فوبيا «التسمم» ترفع إقبال السعوديين على استفسار «هيئة الدواء» بنسبة 300%

مدير إدارة التوعية لـ : 10 اتصالات يوميا للتأكد من «مأمونية» المستحضرات

الصيدليات ومحلات العطارة تضم «قنابل موقوتة» من المستحضرات الملوثة بالمواد الخطرة («الشرق الأوسط»)
TT

«تحذير من هذا الشامبو»، «لا تستخدم ذاك الكريم».. رسائل بات يتبادلها آلاف السعوديين في الآونة الأخيرة عبر البريد الإلكتروني ورسائل الجوال، حيث لم يعد المستهلك السعودي متلقيا سلبيا لإعلانات ترويج مستحضرات التجميل والمنتجات الطبية والأعشاب ونحوها، فبعد مرور 7 سنوات على إنشاء الهيئة العامة للغذاء والدواء، والتي تعد الجهة التوعوية الرسمية بالبلاد في ذلك المجال، أصبح السعوديون حريصين على مراجعتها، لمواجهة «فوبيا» الوقوع في التسمم الكيميائي.

إذ يوضح لـ«الشرق الأوسط» الدكتور عبد المحسن الرحيمي، مدير إدارة التوعية والأبحاث والنشر في الهيئة، أن عدد الاتصالات والاستفسارات الواردة إلى الهيئة زادت بصورة كبيرة في الآونة الأخيرة للتأكد من مأمونية المستحضرات قبل استخدامها، بقوله «في بدايات الهيئة كانت تأتينا ما بين 50 إلى 60 اتصالا شهريا، لكن الآن لا تقل يوميا عن حدود 10 اتصالات، وبزيادة نحو 300% عن السابق».

ويشير الرحيمي إلى أن هذه الاتصالات تتضمن فقط المتعلق بقطاع الدواء (لكون الهيئة تضم أيضا قطاع الغذاء)، مفيدا بأن معظم الاستفسارات تتناول مستحضرات التجميل بالدرجة الأولى، وأشار إلى أن «الهيئة وفرت مركز معلومات الأدوية والسموم، الذي من إحدى مهامه استقبال اتصالات الجمهور والرد عليها»، ويضيف لذلك الاستفسارات الإلكترونية الواردة باستمرار على الموقع الرسمي للهيئة بهدف التوثق من جودة وأمن بعض المستحضرات.

وحاولت «الشرق الأوسط» الحصول على حجم حالات التسمم الكيميائي أو الدوائي؛ والمعدل الشهري للحالات المسجلة والمناطق السعودية التي سجلت نسبا أعلى في عدد حوادث التسمم، إلا أن مصادر هيئة الغذاء والدواء أكدت لـ«الشرق الأوسط» عن عدم توفر أي إحصائيات حديثة بهذا الشأن للاستدلال بها، خاصة في ظل عدم تفعيل الرقم المجاني لمركز الأدوية حتى الآن.

إلا أن مدير عام إدارة الصحة الوقائية بوزارة الصحة فلاح المزروع، صرح الشهر الماضي خلال افتتاح إحدى الندوات الصحية، بأن برنامج السلامة الكيميائية والدوائية التابع للصحة الوقائية سجل ما يقارب 18800 حالة تسمم كيميائي خلال الأربع السنوات الماضية، مشيرا إلى أن إحصائيات منظمة الصحة العالمية تكشف أن هناك نحو 50 ألف حالة وفاة للأطفال دون سن الرابعة عشرة بسبب التسمم غير المعتمد بالكيمياويات.

ورغم الجهود الكبيرة التي تبذلها الجهات الحكومية المسؤولة في البلاد للحماية من التسمم الكيميائي الناتج عن استخدام المستحضرات غير الآمنة، فإن الأسواق السعودية ما زالت تضم مستحضرات وخلطات مرخصة تباع علنا في الصيدليات ومحلات العطارة وتحمل ادعاءات طبية مظللة، مع أن الفحوصات المخبرية تثبت أنها ملوثة بكميات كبيرة من المواد الخطرة والسامة.

يأتي ذلك في حين تستعد الهيئة العامة للغذاء والدواء في مارس (آذار) المقبل لإطلاق الأسبوع الوطني للوقاية من التسمم، وهو أسبوع علمي وتثقيفي يهدف للحد من التسمم والوقاية منه وخاصة لمن هم دون سن السادسة، ويأتي قطاع الدواء من ضمن برامج التثقيف الدوائي، ومن المتوقع أن يركز الأسبوع الوطني الرابع للوقاية من التسمم لهذا العام على تثقيف فئات المجتمع المختلفة وخاصة الأطفال وربات المنازل، تحت شعار (سموم في منازلنا).

ووفقا لبيان تسلمته «الشرق الأوسط» من الهيئة، فإن الغرض من إقامة هذا الأسبوع هو «توعية جميع شرائح المجتمع عن كيفية توخي الحذر والحيطة في التعامل مع الأدوية والمنتجات الصناعية، كالمطهرات والمبيدات الحشرية وكذلك الخلطات العشبية التي تستخدم بشكل واسع في المنزل حيث إنها قد تتحول إلى خطر حقيقتي على صحة الأفراد».

فيما يهدف الأسبوع إلى «نشر الوعي المعرفي بأهمية التقيد بالاستخدام السليم للأدوية، وعرض حقيقة السلوكيات السلبية التي يمارسها الجمهور تجاه التعامل مع الأدوية والمنظفات المنزلية، وغرس مفهوم السلامة الصحية لدى الأسرة والمجتمع، وأخيرا، صناعة انطباع إيجابي عن الهيئة ودورها».

يشار إلى أن الهيئة كشفت قبل يومين عن نتائج استطلاع إلكتروني أجرته عبر موقعها الرسمي على شبكة الإنترنت، حول مدى حرص المريض على التأكد من مطابقة الدواء الموصوف من قبل الطبيب لما صرف له من قبل الصيدلي، وقد تفاعل زوار الموقع بشكل كبير مع هذا الاستطلاع، حيث بلغ عدد المصوتين أكثر من 7 آلاف صوت وزعت على مختلف الاختيارات، إذ أجابت الأغلبية بـ(نعم) بنسبة 40.43% وبعدد 2916 صوتا، أما الذين لا يحرصون على التأكد من ذلك فقد بلغت نسبتهم 34.07% بعدد 2457 صوتا، أما الاختيار الأخير (أحيانا) فقد بلغت نسبة المصوتين له 25.50% وبعدد 1839 صوتا.