د. غلوم: تهميش الثقافة المحلية في الفضائيات العربية «مجحف»

خلال تكريمه من قبل اثنينية عبد المقصود خوجه

TT

وصف الدكتور إبراهيم بن عبد الله غلوم أستاذ النقد الأدبي الحديث بجامعة البحرين، تهميش الثقافة المحلية في وسائل الإعلام المرئية بأنه «ليس غريبا ولكنه مجحف»، وذلك لأن ثقافة الفضائيات مفتوحة على المنجز الذي يتصل بالعولمة.

وبين الدكتور غلوم خلال تكريمه باثنينية عبد المقصود خوجه في جدة، أن الكتاب المسرحيين العرب، لم يتمكنوا من الخروج من قيم وبنية المسرحية الغربية، والتي وصفها بأنها «ليست حكرا على عرق أو جنس من الأجناس».

وأشاد غلوم الذي يترأس اللجنة الدائمة للفرق المسرحية بدول مجلس التعاون، باستفادة كل من توفيق الحكيم وصلاح عبد الصبور من المسرحين الإغريقي والغربي. وأضاف: «كل الأعمال المسرحية في العالم العربي، حاولت تقديم الصيغة التراثية لفكرة المسرح، ذلك أنها وجدت في (ألف ليلة وليلة)، والملاحم وفي قصص التاريخ العربي مادة تقدمها على خشبة المسرح».

وفي السياق ذاته، نوه غلوم بعدد من التجارب المسرحية الخليجية واصفا إياها بـ«العالمية»، وضرب المثل بمسرحية «البندقية» السعودية ومسرحية «السلوقي» الإماراتية اللتين قدمتا ضمن مهرجان الخليج الحادي عشر، وتمنى أن تجوب المسرحيتان دول أوروبا والأميركتين لتبرهن على المسرح العربي المتقدم المبتكر للأفكار وليس المقلد أو المحاكي لها فقط.

إبراهيم غلوم الذي ألف 17 كتابا عن القصة والمسرح والرواية، قال عن تجربته النقدية: «اكتشفت أن هذه التجارب التي أواجهها، وأنقد وعيها، ثم أقيم وعيا آخر ينقد بها وعيي مرة أخرى، تمثل نسيجا، وعالما متداخلا، ولذلك فإن قراءة قصة قصيرة وحدها سخافة، إذ لم تعد القصة القصيرة، قصة قصيرة، ولم يعد كاتب القصة القصيرة، كاتب قصة قصيرة، كما لم تعد الرواية الواحدة، رواية واحدة فقط، فقد أصبحت روايات، وأصبحت القصة القصيرة تتابعا سرديا لا ينقطع».

وواصل حديثه قائلا: «لذا أستمتع اليوم بشكل لا مثيل له، وأنا أقرأ لقاسم حداد، منذ (البشارة) وحتى آخر ما يكتب، وكأنني أقرأ قصيدة واحدة، فمفردات هذا الشاعر لا تنفصل منذ تلك الأيام في الستينات وحتى هذه اللحظة، فيما لم يوحِ لي ذلك قط إحساسا بأنني أمام خلل أو مشكلة».

وبين الدكتور إبراهيم غلوم، أن ثمة مسرحيين يكتبون عشرات النصوص، وكأنهم يكتبون نصا واحدا، متسائلا عمن يستطيع أن يجزم بأن صلاح عبد الصبور كان يكتب نصوصا متفرقة، ابتداء بـ«مأساة الحلاج» و«الأميرة تنتظر»، و«الملك»، و«بعد أن يموت الملك»، و«ليلى والمجنون».

وعن الكتاب المسرحيين العرب قال غلوم: «أتابع تجارب عز الدين مدني، وسعد الله ونوس، وكثير من الأسماء، بالإضافة للكتاب السعوديين الذين ظهروا مؤخرا، كما أكتشف لذة شديدة عندما أقرأ نصوصهم المتفرقة، والتي تبدو كنص ونسيج واحد».