مركز التكرير والبتروكيماويات في جامعة الملك فهد يحصد 17 براءة اختراع لـ35 باحثا

ينجز أبحاثا لجهات محلية وعالمية بـ70 مليون ريال

TT

ينفذ مركز التكرير والبتروكيماويات إحدى الأذرع البحثية لجامعة الملك فهد للبترول والمعادن أبحاثا تعاقدية بقيمة 70 مليون ريال، منها عقود بحثية بقيمة 30 مليون ريال مع عدد من الجهات المحلية والدولية خلال عام 2010، ويخطط المركز لتعاقدات بحثية في قطاع البترول والكيماويات تتراوح بين 20 و30 مليون ريال سنويا.

والمركز أحد 6 مراكز بحثية تابعة لمعهد البحوث التابع لجامعة الملك فهد للبترول والمعادن بالظهران، يتم تمويل هذه المشاريع البحثية من «أرامكو» السعودية وشركة «سابك» ومدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية وجامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (ضمن مركز قيد التطوير للأبحاث المتقدمة للبتروكيماويات).

وحقق المركز بمجموعة من الباحثين لا يتجاوز عددهم 35 باحثا، نحو 37 براءة اختراع، منها 17 براءة اختراع تم تسجيلها وخضعت لقوانين حماية الملكية الفكرية، إضافة إلى 20 براءة اختراع أخرى في طور التسجيل في مراكز تسجيل براءات الاختراع العالمية، خلال الفترة بين 2007 ونهاية العام الماضي.

ويرتبط المركز بعدد من الشراكات العالمية لتنفيذ مشاريع تتراوح مدد تنفيذها بين عامين وخمسة أعوام، وذلك مع عدد من الجهات الدولية التي تعاقدت معه لتنفيذ مشاريع بحثية مشتركة، ومن بينها المركز التعاوني البترولي الياباني في مجال عمليات تكرير البترول، وشركة «باسف» الألمانية في مجال الإضافات البلاستيكية وشركة «يو أو بي» (UOP) التابعة لشركة «هانيويل» العالمية في مجال تطوير الحفازات العطرية لإنتاج «البارازايلين»، وكذلك ينفذ مشاريع بحثية مع جامعة ميونيخ للتقنية الألمانية، وجامعة كامبريدج البريطانية في مجال تطوير حفازات متقدمة للتطبيقات البتروكيماوية، وجامعة كالتك الأميركية في مجال حفازات البولي إيثيلين.

وأكد الدكتور سليمان الخطاف، مدير المركز، أن تسويق هذه الإنجازات العلمية سيعود بالفائدة على الاقتصاد السعودي من خلال بناء مصانع كيماوية وتكريرية جديدة تسهم في مسيرة التنمية السعودية.

ويرتبط المركز في الفترة الحالية بعقود بحثية في مجال أبحاث التكرير مع مركز البحث والتطوير في «أرامكو» السعودية ومصافي البترول وشركات أخرى مثل «بترورابغ» ومركز التعاون البترولي الياباني، وفي مجال أبحاث البتروكيماويات والبولي أوليفينات، نفذ المركز عددا من مشاريع البحث لصالح شركة «سابك» والشركات التابعة لها، إضافة إلى تعاون طويل الأجل مع شركة «باسف» الألمانية في مجال الإضافات البلاستيكية.

كما فاز المركز في منافسة بين الجامعات العالمية ضمن برنامج الشراكة البحثية العالمية مع جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية لتأسيس مركز تحت التطوير للأبحاث المتقدمة في البتروكيماويات والبوليمر في الجامعة لتكون بذلك الجامعة الوحيدة في العالم العربي ومنطقة الشرق الأوسط التي تشارك في هذا البرنامج، إضافة إلى تعاون المركز مع مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية لتنفيذ مشاريع بحث في تطوير تقنيات جديدة في مجال البتروكيماويات ضمن برنامج الخطة الوطنية للعلوم والتقنية.

ويعد مشروع التكسير الحفزي الخاص بتحويل المشتقات البترولية الثقيلة إلى لقائم بتروكيماوية وبنزين السيارات (HSFCC)، بحسب الدكتور الخطاف، من أبرز مشاريع البحث المشتركة بين الجامعة و«أرامكو» السعودية وشركة «نيبون» للطاقة اليابانية. ويتم من خلال هذه التقنية تحويل زيوت الغاز منخفضة القيمة في المصافي، إلى أوليفينات خفيفة تشمل بصورة أساسية البروبيلين الذي يشكل أحد العناصر الرئيسية للتكامل بين صناعتي التكرير والبتروكيماويات ويزيد من ربحية التشغيل ويخفض تكلفة الإنتاج مقارنة بالمفاعلات التقليدية.

