الأجواء الربيعية في العاصمة السعودية تدفع سكانها لتغيير برامجهم اليومية

فترة الاستعدادات للاختبارات لم تمنع المناطق الصحراوية من أن تمتلئ عن آخرها

شاب سعودي في منطقة الثمامة يلهو بهاتفه الجوال وتبدو مئات السيارات خلفه (تصوير: مسفر الدوسري)
TT

لم تكن استعدادات طلاب مدارس التعليم العام والجامعات في مدينة الرياض، لفترة الاختبارات، عائقا أمام تغيير سريع أحدثوه قسرا في برامجهم اليومية، نتيجة الأمطار التي هطلت على العاصمة السعودية خلال اليومين الماضيين، حيث أصبحت الصحراء هي الوجهة المفضلة للجميع، أفرادا وجماعات على حد سواء.

وعاش أهالي العاصمة الرياض خلال اليومين الماضيين أجواء ربيعية، وتوصف بحسب التعابير الشعبية بـ«الباريسية»، وذلك بتسجيلها انخفاضا ملموسا في درجات الحرارة الكبرى والصغرى، إلى جانب ظهور تشكيلات من السحب الركامية الرعدية الممطرة.

وتزامنت تلك الأجواء مع اليوم الذي يسبق إجازة نهاية الأسبوع، مما دفع السكان والطلاب إلى الخروج إلى البراري والمتنزهات خصوصا منطقة الثمامة، التي تتميز بالرمال الخلابة. وعلى الرغم من أن ذلك اليوم يسبق إجازة نهاية الأسبوع بيوم، فإنهم أصروا على عيش التجربة والتعايش مع تلك الأجواء، إن كان من قبل الموظفين الحكوميين أو طلاب المدارس في السعودية.

وكان من الطبيعي أن تدفع الأمطار التي شهدتها الرياض خلال اليومين الماضيين، السكان إلى عدم مغادرة منازلهم، إلا أن أيا من هذا لم يحدث، حيث شجعت الأجواء الربيعية، التي شهدتها الرياض، وتلبد سمائها بالغيوم، العائلات السعودية للخروج إلى المناطق الصحراوية المحيطة بالمدينة، فيما شهدت تلك المناطق ازدحاما هائلا من الشباب والعائلات، الذين فضلوا تمضية أوقات تلك الأجواء خارج المنازل.

وأحدثت التغيرات التي حدثت في طقس العاصمة الرياض، نوعا من الإرباك في الجداول والبرامج اليومية التي اعتادت عليها العائلات السعودية، خصوصا تلك التي فضلت تمضية يوم أمس خارج أسوار منازلها، كون أن الدراسة تم تعليقها في جميع المدارس والجامعات. وبدلا من التزام العائلات المنازل، بغية تهيئة الأجواء لخوض مرحلة الاختبارات النصف نهائية، تحولت وجهتهم نحو المناطق الصحراوية.

ويبدو أن تلك الأجواء الربيعية، وبحسب بعض الطلاب، لن تؤثر عليهم من الناحية السلبية، خصوصا وقت الاختبارات، وهي التي دفعتهم للخروج من منازلهم والتوجه إلى المناطق الصحراوية، بل على العكس تماما.

سيارات الدفع الرباعي يطلق عليها بعض السعوديين أنها المسعف لمثل هذه الطقوس، خصوصا أن قضاء هذا اليوم لا بد أن يكون في البراري والشعب القريبة من العاصمة بعيدا عن المدينة بحسب أقاويل بعض السعوديين.

ماجد الخنيني يصف تلك الأمطار بوقت الخروج لمتنفس سكان الرياض (الثمامة)، لكونها تضم تضاريس رمالية تعطي الغالب المتعة للاستفادة من تلك الأجواء.

وتعلق تهاني سعد، طالبة جامعية، على الأجواء الخلابة التي تمر بها العاصمة الرياض، على الرغم من أنها أتت في أوقات الاختبارات التي تسبب حالة من القلق والتوتر، مؤكدة أنها في نفس الوقت تعطيها نكهة خاصة لتغير النفسيات التي يمر بها الطلاب حاليا مع نهاية الفصل الدراسي الأول.

ويصف أحد الذين كانوا على جنبات الطريق في منطقة الثمامة، الأجواء الربيعية التي شهدتها العاصمة الرياض، بأنها جاءت إيجابية على نفسيات السعوديين خصوصا بعد اختفاء أشعة «الشمس» لمدة يومين، كون أن تلك الأجواء تزيد من نشاط الشخص وتدفعه للخروج من المنازل.