رئيس حملة السكينة: الاحتساب غير المنضبط بيئة خصبة تستغلها «القاعدة» في التجنيد

قال لـ«الشرق الأوسط» إن مراجعتهم لأصحاب الأفكار المتطرفة كشفت وجود أكاديميات تابعة للتنظيم في الإنترنت

TT

كثيرة هي الأمور التي يستغلها تنظيم القاعدة لتجنيد أتباعه ومريديه في السعودية. لكن أكثر ما يحذر منه الشيخ عبد المنعم المشوح، رئيس حملة السكينة المتخصصة بتصحيح الأفكار المتطرفة، مسألتا «شحن النفوس» و«الاحتساب غير المنضبط»، اللذين اعتبرهما «بيئة خصبة» لـ«القاعدة» لتجنيد أتباع جدد.

وتأتي تلك التحذيرات، في وقت يتواصل فيه نجاح تنظيم القاعدة في تجنيد أفراد داخل الأراضي السعودية، بدليل مئات الأشخاص الذين أعلنت الرياض عن القبض عليهم في العام الماضي في إطار خلايا وشبكات كانت تخطط لتنفيذ عمليات إرهابية، فضلا عن قائمة الـ47 الجديدة التي أعلنت عنها وزارة الداخلية قبل أيام، ويبلغ متوسط أعمار المدرجين فيها 26 عاما.ويبرز تجنيد أتباع لـ«القاعدة» عبر الإنترنت، ضمن الأمور التي تسعى حملة سعودية تسمى «السكينة» لمكافحتها والقضاء عليها، عبر حوارات مع معتنقي الأفكار المتطرفة في المواقع الراديكالية.

ونجحت حملة السكينة الفكرية، في ثني 1500 شخص من معتنقي فكر «القاعدة» عن أفكارهم، بينما بلغ إجمالي من قامت بمحاورتهم منذ أن بدأت عملها منذ 8 سنوات، نحو 3 آلاف شخص، وذلك عبر 60 شخصا فقط، يمثلون قوام العاملين في هذا البرنامج شبه الحكومي.

ويشير الشيخ عبد المنعم المشوح، رئيس حملة السكينة، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن حواراتهم الفكرية مع معتنقي الأفكار المتطرفة، كشفت عن وجود أكاديميات ومعاهد تابعة لتنظيم القاعدة عبر الإنترنت، ويتاح الدخول فيها لـ«المتدربين الجدد»، والحصول على دورات متعددة في كيفية استخدام الأسلحة، وتركيب المواد الكيميائية، وتصنيع المتفجرات، وتحضير السموم.

وأكد المشوح، أن الإنترنت بات يقوم بدور أكثر فاعلية، في مسألة حشد أتباع تنظيم القاعدة، ونشر الفكر القاعدي، ويتعدى ذلك إلى إقامة الدورات النظرية للمنضمين الجدد.

لكن الإنترنت، وعلى الرغم من الدور الذي يقوم به لصالح تنظيم القاعدة، ليس إلا إحدى الوسائل التي يستغلها التنظيم لحشد الأتباع، حيث إن الخطاب الحماسي وشحن النفوس، كما يرى المشوح، تعتبر «بيئة خصبة» تستخدمها «القاعدة» في أمور التجنيد.

وعلى الرغم من كل ذلك، فإن رئيس حملة السكينة، يرى أن حملات التطهير الفكرية التي قادتها حملته ومجموعة من القنوات الرسمية المتخصصة بهذا الأمر، ساهمت في حجب تأثير أفكار «القاعدة» عن المجتمع. لكن ذلك لم يمنع من خروج بعض المتعاطفين مع التنظيم والمتورطين في أنشطته، كقائمة الـ47 التي أعلنتها الداخلية قبل أيام، أو الـ300 شخص الذين أعلنت الرياض القبض عليهم خلال عام 2010.

وفي تعليقه على الأمر، دعا رئيس حملة السكينة، وفي ضوء المستجدات التي تعكس استمرارية «القاعدة» في تجنيد الأتباع، إلى مراجعة كافة الجهود الفكرية التي رافقت بدء نشاط «القاعدة» في 12 مايو (أيار) 2003، وحتى الآن، مؤكدا أن حملة السكينة على أتم الاستعداد لأن تكون أول جهة يتم مراجعة نتائج عملها، بغية تقييمه، وكشف نقاط الضعف في الجهود الفكرية، وتقوية الجوانب الإيجابية فيها.