70 خبيرا يبحثون أسباب الفقر واستراتيجيات مكافحته عبر 13 جلسة نقاش في الرياض

يرعاها خادم الحرمين وتقيمها مؤسسة الملك عبد الله بن عبد العزيز لوالديه للإسكان التنموي

TT

رفعت السعودية أمس، ستار ندوة برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، تعنى بالبرامج التنموية الموجهة لتحسين الأحوال المعيشية للفقراء.

وتعكف مؤسسة الملك عبد الله بن عبد العزيز لوالديه للإسكان التنموي، على استقطاب باحثين وخبراء وأكاديميين محليين وآخرين من الخارج، لطرح تجارب عالمية تنموية من شأنها أن تكون إحدى الارتكازات المهمة في مواجهة الفقر. وتحاكي الندوة التي رفع ستارها في العاصمة السعودية أمس حزمة من البرامج التنموية الموجهة لتحسين الأحوال المعيشية للفقراء، وتتمحور حول توفير الإسكان من جانب، ومواجهة الفقر والقروض والتمويل، ومشاركة المرأة في أمور اقتصادية، بالإضافة إلى مشاريع الأسر المنتجة، ومسائل التوظيف والتدريب. الندوة التي افتتحها إياد مدني، نائب رئيس مجلس أمناء مؤسسة الملك عبد الله بن عبد العزيز لوالديه، في مقر المؤسسة بالعاصمة الرياض، تنبثق من رؤية خادم الحرمين الشريفين التي تهدف إلى الوصول إلى أفضل البرامج التنموية الموجهة لتنمية الأحوال المعيشية للفقراء في البلاد، ونشر ثقافة الإسكان التنموي في المجتمع، والعمل على تحسين الأوضاع السكنية للفئات المحتاجة، لا سيما أنها الندوة ستناقش خلال أعمالها عددا من البرامج التنموية بمشاركة خبراء وباحثين وأكاديميين من دول عربية وغربية، لإثراء التجربة السعودية في مكافحة الفقر عبر تجارب علمية وتطبيقية على المستوى المحلي والعربي والإقليمي. وأكد إياد مدني أن مؤسسة الملك عبد الله بن عبد العزيز لوالديه للإسكان التنموي تسعى لتنفيذ عدد من مشاريع الإسكان التنموي في عدد من مناطق المملكة تنفيذا لرؤية وطموح المؤسسة، مؤكدا في الوقت نفسه أن مشاريع المؤسسة بلغت جميع مناطق المملكة، في حين قامت المؤسسة في مراحل تكوينها بعقد عدة ندوات مع الأمم المتحدة في نواحي الإسكان، من أجل تكوين رؤية واضحة حول مسيرة عمل المؤسسة.

وقال الدكتور أحمد العرجاني، الأمين العام لمؤسسة الملك عبد الله بن عبد العزيز لوالديه للإسكان التنموي ورئيس اللجنة العليا المنظمة للندوة، إن الندوة تسعى لتسليط الضوء على التجارب الرائدة والفعالة الموجهة لتحسين أحوال ساكني المجمعات السكنية، وتمكين مشاريع للإسكان الخيري لتكون مراكز نمو وازدهار. وأوضح الدكتور العرجاني أن من المحاور التي تضعها الندوة نصب عينيها تتمحور حول أفضل الممارسات في مجال الأسر المنتجة والبرامج الموجهة، لتمكين النساء من المشاركة الاقتصادية وأفضل الممارسات في مجال القروض الصغيرة ومجال برامج التدريب الموجه لمكافحة الفقر، وأفضل الممارسات في مجال استثمار معطيات البيئة المحلية والمحيطة كمصادر لهن في الصناعات المحلية، والطرق الأكثر جدوى في تشجيع الفقراء للانخراط في البرامج التنموية الهادفة إلى تحسين أوضاعهم، إضافة إلى التجارب الناجحة في استثمار الموارد الذاتية، ومؤسسات المجتمع الرسمية وغير الرسمية وتوظيفها لخدمتهم.

وأعاد العرجاني هدف الندوة للإسهام في وضع بنية أساسية وقاعدة معلوماتية شاملة للمختصين والممارسين في مجال البرامج التنموية، لتعميق الاستفادة من الخبرات والممارسات الناجحة، والعمل على إعداد أدلة معلوماتية بقصد حصد جميع خبراء العاملين في مجال البرامج التنموية الهادفة إلى مكافحة الفقر، والوصول لأفضل النماذج المهنية، التي تسهم في تحسين وضع الفقراء بما يتناسب والثقافة السائدة في المحيط الاجتماعي من حولهم.

وأكد الأمين العام لمؤسسة الملك عبد الله بن عبد العزيز لوالديه للإسكان التنموي رئيس اللجنة العليا المنظمة للندوة، مشاركة نخبة من المتخصصين والمعروفين بإسهاماتهم المتميزة في تصميم وتنفيذ البرامج الاجتماعية والتنموية الموجهة لتحسين الأوضاع الاقتصادية والمعيشية للفقراء على المستوى المحلي والعربي والإقليمي.

