بعد ترؤسه أوقاف جامعة الملك سعود.. الأمير سلمان: دعمي لها واجب وطني لا داعي أن أفخر به

افتتح المرحلة الثانية لمبنى السنة التحضيرية.. وشهد توقيع اتفاقيتي دعم لأوقاف الجامعة

الأمير سلمان بن عبد العزيز يشهد توقيع اتفاقيات دعم لأوقاف جامعة الملك سعود
TT

أكد الأمير سلمان بن عبد العزيز، أمير منطقة الرياض رئيس اللجنة العليا لأوقاف جامعة الملك سعود، أن دعمه للجامعة لا يعدو كونه واجبا وطنيا، لا داعي للتفاخر به، وأنه لا يعدو كونه واجبا ينبغي أن يكون شريكا به.

وأتى ذلك خلال ترؤس الأمير سلمان بن عبد العزيز، أول من أمس، الاجتماع السنوي الثالث للجنة العليا لأوقاف جامعة الملك سعود بمقر أوقاف جامعة الملك سعود.

وقال الأمير سلمان في كلمة له خلال اجتماع أوقاف جامعة الملك سعود، أمس «أيها الإخوة والأبناء.. عندما نحتفل هذه الليلة بأوقاف الجامعة فإننا نحتفل بعمل خير في بلادنا، والحمد لله بلادنا بلاد الخير، ودولتنا دولة الخير، ومواطنونا مواطنو الخير.. نحن والحمد لله في نعمة كبرى، وأكبر نعمة نتمتع بها هي وجود بيت الله ومهجر رسوله الكريم ومسجده في هذه البلاد، ونتمتع والحمد لله بأن هذه البلاد تحكم بدستور شرعي وهو الكتاب والسنة، وهو أساس الحكم، فلذلك نحن والحمد لله في نعمة كبرى، بعد ذلك نعمة الاطمئنان والأمن والحمد لله، وهذا أتى من تطبيق الشريعة الإسلامية، والحمد لله نحن الآن في أول جامعة ونرى عشرات الجامعات في المملكة الآن في كل أنحائها، وفي كل محافظتها كليات وجامعات، أيضا خير كثير والحمد لله، ويجب أن نشكر الله عز وجل، وأنا يسرني أن أكون أسهمت بجهد قليل لهذه الجامعة، وهذا واجب وطني علي لا داعي للفخر به، بل أقول أنا وكل مواطن نسعى إن شاء الله لخير بلادنا، ولا شك أن دعم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين، وسمو النائب الثاني، للمنشآت التي فيها خير للبلاد والعباد، هو شيء متأصل فيهم منذ أن بدأت هذه البلاد وبدأت الدولة السعودية في عهد محمد بن سعود وتبنيه دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، الدعوة العقدية الصحيحة، بعد ذلك توالى أبناؤه وأحفاده حتى جاء عهد الملك عبد العزيز في هذه البلاد ولا يزال، ونحمد الله أننا نتمتع بالأمن والتعاون والتآخي حتى يومنا هذا، وأسأل الله عز وجل أن يوفقنا لعمل الخير، والحمد لله نحن الآن كما قلت لكم في عهد بركة وخير إن شاء الله، وأسأل الله التوفيق للجميع، ومن عمل صالحا فهو لنفسه في دنياه وآخرته».

بينما أكد الدكتور عبد الله العثمان، مدير جامعة الملك سعود، على دور الأمير سلمان بن عبد العزيز الرائد في غرس بذور الأوقاف التي تحظى بالدعم والمتابعة والحرص على الإنجاز المثالي والأداء الفعال، وأضاف أن «الأرض الحاضنة لهذا المشروع على مساحة 6 ملايين متر مربع من أرض الجامعة، أتت بمكرمة من الأمير سلمان، من دون أن يطلب منكم، وفسحتم المجال والاختيار على هذه الأرض لتكون مقرا للجامعة، فقدمتموها لها دعما منكم للعلم ودعما لمؤسسات المعرفة».

وأرجع مدير جامعة الملك سعود التطور الحاصل إلى أن استجابة رجال الأعمال بتبرعاتهم السخية وتكاتف جهود الجميع في الجامعة أثمرا عن بناء الأبراج الوقفية التي تمثل أول وقف تعليمي بالمنطقة لدعم البحث والتطوير بما يخدم الوطن والإنسانية، علاوة على تأسيس 117 كرسي بحث لتستمر في متابعة أبحاثها المتميزة لخدمة هذا الوطن المعطاء.

وأضاف أنه تم التوقيع النهائي على اتفاقيتين لتشغيل ثلاثة أبراج فندقية مع مجموعة «هيلتون» العالمية، بالإضافة إلى توقيع اتفاقية تبرع شركة «شنايدر إلكتريك» بتجهيز برجين مكتبيين بالتجهيزات والنظم الكهربائية كاملة. وأعلن الدكتور العثمان خلال كلمته عن تبرع عبد الرحمن الهليل بإنشاء برج مكتبي ضمن مشروع أوقاف الجامعة.

