خبراء عسير يعلنون حالة التأهب لمواجهة مرض «الليشمانيا»

توصلوا إلى 11 توصية.. ودعوا لتفعيل الإنذار المبكر في المناطق المجاورة لوادي عتود

فرق المكافحة والبلدية أثناء الرش للقضاء على ذبابة الرمل في محافظة خميس مشيط وضواحيها («الشرق الأوسط»)
TT

في خطوة لمكافحة مرض الليشمانيا، انطلقت أمس أعمال الندوة العلمية عن «استراتيجية مكافحة الليشمانيا بمنطقة عسير» والتي نظمها المجلس البلدي وبلدية محافظة خميس مشيط تحت شعار «نحو بيئة صحية متكاملة»، بحضور سعيد بن عبد العزيز بن مشيط محافظ محافظة خميس مشيط والمنعقدة بفندق «الميركيور».

وبمشاركة ثلاثة عشر متحدثا من المتخصصين في هذا المجال من جامعة الملك خالد بأبها، والمديرية العامة للشؤون الصحية بمنطقة عسير، إلى جانب برنامج مستشفيات القوات المسلحة بالجنوب، وأمانة منطقة عسير، وبلدية محافظة خميس مشيط، والإدارة العامة للزراعة بعسير، بالإضافة إلى مشاركة من القطاع الخاص، انطلقت أمس أعمال الندوة التي بحثت في مستجدات مكافحة نواقل مرض الليشمانيا.

وخلصت الندوة إلى 11 توصية، ودعت إلى تبني إنشاء مركز بحوث ومعلومات وطني يعنى بمكافحة الأمراض الوبائية ونواقلها بإحدى المناطق المعنية (عسير - جازان).

وحملت التوصيات دعوة للجهات الخاصة للقيام بدورها المجتمعي في دعم الدراسات البحثية، وإضافة جهات أخرى للجنة المكلفة بمكافحة الليشمانيا لتشمل جامعة الملك خالد ومستشفيات القوات المسلحة والقطاع الصحي الخاص.

ودعت التوصيات الـ11 التي نتجت عن ندوة الليشمانيا، لوضع آلية علمية صحيحة للاستخدام الأمثل لوسائل مكافحتها وعلى وجه الخصوص المواد الكيميائية (المبيدات) والطعوم السامة، ورفع درجة التقصي الوبائي من خلال وزارة الصحة وتفعيل عمل لجنة الإنذار المبكر خصوصا في المناطق المجاورة لوادي عتود.

وطالبت التوصيات بتكثيف جهود مكافحة مسببات مرض الليشمانيا مع الأخذ في الحسبان الأولويات المبنية على الأسس العلمية تجنبا لإحداث أي أثر سلبي على التوازن البيئي، كما دعت إلى الاهتمام بالتوعية الصحية للمجتمع والحث على مشاركته برموزه في المكافحة.

وحملت التوصيات دعوة لكافة وسائل الإعلام للقيام بدورها الإيجابي في التعريف بمرض الليشمانيا وطرق الوقاية منه، وتبني تصنيع جهاز قتل ذبابة الرمل الذي تم اختراعه بعقول سعودية، وإلزام المواطنين والمقيمين بالمحافظة على بيئة خالية من العوامل المساعدة على تكاثر النواقل والخوازن مثل مخلفات الحيوانات والحطب.

وأوضح لـ«الشرق الأوسط» الدكتور وليد أبو ملحة، عضو المجلس البلدي بمحافظة خميس مشيط رئيس اللجنة العلمية، أن الجلسات الثلاث الرئيسية للندوة تناولت ثلاثة محاور علمية، بحثت مبادئ وأساسيات مرض الليشمانيا، وإجراءات المكافحة بين الواقع والطموحات، ووسائل المكافحة ومستجداتها.

وتأتي هذه الندوة في إطار تبادل التجارب والخبرات والمستجدات الحديثة في مكافحة نواقل المرض بصفة عامة والليشمانيا بصفة خاصة والوصول لأفضل الاستراتيجيات والتقنيات في المكافحة الحديثة.

وأضاف أبو ملحة أنه تم في الندوة استعراض حجم المشكلة في المنطقة وأسبابها وإيجاد الحلول الفعالة والمناسبة لها، إلى جانب الوقوف على الجهود القائمة للمكافحة وأسباب القصور فيها، وتقديم أفضل الحلول الفنية والإدارية والمالية لدعم وتطوير برامج مكافحة المرض بالمنطقة.

وأكد الدكتور أبو ملحة أن التنظيم للندوة قد برهن على الأدوار المتعددة والحيوية والمهمة التي تؤديها المجالس البلدية لتسهم في خدمة المجتمع في كل قضاياه وهمومه، وقال: نحن من خلال الندوة نهدف بأن نضع نموذجا لمدى التكامل والتنسيق بين الجهات الحكومية المختلفة لوضع الاستراتيجيات والحلول لمشكلاتنا المختلفة وخصوصا إذا كانت هذه الإشكالات تهدد صحة المواطن وبيئة الوطن.

من جانبه، أوضح سعيد البريدي، رئيس المجلس البلدي لمحافظة بمحافظة خميس رئيس اللجنة العليا المنظمة للندوة أن إقامة وتنظيم مثل هذه الندوة والتجمع العلمي الهام ما هو إلا امتداد لأدوار المجلس السابقة خلال السنوات الماضية في المشاركة في كل ما يعود على المجتمع بالخير والفائدة، والتي سوف تسلط الضوء على إحدى المشكلات الصحية التي يعاني منها المجتمع، طامحين أن نسهم بهذا النشاط في وضع الحلول الناجحة لهذه الآفة الخطيرة.

وبين لـ«الشرق الأوسط» الدكتور عبد الله الزهراني، رئيس بلدية محافظة خميس مشيط، أن البلدية وضعت الإصحاح البيئي والمساهمة في القضاء على كل ما يهدد السلامة البيئية على رأس أولويات أعمالها، ومن هذا المنطلق يأتي تنظيم الندوة كتأكيد لهذا الهدف الاستراتيجي الهام والذي تهدف من خلاله على تأكيد أهمية التواصل والتنسيق بين الجهات المعنية وقطف ثمار هذه التظاهرة العلمية الرائعة من أجل بيئة آمنة وصحية للمجتمع.

الجدير بالذكر هنا هو أن ذبابة الرمل هي المسبب الرئيسي لمرض الليشمانيا حيث تتغذى على دم الإنسان، وتتسبب في انتشار ثلاثة أمراض وبائية أشهرها داء الليشمانيا، خاصة الجلدية الذي يبلغ انتشاره في السعودية من 27 إلى 65 حالة لكل مائة ألف شخص حسب تقرير لوزارة الصحة.

ذبابة الرمل (الفاصدة - الحرمس)، وهي حشرة مجنحة رمحية الشكل سمراء اللون، صغيرة الحجم، ويتراوح طولها بين 2 - 3 ملليمترات (ثلث حجم البعوضة)، وتهاجم الأطفال في منطقة الرأس والوجه بشدة.

ويكثر وجودها وتكاثرها في حظائر الحيوانات والسقوف وشقوق جدران المنازل والحمامات غير النظيفة، والمخازن والأماكن المهجورة وفي الطين المجفف، الذي يستخدم في المنازل الريفية، وأكوام الحجارة والقمامة والأماكن المظلمة والرطبة والحدائق المنزلية والحشائش حيث توجد المواد العضوية التي تتغذى عليها يرقات الذبابة.