تجمع يوصي بسجل وطني لإحصاء عمليات المفاصل وفقر الدم المنجلي

لتحسين الرعاية الصحية لمصابي الحوادث والكسور

TT

تبنى تجمع طبي احتضنته أبها (جنوب السعودية)، نصح الرياض بأن تحذو حذو أوروبا وأميركا وكندا، ويتم إنشاء سجل وطني يعنى بإحصاء جميع العمليات الجراحية الخاصة بالمفاصل «الركبة والورك».

وأوصى تجمع طبي أكاديمي انفض الأسبوع الماضي في جنوب المملكة، بضرورة إنشاء سجل وطني لعمليات استبدال المفاصل، كما هو معمول به في معظم الدول الأوروبية، لاحتساب العمر الافتراضي للمفاصل الصناعية، وعدد الحالات، والمساعدة في كشف أسباب فشل بعض تلك المفاصل الصناعية لتفاديها، وفق معطيات السجل الوطني الموصى بإنشائه.

وطبقا لمعلومات حصلت عليها «الشرق الأوسط» من أكاديمي سعودي يترأس أحد أقسام جراحة العظام في مدينة الملك فهد الطبية بالعاصمة السعودية الرياض، فإن التوصية بإنشاء سجل وطني خاص بالمفاصل، تزامنت مع توصية أخرى شبيهة بها، لكنها تعنى بضرورة إيجاد سجل لأبحاث مرض فقر الدم المنجلي، المتعلقة بالتدخلات الجراحية للعظام عموما، واستبدال مفصل الورك على وجه الخصوص.

وأرجع الدكتور إبراهيم عسيري، رئيس قسم جراحة العظام بمدينة الملك فهد الطبية بالرياض وعضو مجلس إدارة الجمعية السعودية لجراحة العظام، ورئيس اللجنة الإعلامية للمؤتمر الدولي الرابع لجراحة العظام المنعقد في أبها (جنوب البلاد) الأسبوع الماضي، المطالبة بإيجاد السجل، للدور المعول أن يوكل له من حيث متابعة عدد حالات استبدال المفاصل بالمملكة، ومدى بقائها مقارنة بالأعمار المفترضة للمفاصل الصناعية، بالإضافة إلى مقارنة نتائجها في الدول المتقدمة، إضافة لمساعدة المختصين لمعرفة أسباب فشلها المبكر، ومراجعة علاج تلك الحالات مع التركيز على منع حدوث الفشل بناء على ما سيوفره السجل من معلومات، أسوة بمعظم دول أوروبا والولايات المتحدة الأميركية وكندا وأستراليا.

وأكد عسيري في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» وجود نسبة كبيرة من المصابين بتلك الأمراض، يتم تحويلهم من مناطق إلى أخرى، نظرا لعدم وجود مراكز متخصصة لعلاج تلك الأمراض، إلا في المدن الرئيسية بالمملكة، كمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث، ومدينة الملك فهد الطبية بالرياض، وقدر في ذات الوقت الدكتور عسيري نسبة انتشار المرض بين سكان المنطقة الجنوبية 12 – 18 في المائة، وذلك بناء على دراسة أجريت بهذا الخصوص.

وخرجت التوصيات تلك بناء على دراسة مستفيضة، أفرزت ضرورة تجهيز وإجراء ومتابعة عمليات استبدال مفصل الورك في مرضى فقر الدم المنجلي، وأن تكون المملكة رائدة بحثيا وعلميا في هذا السياق، لأجراء مثل تلك العمليات الجراحية، نظرا لوجود من يعانون من فقر الدم المنجلي في المملكة بكثرة.

واشتملت التوصيات على أن يكون هناك سجل وطني بالمملكة للحوادث والكسور ويتم من خلاله التعرف على مدى انتشار الكسور وأنواعها لتحسين الرعاية الصحية للمصابين بالحوادث، لتوفير الإمكانيات الطبية والبشرية ولتقديم الرعاية الطبية للمصابين بناء على تلك الإحصائيات.

وقال الدكتور عسيري: «إن المؤتمر أوصى بتوسيع استخدام تقنيات تطويل وتعديل العظام، ومنها تقنية (اليازروف) في السعودية، وإيجاد أقسام تدريبية وتخصصية دقيقة لهذه التقنية، نظرا لوجود حالات كثيرة تستدعي وجود هذه التقنية على مستوى عال في البلاد، وتدريب عدد أكبر من الاختصاصيين عليها».

ولم تغفل توصيات المؤتمر أورام العظام، حيث أوصى المؤتمر بإيجاد إحصائيات دقيقة عن أورام العظام والأنسجة العضلية في السعودية، للمساهمة في طرق الكشف المبكر وعلاجها، ولتقليل مضاعفات التأخر في التشخيص المبكر وما يترتب على ذلك من انتشار للورم وزيادة معدل الوفيات للمصابين بها.

وسلط المؤتمر الضوء على الكثير من التقنيات الجديدة في جراحة العمود الفقري، والطب الرياضي وإصابات الملاعب، وأوصى بمراجعة النتائج طويلة المدى لها، نظرا لحداثة استخدامها وعدم وجود دراسات طويلة تبين نتائجها على مر الزمن.