جدة: أحياء الشرق والجنوب تعاني آثار الأمطار الأخيرة.. وتترقب المطر

الأرصاد تتوقع هطول الأمطار اليوم.. والمجلس البلدي يؤكد أن 75% من المحافظة غير مغطى بشبكة تصريف

ترقب حذر لهطول الأمطار على مدينة جدة اليوم («الشرق الأوسط»)
TT

على الرغم من مرور 10 أيام على هطول الأمطار على جدة، فإن تجمعات الأمطار ما زالت في كثير من المواقع باقية على حالها وكأنها ليلة سقوط المطر، خاصة في منطقتي الشرق والجنوب.

المخيف أن الأرصاد السعودية بثت، عشية أمس، تقريرا يضع احتمالا لسقوط الأمطار اليوم على منطقة مكة المكرمة، وبينها مناطق ساحلية، في مقدمتها جدة؛ إذ يتوقع التقرير هطول أمطار تنتج عن تكاثف السحب المنخفضة والمتوسطة تتخللها سحب ركامية رعدية ممطرة على مناطق مكة المكرمة، تشمل المناطق الساحلية، إلى جانب عدم استقرار الطقس ابتداء من اليوم على حائل، والحدود الشمالية، والقصيم، والرياض، والمنطقة الشرقية، متوقعة أن يحد عدم استقرار الطقس من مدى الرؤية الأفقية.

ولأن نتائج الأمطار في جدة بالذات أصبحت غير محمودة، فإن المخاوف تسبق الفرح بالأمطار، ولأن جراح الأمطار الماضية التي هطلت الجمعة 14 يناير (كانون الثاني) الحالي لم تبرأ حتى ساعة يومنا هذا، فإن مراقبين يرون ضرورة تحضير دفاتر حصر الأضرار قبل هطول المطر.

إلى ذلك، عزا المجلس البلدي في جدة مشكلات الأمطار الحالية في المحافظة إلى عدم وجود شبكة تصريف لمياه الأمطار بشكل كامل؛ إذ لا تغطي شبكة التصريف حاليا سوى 25% من المحافظة التي تبلغ مساحتها نحو 1200 كم مربع.

ويعزو الدكتور حسين البار، وهو عضو المجلس البلدي ورئيس اللجنة البيئية في المجلس بجدة، تجمع المياه بعد الأمطار في أماكن مختلفة بجدة إلى «عدم استكمال شبكة تصريف مياه الأمطار». ويشير إلى أن «التجمعات المائية التي تعقب الأمطار في جدة أمر معروف وقديم، وليس جديدا إطلاقا، وما نحتاجه هو تشخيص المسألة ووضع الحلول».

ويقول الدكتور البار: «في ظل عدم وجود شبكة مياه أمطار، أتوقع وجود تجمعات مياه الأمطار في جدة»، في وقت تعتبر فيه نسبة 75% من المدينة الواقعة على ساحل البحر الأحمر غير مغطاة بشبكة تصريف مياه الأمطار». ويضيف: «إن أمانة جدة هرعت بعد نزول الأمطار لتوفير صهاريج تشفط المياه فور توقف المطر.. يزيلونها من الشوارع الرئيسية، وبشكل تدريجي في باقي الأحياء».

ويحذر عضو المجلس البلدي من استمرار أي تجمع للمياه لمدة تربو على 5 أيام؛ إذ ستكون كفيلة بتزايد البعوض بعد فترة حضانته.. يضيف: «نحن، كمجلس بلدي، متواصلون بشكل يومي مع الأمانة للتبليغ عن أماكن تجمعات المياه، ونتصل بغرفة العمليات بشكل مستمر لنبلغها عن التجمعات التي يوصلها المواطنون عبر اتصالاتهم مع المجلس»، متابعا: «نتواصل مع البلدية الفرعية الخاصة بالمنطقة التي يقع فيها التجمع المائي، وذلك للتبليغ عن المكان ورصده لسرعة الشفط، كما نتواصل مع وكالة الأمانة للخدمات لمكافحة البعوض والحشرات».

ويلفت الدكتور البار إلى وجود تداخل في مسميات المشاريع لدى بعض السكان؛ إذ يخلطون بين شبكة تصريف مياه الأمطار المسؤولة بدورها عن تصريف مياه الأمطار داخل المدينة، وبين مشروع درء أخطار السيول المتعلق بالسيول الكائنة خارج المدينة تحديدا من الناحية الشرقية.

كانت أمطار قد هطلت على جدة يوم 14 من يناير الحالي، استمرت لنحو 8 ساعات، وخلفت عوائق مرورية واسعة خلال الأيام التي أعقبتها، بينما أغلقت 3 أنفاق في شوارع تكتظ عادة بالازدحام المروري، آخرها نفق تقاطع شارع الروضة مع شارع الأمير ماجد الذي دُشن قبل الأمطار بيوم واحد، وكان رد الأمين حيال ذلك بأن الافتتاح كان تجريبيا «من أجل تيسير الحركة المرورية حتى يتمكن المقاول من استكمال باقي أعمال المشروع»؛ إذ قال الدكتور هاني أبو راس، أمين جدة، في مؤتمر صحافي: «إن النفق لم يتعرض للغرق كما ذكر، وإن المشروع لم يتم تسلمه بعدُ من المقاول».. لكن النفق أُغلق ولم تتمكن السيارات من العبور، بحسب صورة التقطتها كاميرا «الشرق الأوسط» وقت المطر.

وأضاف أبو راس: «هناك مشروع لتخفيض منسوب المياه السطحية في الجهة الشرقية من نفق الملك عبد الله سيتم طرحه خلال أيام.. وسيتم طرح مشروع لتصريف المياه السطحية في نفق تقاطع شارع الأمير ماجد مع شارع حراء أيضا» إلى جانب نفق «طارق بن زياد» وأنفاق أخرى جزم أبو راس بالانتهاء منها خلال العام الحالي بهدف تصريف المياه السطحية والأمطار بمجرد هطولها بدلا من دخولها إلى الأنفاق وتصريفها عبر المضخات الموجودة في الأنفاق. ونشرت الأمانة فرقا ميدانية في أحياء متفرقة وفتحت وحدة تصريف مياه الأمطار والسيول الشبكات، مستعينة بالصهاريج التي تجاوزت 100 صهريج للشفط، وتم تشغيل نحو 100 مضخة، ودأب 500 عامل على أعمال النظافة داخل الأماكن المحددة. وأوضح المركز الإعلامي بأمانة جدة أن فرق الأمانة واصلت عملها وضاعفت جهودها بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة، خاصة في الأحياء والشوارع والأنفاق التي تعرضت لكثافة أمطار أكثر من غيرها، لشفط تجمعات المياه.

وأشار المركز إلى أنه جرى تحديد مواقع تجمع مياه الأمطار في الشوارع الرئيسية وتوجيه صهاريج الشفط إليها، مؤكدا شروعها في التعامل مع تجمعات المياه في الشوارع الفرعية عقب الانتهاء من شفط تجمعات مياه الشوارع الرئيسية.