«الأمطار» تتجه نحو الشمال.. وجدة تحصي الخسائر

«الأرصاد» لـ «الشرق الأوسط» : نتوقع اعتدال الجو في جدة بعد المطر

شاب قرر الجلوس فوق سيارته بعد أن غمرت المياه نصفها («الشرق الأوسط»)
TT

بينما لا يزال سكان مدينة جدة يواجهون آثار الأمطار الأخيرة ويحصون خسائرهم وأوجاعهم، ويضعون أيديهم على قلوبهم، خشية سقوط الأمطار من جديد، توقعت الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة السعودية أن تشهد جدة أجواء معتدلة، وأن يكون هناك هطول لأمطار رعدية على أجزاء متفرقة من مناطق شمال السعودية، خصوصا الحدود الشمالية والأجزاء الساحلية لمنطقة تبوك، وذلك من اليوم وحتى اليومين المقبلين، وتكون حزاما سحابيا تتخلله سحب ركامية تمتد من مناطق جنوب المملكة، خصوصا المرتفعات، وتشمل مناطق نجران وحتى المنطقة الشرقية، مرورا بمنطقة الرياض، حيث يتوقع هطول أمطار متوسطة يسبقها نشاط في الرياح السطحية.

وقالت الأرصاد، على لسان حسن ميرة، نائب مدير إدارة التحليل والتوقعات في الأرصاد السعودية: «إنها تتوقع أن تشهد جدة أجواء معتدلة بعد الأمطار الغزيرة التي هطلت عليها الجمعة الماضي، وتسببت في إغلاق الكثير من المناطق وتلف في بعض الممتلكات في الأحياء الشرقية للمدينة».

ويأتي ذلك في وقت كشفت فيه مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» أن الدفاع المدني قام بإيواء نحو 25 عائلة من العائلات المتضررة من مياه الأمطار، في شقق مفروشة، ووعدوا بصرف رب المنزل 500 ريال وربة المنزل 500 ريال والبناء 50 ريالا في كل يوم.

إلى ذلك، أوضح العميد محمد القحطاني، مدير مرور جدة، ضرورة فتح العبارات التي تربط طريق الحرمين بشرق المدينة، بعد إغلاقها أمس، بسبب تجمعات المياه وإصلاح عدد من الإشارات التي تعطلت جراء الإمطار، إضافة إلى تحرير عدد من الكباري والأنفاق بالتعاون مع أمانة جدة ونشر أفراد الدفاع المدني في كل المواقع.

وفي السياق ذاته، بعثت الأمانة ببيان توضيحي بخصوص ارتفاع منسوب مياه الأمطار في بعض الأنفاق، أوضحت فيه «أن ما تعرضت له بعض الأنفاق من غرق بسبب كثافة كمية مياه الأمطار التي هطلت خلال الأيام السابقة بمدينة جدة ونتج عن ذلك ارتفاع منسوب المياه في الشوارع والأحياء ومنع بعض من السكان الوصول إلى منازلهم».

وأكدت تصدر حي الشرفية الواقع بجوار نفق طريق الملك عبد الله هذه الأحياء، مشيرة إلى وجود ثلاث مضخات رئيسية سعة الواحدة منها (120 - 150 لترا في الثانية) وهي قادرة على تصريف مياه الأمطار في وقت مناسب، واستفادت الأمانة من تجاربها السابقة وزادت من عدد وقدرة المضخات الموجودة لمعالجة وتصريف مياه الأمطار. بيد أن تواصل هطول الأمطار خلال اليومين السابقين وعدم قدرة الأرض على امتصاص أي كمية من تلك المياه أدى إلى تراكمها.

وأشارت الأمانة إلى «أنها قامت بإغلاق النفق على الفور، كإجراء احترازي، ووفرت 9 مضخات و20 ناقلة لتفريغ التقاطع أعلى النفق والمناطق المحيطة به لتسهيل الحركة المرورية ووصول الساكنين إلى منازلهم، وذلك بضخ هذه المياه داخل النفق (المغلق)».

وبينت الأمانة «أن ما تعرض له نفق تقاطع طريق الأمير ماجد مع شارع حراء، هو عبارة عن تدفق مياه الأمطار المنقولة إلى النفق عبر طريق ابن باز، وأدى إلى زيادة كمية المياه بها عن طاقة المضخات الموجودة بالنفق، حيث توجد به ثلاث مضخات، سعة كل واحدة منها (120 - 150 لترا في الثانية)، وهو ما أدى إلى غلق النفق، ويجرى حاليا شفط تجمعات المياه منه، وما حدث في نفق تقاطع طريق الأمير ماجد مع شارع الروضة، تم إغلاقه احترازيا وبصفة مؤقتة حتى يتم اكتمال تشغيل المضخات الخاصة به، كما سيتم الانتهاء من مشروع يجرى العمل به حاليا، ومن المتوقع استلامه خلال الأسبوعين المقبلين، وهو عبارة عن خط تصريف في منطقة النفق ينقل المياه إلى مجرى السيل».

