«الشؤون الإسلامية» تعمم على المساجد بعدم الفصل التام بين النساء والرجال

السديري لـ «الشرق الأوسط»: اعتماد المشربيات شرط لتمكين رؤية المصليات للمصلين

TT

عممت وكالة وزارة الشؤون الإسلامية لشؤون المساجد والدعوة والإرشاد على فروعها كافة في مختلف مناطق السعودية، بعدم الفصل التام بين مصليات النساء والرجال في المساجد بجدران، تجنبا لعزلهن بصورة كاملة عن المصلين الرجال.

وقال الدكتور توفيق السديري وكيل وزارة الشؤون الإسلامية لشؤون المساجد والدعوة والإرشاد في حديثه مع «الشرق الأوسط»، إنه عقب ملاحظة وجود مصليات نسائية مفصولة فصلا تاما عن مصليات الرجال، أصدر فرع الوزارة تعميما بضرورة مراعاة عدم عزل مصليات النساء عزلا تاما أو أن تكون خارج المسجد، وذلك في تصاميم المساجد الحديثة، تحقيقا للصفة التي كان عليها مسجد الرسول الكريم في العهد النبوي.

وأكد السديري توجيه فروع الوزارة كافة بحصر المساجد ومصليات الأعياد الملاحظ عليها الفصل التام في المدن والقرى والهجر كافة بالسعودية، وذلك لتحقيق متابعة النساء الصحيحة للإمام وعدم الاختلاف بسبب الحجب التام، وكما ذكر السديري، فإن ذلك يأتي «وفق الأدلة الشرعية وما ذكره الفقهاء في هذا الشأن».

وأضاف وكيل وزارة الشؤون الإسلامية للدعوة والإرشاد أن فصل مصلى النساء عن الرجال يكون فقط من خلال مشربيات تمكن النساء من رؤية المصلين في المسجد لتحقيق المتابعة الصحيحة.

وأوضح السديري أن رفع المشربيات للأعلى لا يفي بالشرط حيث يتحتم تمكين المصليات من رؤية المصلين من خلال المشربيات وذلك لا يتحقق سوى بوضعها على مستوى ملائم.

من جهة أخرى، بقيت تلك المواطن المخصصة لصلاة النساء في المساجد السعودية فارغة بلا معنى طيلة العام بسبب التقاليد التي قصرت حضور النساء للمساجد على شهر رمضان والعيدين خلافا للعهد النبوي.

فعلى الرغم من الحديث النبوي القائل: «صلاة المرأة في بيتها أفضل» فإن مشروعية الذهاب للمساجد من قبل النساء بقيت في العهد النبوي، اللاتي كن حينها أفقه بدلائل النصوص، فبات هناك اليوم من المساجد ما يفتح أبوابه للنساء طوال العام، إلا أن حضورهن لا يكاد يذكر سوى في صلاة الجنائز وأوقات أخرى في صلاة الجمعة، وهناك مصليات نسائية لا تفتح أبوابها سوى في ليالي رمضان.

وفي هذا الشأن، قال الدكتور توفيق السديري إنه وبناء على ما ورد من الإفتاء، تم إنشاء مصليات نسائية قريبة من المجمعات العامة ومفتوحة طوال العام، إضافة إلى بعض الجوامع الكبيرة.

وبشأن الحضور النسوي للمساجد، قال السديري بتحقيق هذا الغرض في المساجد الكبيرة والمصليات في المراكز التجارية، مشيرا إلى أن مسألة الحضور أمر متروك للسيدات أنفسهن، منوها: «إذا وجدنا الرغبة من السيدات، فإننا سنبحث تيسير الأمر لهن، ولن نتردد في فتح المصليات النسائية».

أما بشأن الجانب الرقابي داخل المصليات النسائية والتأكد من هوية الموجودين داخلها، التي تشهد عددا من الدروس التوعوية والحلقات الشرعية، فقد أوضح السديري أن عدد المختصات في مجال الرقابة محدود جدا وقليل نتيجة العوائق المادية، آملا في القدرة مستقبلا على توفير مراقبات تابعات لوزارة الشؤون الإسلامية للقيام بمهامهن في المساجد النسائية.