وأشار الدكتور الخطاف إلى أن المشروع تم تصميمه على 3 مراحل، تم في المرحلة الأولى إعداد نموذج مختبري في مرافق الجامعة، وتم في المرحلة الثانية إنشاء معمل متكامل طاقته 30 برميلا في اليوم بمصفاة «أرامكو» السعودية في رأس تنورة، وتشغيله بنجاح لأكثر من سنة، وحاليا يتم إنشاء وحدة تجريبية صناعية بطاقة 3000 برميل في اليوم بمصفاة ميزوشيما التابعة لشركة «نيبون» باليابان، ولقد تم الاتفاق مع شركتي «أكسن» الفرنسية، و«وشاو» (ستون وبستر) الأميركية لتسويق هذه التقنية عالميا.

ويضطلع المركز بأدوار مهمة في تنفيذ مشاريع بحثية مكثفة عبر مركز التكرير والبتروكيماويات بمعهد البحوث التابع للجامعة حيث حقق المركز إنجازات علمية وشراكات في التعاون البحثي مع عدد من الشركات الوطنية والجامعات العالمية لتطوير تقنيات تخدم أعمال التكرير وتصنيع البتروكيماويات في السعودية.

وأشار الدكتور الخطاف إلى أن مركز التكرير والبتروكيماويات أقيم كأحد مراكز البحث التعاقدية الستة في معهد البحوث بالجامعة لتلبية الاحتياجات البحثية والخدمات الفنية للجهات المختلفة في قطاع التكرير والبتروكيماويات.

وأضاف أن المركز في الفترة الحالية يحتل موقعا متميزا إلى جانب مراكز البحث الأخرى التي تقدم خدماتها البحثية التعاقدية في مجالات مهمة على الصعيد الوطني وتشمل بحوث البترول والغاز والمياه والبيئة والهندسة والنظم الاقتصادية، إضافة إلى بحوث الاتصالات والحاسب الآلي.

وتابع الدكتور الخطاف أنه في عام 2007 دعمت وزارة التعليم العالي إنشاء مركز التميز البحثي في تكرير البترول والبتروكيماويات بالجامعة، بمبلغ 31 مليون ريال، لفترة 5 سنوات، ليتولى الريادة على المستوى الوطني في مجال الأبحاث الأساسية للحفازات.

وبين مدير المركز أن النشاطات العلمية والبحثية تتركز في 3 مجالات رئيسية، هي تكرير البترول والبتروكيماويات والبوليمرات، وتمثل الحفازات المجال الأبرز للبحوث، وتستخدم الحفازات في تسريع التفاعلات الكيميائية وتحويل اللقائم الهيدروكربونية إلى منتجات أساسية ووسيطة ونهائية ذات قيمة مضافة.

يقول الدكتور الخطاف إن المركز استطاع عبر أبحاثه والدراسات العلمية، والمشاركة في المؤتمرات العلمية، كسب ثقة الكثير من العاملين في مجال تكرير البترول والبتروكيماويات.

ويضيف الدكتور الخطاف أن المركز ينفذ في الفترة الحالية مشروع بحث لصالح «أرامكو» السعودية لإزالة الكبريت من الزيت الخام ورفع جودته، إضافة إلى مشروع بحث آخر مع مركز التعاون البترولي الياباني لإزالة الكبريت بصورة معمقة من الديزل باستخدام وحدة نظام مفاعل لقياس نشاط أداء الحفازات وتحليل المنتجات البترولية، مضيفا: «سوف تقدم نتائج هذه المشاريع الحلول العملية لإزالة الكبريت من وقود النقل، وبصورة خاصة الجازولين والديزل بعد المطالبات البيئية العالمية بخفض وإزالة الكبريت من هذه المنتجات، وسوف تسهم هذه المشاريع بصورة إيجابية في الاقتصاد الوطني، لأن خلو المشتقات البترولية من الكبريت والشوائب الأخرى يزيد من قيمتها ويرفع سعر بيعها في الأسواق العالمية».