ولفت العثمان إلى أن تكريم الأمير سلمان لمجموعة أخرى من المتبرعين والداعمين والمتعاونين مع أوقاف الجامعة الذين تبرعوا بخدمات مجانية لدعم مسيرة أوقاف الجامعة «يأتي بثمار حثكم الجميع على دعم ومساندة أوقاف جامعة الملك سعود».

وشهد الحفل توقيع الدكتور عبد الله العثمان، مدير جامعة الملك سعود، وبحضور الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض، عددا من الاتفاقيات لتشغيل وإدارة المشروعات الفندقية التي يتضمنها مشروع أوقاف جامعة الملك سعود، إضافة إلى اتفاقيات للتبرع لأوقاف الجامعة، منها اتفاقية تبرع عبد الرحمن الهليل بإنشاء برج مكتبي لصالح الأبحاث العلمية ومراكز البحث والتطوير في الجامعة، واتفاقية تبرع شركة «شنايدر إلكتريك» بتأمين وتركيب أنظمة وتجهيزات ومعدات كهربائية في أبراج الجامعة الوقفية، وعدد من الاتفاقيات لدعم المشروع.

إثر ذلك كرم أمير منطقة الرياض عددا من الشركات والمؤسسات التي دعمت برنامج أوقاف جامعة الملك سعود خلال مسيرته الماضية. وافتتح الأمير سلمان بن عبد العزيز، أمير منطقة الرياض، مبنى المرحلة الثانية من مشروع السنة التحضيرية في جامعة الملك سعود، المجهز بأحدث التجهيزات التقنية التعليمية، ويوفر الكثير من الخدمات التعليمية والترفيهية والأندية الطلابية، بالإضافة إلى مواقف متعددة الأدوار للطلاب تتسع لنحو 3000 سيارة، كما يضم 112 قاعة دراسية تحتوي على أنظمة ذكية (أجهزة إيبوديوم وسبورات ذكية وأجهزة بروجيكتور وتقنية تحكم إلكتروني في الدخول للقاعات ونظام التحضير الإلكتروني)، و25 معمل حاسب آلي، وخدمات إلكترونية متقدمة للطلاب مثل الأكشاك الحاسوبية والتغطية الكاملة للمبنى بشبكة الإنترنت، وصالة تدريب رياضية متكاملة وصالة ألعاب رياضية ترفيهية.

وحوى المبنى مركز مصادر معلومات رئيسيا، مثل مكتبة إلكترونية، وصالة متعددة الأغراض للتعلم الذاتي للطلاب، ومصلى يتسع لما يربو على 700 مصلٍّ، وخدمات غذائية تحتوي على 10 مطاعم متنوعة، و4 مقاه، تم اختيارها من قبل الطلاب أنفسهم، وساحة طعام مشتركة، بالإضافة إلى مكاتب أعضاء هيئة التدريس، واستراحات كبيرة للطلاب موزعة في أرجاء المبنى، ويفصل المبنيين بهو رئيسي مصمم على أفضل طراز ليكون بيئة معرفية تفاعلية، تتضمن وسائل التعليم بالترفية، كما يحوي جلسات للطلاب ومدرجين (بشاشات عرض)، وتم تصميم المبنى لتوفير بيئة تعليمية تفاعلية بين الطلاب أنفسهم وأعضاء هيئة التدريس، بما يحقق رؤية الجامعة لتأهيل طلاب محترفين يتمتعون بمهارات شخصية وأكاديمية تمكنهم من التعلم مدى الحياة وتطوير الذات والمنافسة على أفضل الفرص الوظيفية بعد التخرج أو خلق فرص وظيفية لهم ولغيرهم، وقد روعي في تصميمه تلافي الملاحظات للمبنى الأول بتوفير أماكن جلوس أكثر للطلاب، وزيادة الساحات الداخلية.

وشهد الحفل حضور الأمير خالد بن سلطان بن عبد العزيز، مساعد وزير الدفاع والطيران والمفتش العام للشؤون العسكرية عضو اللجنة العليا لأوقاف الجامعة، والأمير بندر بن سلمان بن عبد العزيز، ومستشار الديوان الملكي عضو هيئة كبار العلماء عضو اللجنة العليا لأوقاف الجامعة الشيخ الدكتور عبد الله بن محمد المطلق، ومحافظ مؤسسة النقد السعودي الدكتور محمد الجاسر، وعدد من المساهمين والداعمين لمشروع أوقاف جامعة الملك سعود.

وقام الأمير خالد بن سلطان بن عبد العزيز، أمس، بافتتاح مبنى مركز الابتكار بوادي الرياض المتكون من برجين، البرج الشرقي وهو مكون من عشرة أدوار، والبرج الغربي المكون من خمسة أدوار، ويربط بينهما البهو الرئيسي وجسور ربط.