وهنا أكد الدكتور هاني أبو رأس، أمين أمانة جدة الذي حصلت «الشرق الأوسط» على تصريحه ساعة تجوله في مناطق الأمطار أول من أمس، خلال وقوفه على شفط المياه من نفق الملك عبد الله «أن هذه الإشكالية لن ترونها مطلع العام المقبل».

وأضاف أبو رأس «أننا أعددنا لمشروع تصريف المياه السطحية للشوارع المحاذية للنفق، وذلك لتلافي تكدس المياه بالشارع، بالإضافة إلى أنه بدأ تركيب خمس مضخات للتصريف المياه في مواقع متفرقة، سيكون نصيب النفق منها إضافة مضخة، حيث توجد بالجسم مضختان لتصريف المياه وبعد تركيب المضخة الإضافية ستشكل الثلاث مضخات لتصريف المياه الحل الأمثل لتلافي تكدس المياه بالنفق». وبالعودة إلى بيان الأمانة أكد البيان «أن أمانة جدة ستأخذ بعين الاعتبار كل الاحتياطات لجميع الأنفاق الحالية والمستقبلية في ما يتعلق بتصريف مياه الأمطار، ولديها مشروع سيتم طرحه خلال العام الحالي لتصريف المياه السطحية في نفق الروضة مع طريق الأمير ماجد، والأمير ماجد مع حراء، ونفق طارق بن زياد، وغيرها من الأنفاق القائمة والمستقبلية بهدف تصريف المياه السطحية والأمطار بمجرد هطولها، بدلا من دخولها إلى الأنفاق وتصريفها عبر المضخات الموجودة بها».

ويأتي ذلك في وقت انتشلت فيه فرقة البحث والإنقاذ في حرس الحدود بالقنفذة، أمس، جثة المفقود الذي تعرض للغرق مساء الجمعة الماضي عندما كان في نزهة بحرية.

وفي الليث، أقصى جنوب مدينة جدة، نفى مدير إدارة الدفاع بمحافظة الليث، العميد تركي علوان الحارثي، وجود أي سيول في شرق وشمال المحافظة، موضحا «لم ترد إلينا أي معلومات بشأن وجود سيول بالمحافظة». مشددا على «أن الدفاع المدني مستعد لكل الاحتمالات ولأي متغير يطرأ على محافظة الليث».

من جهته، نفى محمد ختيم المالكي، مدير الإعلام التربوي بمحافظة الليث، وجود أي حالات لإقفال المدارس بشرق وشمال المحافظة وبقية أنحاء المحافظة التعليمية، وقال المالكي من خلال التقارير من المديرين والمديرات والمشرفين والمشرفات المطلعين على الميدان التربوي، تبين لدينا أنه لا وجود لأي حالة إقفال أو إغلاق للمدارس.

وشدد المالكي على أن العملية التعليمية مستمرة بكل كوادرها، الإدارية والتعليمية بأكثر من 30 ألف طالب وأكثر من خمسة آلاف معلم ومعلمة من مديري ومديرات ومعلمي ومعلمات المدارس البالغ عددهم أكثر من خمسة آلاف معلم، وأشار إلى أن الدراسة مضت في سياقها الطبيعي المعتاد يوميا.

وبالعودة إلى جدة، تحولت بعض الأحياء إلى ما يشبه برك السباحة، خاصة الناحية الشرقية، حيث يقول سالم الغامدي من سكان حي السامر في أقصى الشرق «في حي السامر بشارع حمزة العدواني، تحول الحي إلى بركة سباحة وتنزه لبعض الهاوين، فأصبح بعض شباب الحي يملكون قوارب مطاطية صغيرة يتجولون بها في الحي عند هطول الأمطار، لمساعدة أهلهم وجيرانهم خلال هطول الأمطار». وأضاف الغامدي «أن الدفاع المدني قام بإسكانهم أمس في شقق مفروشة، بعد أن ارتفع منسوب مياه الأمطار في الحي إلى الطابق الأول من المبنى».

وأشار إلى صعوبة التنقل بسبب تجمعات المياه، موضحا أن «الجهات المختصة لم تقم بتصريف المياه المتجمعة في الحي، وأن المنازل قد تضررت بالكامل بعد أن داهمت مياه الأمطار المنزل».

وفي عسير أقصى جنوب السعودية، هطلت أمس أمطار متوسطة على منطقة عسير، شملت مراكز الحبيل والحريضة والجرف بمحافظة رجال ألمع، كما شملت الأمطار مركز بارق بمحافظة المجاردة.