وبين الدكتور عبد الله الخليفة، رئيس اللجنة العلمية للندوة، أن الندوة تضم أكثر من ثلاث عشرة جلسة علمية، يشارك فيها نحو 70 مشاركا ومشاركة، ما بين باحث وباحثة، وممارس وممارسة. وأوضح الخليفة أن تلك المحاور تتجسد في كل من مسألة الإسكان ومواجهة الفقر، والقروض الصغرى والتمويل، والتمكين الاقتصادي للنساء، ومشاريع الأسر المنتجة واقعا وتقييما، ومسائل التوظيف والتدريب والتأهيل المهني.

وأشار الدكتور الخليفة إلى تخصيص جلسات مستقلة لمناقشة بعض الجوانب التنظيمية المتعلقة بالتنسيق وتكامل الأدوار بين الجهات العاملة في مجالات مكافحة الفقر، ويتخلل هذه الحقول عدة جلسات لعرض نماذج وبرامج في مكافحة الفقر من داخل المملكة وخارجها. وضمن فعاليات ندوة أفضل الممارسات التنموية الموجهة لتحسين أحوال الفقراء التي تنظمها مؤسسة الملك عبد الله بن عبد العزيز لوالديه للإسكان التنموي، تناولت الجلسة الأولى برئاسة الدكتور يوسف العثيمين وزير الشئون الاجتماعية «سياسات واستراتيجيات الفقر» التي أقيمت في مقر المؤسسة بالرياض أول من أمس الأحد.

وأكد الدكتور محمد الصقور، وزير الشئون الاجتماعية السابق في الأردن، في ورقته الأولى التي ألقاها خلال أولى جلسات هذه الندوة، التي اندرجت تحت عنوان «ظاهرة الفقر وسياسات التدخل والمواجهة»، أن أكثر من ربع سكان العالم يعيشون تحت خط الفقر المطلق، مستندا إلى التقارير الصادرة عن منظمة الزراعة والأغذية العالمية. واعتبرت الدكتورة حنان كشك، أستاذة علم الاجتماع بجامعة الإمام محمد بن سعود، الفقر صناعة بشرية، وتطرقت إلى الأسباب الحقيقية للفقر واستراتيجيات مكافحته، مشيرة في الوقت نفسه إلى تزايد أعداد الفقراء في السنوات الأخيرة نتيجة تطبيق سياسات العولمة وتخلي الدول عن برامج الرعاية الاجتماعية في معظم الأقطار العربية. وأرجعت الباحثة تنامي الفقر لفشل سياسات التنمية، وهو ما أدى إلى تفاقم أوضاع الفقراء، حتى تجاوزوا 75 مليون مواطن في الوطن العربي يعيشون تحت خط الفقر.

وطرح الدكتور دانكون رينهارت من جامعة كلورادو بالولايات المتحدة وجامعة الأخوين بالمغرب، ورقته التي تناول فيها تنمية القيادات وتدريبها على مكافحة الفقر في الشرق الأوسط.

وترأس الدكتور سليمان أبا الخيل، مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، الجلسة الثانية التي اندرجت تحت عنوان القروض الصغرى والتمويل، وتحدث فيها الدكتور علي العقلاء من جامعة القصيم عن التمويلات المشروعة في مجال القروض الصغيرة، وأوصى فيها بضرورة تقديم التمويلات المشروعة للأسر المحتاجة، وإنشاء إدارات خاصة للاستثمار بالجمعيات الخيرية وللأسر المحتاجة. وقدمت مروة عبد الجواد، المدير التنفيذي لصندوق الأمير سلطان لدعم مشاريع السيدات، ورقة حول دور المؤسسات التمويلية في تمويل المشاريع النسائية الصغيرة والمتوسطة، التي استعرضت خلالها تجربة صندوق الأمير سلطان ورؤيته وأهدافه الرئيسية في هذا المجال.

وقال المهندس عبد العزيز المطيري، المدير العام لصندوق المئوية بالإنابة، أن دور صندوق المئوية التنموي يتمركز حول البرامج التمويلية الرائدة للشباب السعودي، مشيرا إلى مساهمة الصندوق في خلق وظائف جديدة لما يقارب 4122 شابا حتى نهاية عام 2010.

وفي نهاية الجلسة الثانية، قدم ناصر القحطاني، المدير التنفيذي لبرنامج الخليج العربي لدعم منظمات الأمم المتحدة الإنمائية (أجفند)، ورقة بعنوان أنموذج «أجفند» للإقراض متناهي الصغر، وتحدث فيها عن عوامل نجاح بنوك الفقراء، منبها إلى ضرورة القضاء على استغلال المقرضين للفقراء.