وقد اعتمد المشروع تطبيق نظام المساحات المفتوحة والذكية للمكاتب، وذلك لسهولة إعادة تقسيم الفراغات المكتبية لمواكبة توسع الوادي في المستقبل القريب. وتشكل قاعات الاجتماعات وغرف التدريب وورش العمل نصف المساحة المخصصة للاستخدام المكتبي وذلك لأهمية التواصل والمشاركة والمناقشة في البحث والتطوير والابتكار ونقل التقنية.

وتم تصميم إطلالة المستقبل في أعلى مبنى المشروع للاطلاع على كامل مشروع وادي الرياض للتقنية وجامعة الملك سعود، ومشاهدة عمليات التطوير المدنية، ورؤية توسع المنطقة بالكامل. أما من الناحية التقنية فسيتم توفير نظام ذكي للتتبع والإرشاد للزوار من خلال البطاقات الذكية التي تسمح للزائر بمعرفة المكتب أو قاعة الاجتماعات المتوجه إليها من خلال شاشات تفاعلية على ممرات وبهو المبنى، بالإضافة إلى نظام تحكم بمعلومات المبنى (بي آي إم) وذلك لفعاليته في تقليل تكاليف التشغيل من خلال التعرف على استخدامات الفراغات وإطفاء أو تشغيل الخدمات داخلها من تكييف وإضاءة، وتقديم التقارير الدورية عن تشغيل المبنى بالكامل ومعرفة تفاصيل الاستخدام التشغيلي، كما تمت تغطية المبنى بشبكة تسمح بإدخال الضوء الطبيعي من خلال النوافذ مع التقليل من نسبة الإشعاع الشمسي.

كما سيتم ربط جميع المكاتب والقاعات والغرف التدريبية بشبكة اتصال عالية المواصفات، مع إمكانية الاتصال المرئي بأي واحة علمية أخرى أو مركز أبحاث عالمي للمناقشة والتطوير، بالإضافة إلى أن مبنى وادي الرياض للتقنية يطبق معايير الاستدامة والمباني الخضراء ومعايير المباني الذكية.

يشار إلى أن جامعة الملك سعود أطلقت منذ ثلاث سنوات برنامج أوقاف جامعة الملك سعود، وكان باكورة مشروعاته مشروع «أبراج الجامعة» الكائن في الركن الجنوبي الغربي من أرض الجامعة على تقاطع طريق الملك عبد الله مع طريق الملك خالد، ويتميز بالعديد من المميزات، ويقع المشروع في جهته الجنوبية الشرقية بدءا من مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، وواحة الأمير سلمان للعلوم. ويطل أيضا في الاتجاه الشرقي على مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله للموهبة والإبداع (موهبة)، وفي جهته الجنوبية الغربية على الحي الدبلوماسي والكثير من الهيئات والمؤسسات، وفي جهته الشمالية الغربية الدرعية؛ التي تشكل معلما تاريخيا ومقصدا سياحيا، ومن جهته الشمالية الشرقية مركز الملك عبد الله المالي بما يحتويه من استخدامات متعددة.

كما أن طريق الملك عبد الله بن عبد العزيز في طور التحول إلى طريق سريع على غرار طريق الملك فهد، إضافة إلى مرور خط القطار الذي يربط شرق الرياض بغربها خلال طريق الملك عبد الله بن عبد العزيز. كل تلك العوامل أسهمت في تعزيز أهمية المشروع والقيمة المضافة للمدينة الجامعية، وبالتالي تعكس قيمة وجدوى الاستثمار في هذا الموقع المتميز.

ويعد مشروع أبراج الجامعة الوقفية و«أبراج الجامعة» مشروعا استثماريا كبيرا ضمن الصندوق العقاري لأوقاف جامعة الملك سعود، ويقام على موقع متميز من أرض المدينة الجامعية، ويتكون من مجموعة من الأبراج بعضها لخدمات الضيافة والفندقة، وأبراج مكتبية، وطبية، وخدمات للمؤتمرات والاجتماعات والاحتفالات، إضافة إلى الخدمات التجارية والأسواق. وهو يقدم خدماته مباشرة للجامعة من زوار ومتعاونين وأعضاء هيئة التدريس وطلاب ومنسوبين وجميع قاطني المدينة الجامعية والأحياء المجاورة.

وقد تم توزيع عناصر ومكونات المشروع، بعد اعتبار التوسعات المطلوبة لطريق الملك عبد الله، على أحد عشر برجا، ستة منها على طريق الملك عبد الله، وتشتمل على أربعة أبراج مكتبية وبرجين لأجنحة فندقية، وثلاثة أبراج على طريق الملك خالد تشتمل على برج طبي وبرج مكتبي وبرج فندقي خمس نجوم.

بينما يتوسط هذه المجموعة من الأبراج مركز للمؤتمرات يحتوي على ستة مدرجات متفاوتة السعة وقاعة محاضرات رئيسية تتسع لنحو 2.500 شخص، بالإضافة إلى الكثير من قاعات الاجتماعات متفاوتة المساحات. ويقع أسفل مركز المؤتمرات مركز تجاري وترفيهي متميز، وأضيف برج مكتبي في الطرف الشرقي من المشروع شرق دار الكتاب على طريق الملك عبد الله.