أمطار جدة تعيد التواصل الاجتماعي بين الأسر والأصدقاء والعامة

فتحوا بيوتهم لاستقبال بعضهم وتبادلوا رسائل التحذير والاطمئنان

TT

أعادت الأمطار التي هطلت على محافظة جدة أمس التواصل الاجتماعي بين الأفراد والأسر والأصدقاء والعامة، حيث لم تهدأ الرسائل والاتصالات الهاتفية بين السكان للاطمئنان منذ الساعات الأولى من هطول أمطار جدة، والتي بدأت منذ الصباح، وتسببت في احتجاز مئات الموظفين في القطاعات الحكومية والخاصة والمدارس، وفي الطرق العامة والرئيسية، بعد أن شاهدوا مقاطع لانجراف وتعطل المئات من السيارات بمواقع الإنترنت، مخلفة هلعا كبيرا.

وصاحبت الأمطار الرسائل الهاتفية، عبارات ساخرة لما وصل إليه الحال في جدة، خاصة بعد المياه التي هدرت في كل الشوارع والطرقات تقريبا، بالاستهزاء بغرق جدة وسكانها واحتجازهم بمقرات عملهم.

ونشط التواصل منذ التحذيرات الأولى من قبل الدفاع المدني، وهيئة الأرصاد وحماية البيئة، من إمكانية هطول الأمطار، وانتهاء بالاستفسار عن الأحوال طول فترة بقاء الشخص في الخارج لحين وصوله سالما للمنزل.

ولم يستطع خالد الغامدي الموظف في قطاع تجزئة بإحدى الشركات الخاصة من الادعاء لأسرته بأنه لم يذهب للعمل، وأنه قابع في المنزل، رغم أنه محتجز في عمله في شارع الرويس، لكي يطمئنهم عن حالته، ولم يخف الغامدي سعادته باتصال عدد من أقاربه وأصدقائه، رغم أنه منقطع عن الاتصال من البعض منذ أكثر من 5 أشهر بسبب مشاغل الحياة والبعد المكاني، بينه وبين أقاربه والموزعين في معظم مناطق السعودية، وقال إن ذلك خفف كثيرا من المخاوف، وإنه ينتظر في مكانه لحين الانتهاء من شفط المياه للسماح له بالعودة إلى منزله.

وأشار سالم الحربي إلى أنه تلقى أكثر من 70 اتصالا هاتفيا من أقاربه بعد أن سمعوا في المذياع هطول أمطار غزيرة في جدة منذ الصباح الباكر يوم أمس، إضافة إلى التواصل مع الأصدقاء والزملاء عقب خروجهم من العمل للتأكد من سلامتهم وخاصة في الطرق الرئيسية التي تكثر فيها تجمع المياه كطرق المدينة وطريق الأندلس.

وأوضح عبد الله المسعود الاختصاصي الاجتماعي أن التواصل الاجتماعي في فترة حرجة كأمطار جدة تعتبر من الأشياء الجميلة التي تساهم في زرع وتكثيف التواصل الوجداني بين الأفراد ويشعرهم بأهميتهم لدى الأخر، مهم بقدر احتياج الآخرين إليه، ومن ثم يترك بصمات واضحة على حياته وتعامله من الآخرين، فالتواصل الاجتماعي كالشمعة، تضيء لمن حولها، وأن مشاركة الآخرين في أحزانهم وأفراحهم تخرج الفرد من دائرة «الأنا» إلى دائرة «النحن»، فالإنسان كائن اجتماعي بطبعه يحب أن يألف ويؤلف.