جهود حثيثة لتفعيل سياحة المعاقين في السعودية

وسط مطالبات بأن يحظى المعاق بواجبات وحقوق الإنسان العادي

TT

ألقى مسؤول معني في مجال الإعاقة في السعودية بالمسؤولية على أسر وذوي بعض الأطفال المعاقين، لرفضهم دمج أبنائهم في المجتمع، لانطباعات شخصية، يعتبرونها غير قابلة للتعايش مع الآخرين.

وأسف عوض الغامدي الأمين العام لجمعية الأطفال المعاقين خلال اتصال لـ«الشرق الأوسط» لوجود بعض الآباء وأولياء الأمور ممن يرفضون دمج أطفالهم المعاقين في المجتمع، بل بلغ الأمر لدى البعض منهم مطالبة والد طفل معاق أن ينقل ابنه المعاق من منزله بحافلة خاصة، لعدم مشاهدة المارة ومن يسكن حوله في المنطقة حتى لا يعرف أن لديه طفل معاق.

وطالب الأمين العام لجمعية الأطفال المعاقين في ذات الوقت بقيام حملة توعوية على مستوى مناطق المملكة، توضح أن المعاق يجب أن يحظى بنفس الواجبات والحقوق، وينبغي التعامل معه كإنسان عادي، بالإضافة إلى توفير جميع سبل الراحة والوصول النافذ في جميع المرافق الحكومية والترفيهية والسياحية أيضا.

ولم يغفل الغامدي الحديث عن الجانب السياحي بما يخص ذوي القدرات الخاصة من أبناء المملكة، حيث أكد أن السياحة أحد جوانب الحياة التي يحتاجها الإنسان سليما أكان أم معاقا. وقال: «هي جزء من منظومة الخدمات والبرامج يجب أن يوفرها المجتمع لكافة أفراده، وإن كان المعاقون هم الأكثر حاجة إلى تسهيلات مكانية وتيسيرات وامتيازات، تمكنهم من الاندماج مع أقرانهم المواطنين في الأماكن السياحية، أو في الحياة بشكل عام، وما ينطبق على الأماكن السياحية ينطبق على المنشآت العامة، والواقع يؤكد الحاجة إلى المزيد من الاهتمام بسياحة المعاقين، بدءا من وسائل السفر، مرورا بأماكن الترفية التي يتوفر فيها ما يتلاءم مع احتياجات هذه الفئة، وصولا إلى الوعي العام بتقبل المعاق في المجتمع».

وأكد الأمين العام لجمعية الأطفال المعاقين أن السعودية تعيش نقلة نوعية منذ نحو 3 عقود فيما يتعلق بمنظومة الخدمات والحقوق المتوفرة لفئة المعاقين، بدءا بفرص التعليم والعلاج والتأهيل والتوظيف والزواج، مرورا بالتسهيلات المكانية والزمنية في المرافق والمنشآت العامة، وصولا إلى تطوير الأنظمة واللوائح التي تتيح لهذه الفئة لتجاوز سلبيات الإعاقة، ومن ثم الاندماج في المجتمع وخدمة أنفسهم والآخرين.

واستطرد الغامدي قائلا: «انطلاقا من تجربة جمعية الأطفال المعاقين، أستطيع القول إن هناك قواعد أو مقومات عامة يجب أن تنطلق منها برامج تحجيم آثار الإعاقة على الفرد والمجتمع، في مقدمتها تنمية الوعي العام وخلق تفاعل مجتمعي مع حقوق المعاق وكيفية التعامل معه، سواء في البيت أو الشارع أو المدرسة أو أماكن السياحة، ومن ثم يأتي الاهتمام بتطبيق معايير ومواصفات الوصول الشامل التي تتيح للمعاق التحرك والتنقل وأداء أموره الحياتية باستقلالية، ويتواكب ذلك مع تقديم المنتج السياحي الذي يتناسب مع احتياجات المعاق وإمكاناته العقلية والحسية والجسدية».

وأشار أمين عام جمعية الأطفال المعاقين إلى أن المشكلات التي تواجه المعاقين في قطاع السياحة هي نفسها التي تواجههم في الحياة العامة والمرافق ومع الآخرين، مشكلات الوعي العام وكيفية التعامل والتقبل، ومشكلات إمكانية الحركة والوصول، ومشكلات توفر احتياجاتهم التي تتناسب وقدراتهم.

وشدد الغامدي على أن السياحة سلعة ترفيهية تعكس إلى حد بعيد عن مستوى معيشة المجتمع وأفراده، وتوفر ثقافة سياحة المعاقين أمر يجسد قمة الوعي وحجم التطور الذي يعيشه أي بلد، ونشر هذه الثقافة مسؤولية مشتركة بين مؤسسات التربية والتعليم والتثقيف والإعلام والتوعية والمساجد، ومن ثم يأتي دور الأجهزة المعنية بالمنتج السياحي رقابة واستثمارا وتسويقا.

وكان الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض قد أعلن أن العاصمة الرياض ستكون عاصمة صديقة للمعاقين، وبناء على ذلك تم توقيع 12 اتفاقية مع الكثير من الجهات الحكومية والخدمية لتسهيل أمور مراجعة المعاق للدوائر الحكومية وتنقلاته في المنتجعات والشوارع العامة.