جامعة الملك سعود تؤهل فتيات سعوديات على الأعمال المهنية

مسؤولة: نجتهد لتوفير التخصصات المهنية المناسبة للفتيات

TT

كشفت الدكتورة صفية الملا، المشرفة العامة على مركز تأهيل وتدريب الفتيات للأعمال المهنية، بجامعة الملك سعود، عن ورود الكثير من الاتصالات، من جهات حكومية وأهلية، تطالب بقائمة بأسماء المتدربات للتواصل معهن من أجل التوظيف.

وتأتي هذه الاتصالات على الرغم من أن الدفعة الأولى من برنامج التأهيل المهني لم تتخرج بعد، الأمر الذي اعتبرته المشرفة على المركز، الدكتور صفية الملا، وكيلة شؤون التشغيل والخدمات المساندة لمركز الدراسات النسائية بجامعة الملك سعود، من البوادر الطيبة للبرنامج، والمبشرة بالخير والنجاح له.

ويهدف البرنامج إلى تكوين وتأسيس فريق صيانة متخصص، بكوادر نسائية تتميز بالجودة والكفاءة والقدرة العالية على إدارة شؤون التشغيل والصيانة، وهو ما يتوافق مع متطلبات المدينة الجامعية الجديدة للبنات، حيث سيشارك هذا الفريق الذي سيعمل كفريق مساند في عملية تشغيل وصيانة جميع مرافق المدينة الجامعية، والإشراف على استمرارية عملها بكفاءة متطورة، خلال ساعات اليوم الدراسي، مما سيؤمن المتابعة المستمرة للصيانة، بما يضمن الجودة في الأداء وتحقيق التميز في مجال العمل التقني والمهني في المدينة الجامعية.

وجاءت فكرة البرنامج، الذي يتم بالتعاون مع شركة «بن لادن»، منذ بداية مشروع إنشاء المدينة الجامعية للبنات بجامعة الملك سعود. وأشارت الدكتورة الملا إلى أن إنشاء مشروع ضخم كمدينة الطالبات الجامعية، بحيث تنفق على تنفيذه المليارات، يتطلب نظرة حكيمة، مضمونها الاستفادة القصوى من إمكانيات المشروع، وتأمين المتابعة المستمرة لضمان الجودة والتميز.

وذكرت الدكتورة الملا، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أن تدريب وتأهيل الفتيات السعوديات، يأتي تمهيدا للاستعانة بهن في وظائف أعمال الصيانة والتشغيل، بما يحقق الاستقلالية والاكتفاء الذاتي في المواقع النسائية، ويضمن عدم التأخر في تقديم الاحتياجات اليومية أو الطارئة خلال ساعات الدوام الرسمي، كما أنه سيخلق جوا من الراحة للنساء في التعامل مع بنات جنسهن، إضافة إلى إتاحة فرص عمل للكوادر الوطنية النسائية.

وبحسب الدكتورة الملا فإن برنامج تأهيل الفتيات سيقدم لهن حرفة مهنية نادرة وفرصة وظيفية قوية للعمل في أي قطاع عمل نسائي، مشيرة إلى أن وكالة شؤون التشغيل والخدمات المساندة لمركز الدراسات النسائية بالجامعة، تعمل جاهدة لتوفير جميع التخصصات المهنية التي يمكن أن تمتهنها الفتيات، وتحتاج إليها المدينة الجامعية للطالبات أو المواقع النسائية بشكل عام، حيث تم البدء بدورة صيانة الكهرباء، ودورة صيانة الأجهزة والآلات المكتبية، والتي قاربت الآن على الانتهاء، فالمتدربات سيتخرجن في غضون 3 أسابيع من الآن، يتبعها التدريب العملي في مواقع عمل فعلية، تحت إشراف المهندسات والفنيات ذوات الخبرة الطويلة في المجالات الهندسية.

ويؤمن البرنامج، عبر شركة «بن لادن» السعودية، مدربات من المهندسات والمساعدات، وطاقما إداريا وفنيا، إضافة إلى تجهيز ورشة متكاملة، وهو ما يصب جميعا في مصلحة المتدربة. وتضيف الدكتورة الملا أن خطط البرامج التدريبية تحتوي على أكبر قدر ممكن من الممارسة العملية والتطبيقية، بحيث تتخرج المتدربة وتكون واثقة الخطى من قدرتها على ممارسة المهنة.

وتستغرق مدة البرنامج 3 أشهر دراسية، تتضمن محاضرات وتدريبا عمليا في ورشة متخصصة، إضافة إلى شهر من التدريب الميداني، وذلك عبر مواقع العمل المنتشرة في المراكز النسائية في جامعة الملك سعود.

وحول إقبال الفتيات السعوديات على هذا البرنامج، تؤكد الدكتورة الملا أن عدد الراغبات في الالتحاق به قد تجاوز المقاعد المتاحة فيه، مشيرة إلى أنه وإلى جانب الدورتين المطروحتين حاليا، ستعمل الوكالة جاهدة لتوفير جميع التخصصات المهنية، التي يمكن أن تمتهنها الفنيات وتحتاج إليها المراكز النسائية.

وتؤكد الملا وجود متابعة دقيقة للبرنامج، بالاستفادة من المردود الإيجابي والسلبي من هذه التجربة، لوضع خطط واستراتيجيات أكثر دقة، وتشمل هذه المتابعة السن المناسبة للالتحاق بالبرنامج، والدرجة العلمية المناسبة، ومدة الدورة، ومدة التطبيق العملي، وغيرها.

وتأمل الدكتور الملا أن يكون هذا البرنامج نواة لإنشاء كلية هندسة خاصة بالطالبات، على الأقل في التخصصات التي قد تبدع بها المرأة كهندسة الديكور المنزلي. وتشير الملا إلى أن التعاقد مع المهندسات والفنيات غير السعوديات، واستقطابهن في مناطق كثيرة في السعودية، يعد دليلا كافيا على أن السعودية تحتاج للتخصصات الهندسية والفنية النسائية. وتترك الدكتورة الملا الخوض في تفاصيل هذا الموضوع للجهات الرسمية المختصة في الجامعة.