طالب باحث زراعي رجال الأعمال بالاستفادة من نواة التمر في صناعة الأيس كريم، مؤكدا، في دراسة أجراها، أن نواة التمر يمكن أن تستخدم في إنتاج مادة الكاكاو لصناعة الأيس كريم.
وقال المهندس محمد حبيب بخاري، الخبير والباحث الزراعي، لـ«الشرق الأوسط»: «في الوقت الذي يبلغ فيه إجمالي إنتاج المملكة من التمور سنويا في حدود 800 ألف طن، فإن كمية النواة التي يمكن الحصول عليها من هذه الكمية تعادل 120 ألف طن من النواة».
وأشار إلى أن هذه الكمية يمكن الاستفادة منها من دون اللحم (اللب) الذي يمكن استخدامه في صناعات كثيرة، منها: إنتاج حامض الخليك أو الكحول الطبي أو صناعة خيوط الريون، وهذه الصناعة لا تتطلب استيراد أي مواد من الخارج، ويمكن استغلال التمور الرديئة أو فضلات التمور، وخيوط الريون هي ما تعرف بالحرير الصناعي وعليها إقبال كبير في أسواق العالم، خاصة أوروبا.
وقال بخاري إنه عند إجرائه البحث عن نواة التمر واستخدامها في إنتاج مادة تشبه الكاكاو لصناعة الأيس كريم، أجرى اختبارا لمجموعة أشخاص للتمييز بين الأيس كريم المضاف إليه الكاكاو والمضاف إليه نواة مسحوق التمر ولم يتمكن أحد من التفريق بينهما.
وأضاف: «يمكن إدخال ذلك في صناعة الحلوى بدلا من الكاكاو، إذا كان هناك من يرغب في استغلال ذلك وصناعة الكاكاو؛ حيث إن التمرة تتكون من جزأين هما اللحم (اللب) والنواة، ونسبة وزن النواة للتمرة في حدود 10 - 15% من وزن التمرة كاملة، وقد تصل إلى 20% من وزن التمرة كاملة في أحيان كثيرة». وأردف: «كانت النواة (الفصم) تستعمل في السابق في تغذية الحيوانات، ولكنها لم تعد مجدية اقتصاديا».
وأشار إلى أن النواة تحتوي على الكثير من المركبات، منها دهون خام بنسبة 8.7%، وألياف بنسبة 12.6%، وسكريات عدة بنسبة 15.9%، وأحماض أمينية (ملغم/ 100غم) 9.7 ملغم/ 100 غرام من الغلوتامين إلى فالين، وهذه أحماض أمينية مهمة جدا لجسم الإنسان، وبهذه الطريقة نوفر الملايين من الريالات التي تذهب إلى الشركات المنتجة للكاكاو ونكون مصدرين لهذه المادة الجديدة. وحددت إحدى الشركات الأجنبية هذه الطريقة وأنتجت الآن ما يسمى ببديل القهوة من دون كافيين وهي منتشرة الآن في عمان وهذا ناتج من نواة التمر.
وبيَّن بخاري أن هنالك إمكانية لإنتاج منتجات أخرى من نواة التمر مثل مادة الفورفورال التي يباع اللتر الواحد منها في أميركا بسعر 70 دولارا وبإمكاننا إنتاج 120.000 × 20%= 24000 طن من الفورفورال، وهذا يعادل قيمة 960 مليون دولار سنويا ناتجة عن بيع 24 مليون لتر من الفورفورال بسعر 40 دولارا للتر الواحد ومعروف من يقوم بشراء هذه المادة. ففي الولايات المتحدة الأميركية ينتجون الفورفورال من قوالح الذرة التي تعطي فقط 8% من الوزن في حين تعطي نواة التمر 20 - 25% من الوزن، فهل نستطيع أن نكون مصدرين لهذه المادة التي يجري استغلالها في مجالات مهمة جدا معروفة لدى الولايات المتحدة الأميركية وكذلك لدى مصافي النفط وكمذيب مهم وفي إنتاج المبيدات الحشرية والفورفورال هي مادة ألدهيدية رمزها الكيمائي (ك 4 يد 3ز أ.ك أ يد) وهي مادة عديمة اللون أو تميل للصفرة طيارة وكثافتها النوعية 1.1598 ودرجة غليانها 161.7م.
يشار إلى أن السعودية تنتج 322 صنفا من التمور يشكل 19.3% من الإنتاج العالمي، وهي كبرى دول العالم إنتاجا لهذا المنتج الزراعي المهم، وتختص كل منطقة من مناطق السعودية بأصناف معينة، وتقدر المساحة المزروعة بالنخيل في السعودية بأكثر من 691.480 دونم، وعدد الأشجار المزروعة 18.2 مليون نخلة، وتحتل واحة الأحساء الصدارة في الزراعة والإنتاج.
وتقوم على إنتاج التمور في السعودية مصانع عدة، تصل إلى نحو 30 مصنعا، تصنع نحو 110751 طنا، وهو ما يمثل نحو 18.5% من إجمالي إنتاج السعودية. وتعتبر منطقة الخرج في القائمة الأولى من حيث انتشار المصانع القائمة على التمور بنصيب 6 مصانع، تليها مدينة المدينة المنورة، فالرياض، والأحساء، ثم تأتي البدائع والطائف والهفوف وبيشة والزلفي وجدة.