتستقر في أحضان ثاني أعرق جامعة في التاريخ

وقعت اتفاقية كرسي بحثي عن «حوار الحضارات» مع جامعة السوربون الفرنسية

TT

خطت جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، خطواتها العلمية نحو دول العالم الأول، للاستفادة من تاريخ الدول المتقدمة وتفوقها في المجال الأكاديمي والبحثي.

وعلى غير العادة، عملت الجامعة بصمت خلال الفترة الماضية على المضي قدما نحو مزيد من الشراكات والكراسي البحثية الفاعلة والمهمة، وذلك سعيا منها للاستفادة من الطفرة التعليمية التي تعيشها السعودية خلال الخمسة أعوام الماضية، والتي تعتبر فرصة ذهبية يجب على الجامعات الاستفادة منها.

وسعيا من جامعة الإمام نحو الريادة وتخطي الصعاب ومواكبة تطلعات قيادة البلاد، أبرمت الجامعة اتفاقية شراكة وكرسي بحثي حول «حوار الحضارات»، الذي يعتبر من الكراسي المهمة، كونه موقعا مع ثاني أعرق جامعة في التاريخ وهي (جامعة السوربون بانتيون بارس1) الفرنسية.

وجاء توقيع الشراكة بعد جهد كبير من مدير جامعة الإمام الدكتور سليمان بن عبد الله أبا الخيل، الذي سعى نحو توقيع الكرسي البحثي، انطلاقا من ترسيخ مفهوم الوسطية والاعتدال والحوار مع الآخرين، وانسجاما مع مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في حوار الحضارات.

والتقى الدكتور سليمان بن عبد الله أبا الخيل الأسبوع الحالي، رئيس جامعة السوربون بانتيون «باريس1» البروفسور الدكتور جان كلود كوليارد والوفد المرافق له، في القاعة المستديرة بمبنى المؤتمرات والتعليم المستمر في المدينة الجامعية، لبحث سبل تفعيل كرسي «حوار الحضارات».

وبعد ترحيب مدير جامعة الإمام بالضيوف، أوضح أن الجامعتين تلتقيان في أفضل أعمالهما وهي الأعمال الأكاديمية التي تسعى لإيجاد الطرق والخطوات العملية للشراكة والتوأمة بين الجامعتين، والتي بدأت فعليا أثناء عقد الندوة السعودية - الفرنسية لحوار الحضارات في باريس بجامعة السوربون.

وأضاف أبا الخيل أن توقيع اتفاقية كرسي «حوار الحضارات» بين جامعة الإمام وجامعة السوربون لها أثر واضح في مسيرة الجامعتين، وبداية لعلاقات متميزة بين جامعتين عريقتين تتشابهان في النشأة والتطور، مؤكدا أن هذا اللقاء سيتمخض عنه تحقيق كثير من الأهداف وأوجه التعاون بين الجامعتين.

وقدم الدكتور أبا الخيل للوفد الزائر نبذة مختصرة عن الجامعة ودورها في نشر العلوم الإسلامية والعربية من خلال كلياتها الشرعية والعربية والاجتماعية والعلمية والطبية ومعاهدها العلمية في الداخل والخارج، مشيرا إلى أبرز المزايا التي تتمتع بها الجامعة وتنفرد عن غيرها من الجامعات، منها وجود كليات ومعاهد تابعة للجامعة في خارج المملكة، وأن الجامعة لها معاهد علمية تحتضن طلاب المرحلة ما دون الجامعية من المرحلة المتوسطة والثانوية، ووجود مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز للدراسات الإسلامية المعاصرة وحوار الحضارات، إضافة إلى احتضانها المعهد العالي للقضاء وهو المعهد الوحيد في السعودية الذي يؤهل القضاة.

من جانبه، أوضح رئيس جامعة السوربون الدكتور جان أنه تم عمل اتفاقيات مع وزير التعليم العالي حول شراكات مع جامعات أخرى سعودية، واصفا الشراكة مع جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بأنها شراكة بناءة، وأن من أهداف الشراكة تشجيع السعوديين على التعلم في فرنسا، متمنيا أن تتم هذه الشراكة على أكمل وجه.

ويأتي توقيع الكرسي بناء على مبادرة سابقة عندما أقيم منتدى «الحوار السعودي - الفرنسي» العام الماضي، الذي تم بعده الاتفاق على توقيع كرسي بحثي، والاستفادة من تفوق جامعة عريقة مثل «السوربون».

ويركز الكرسي على بعدين، الأول هو الجانب التاريخي والأبعاد ذات العلاقة بالحوار الحضاري في التاريخ، وذلك لتميز الجامعة الفرنسية بقيم التاريخ، والبعد الآخر سيركز على دور وأنماط ووسائل الاتصال المعاصر في حوار الحضارات.

وسيكون مقر الكرسي في الجامعة الفرنسية نفسها، التي ستعنى بالبعد الأول وهو الجانب التاريخي، بينما تعنى جامعة الإمام بالبعد الثاني المتعلق بأنماط ووسائل الاتصال الحديثة، وتشمل الاتفاقية تبادل زيارات بين الجامعتين، وإقامة فعاليات علمية، ومنح بحثية وزيارة وفود طلابية، والتواصل بين الجانبين السعودي والفرنسي.

وتستمر الاتفاقية مدة ثلاثة أعوام، ولن يقتصر الدور البحثي للكرسي على الجانب الفرنسي والسعودي فقط، بل يشمل جميع الباحثين في العالم والمهتمين بحوار الحضارات.