الأمطار تجبر الموظفين والطلاب على البقاء داخل مقراتهم حتى ساعات متأخرة

أثارت حالة خوف داخلهم نتيجة بعدهم عن عائلاتهم

تسببت الأمطار في شل حركة التنقل في الشوارع حيث عجز الكثير من المواطنين عن مغادرة منازلهم أو أماكن أعمالهم (تصوير: غازي مهدي)
TT

دفعت أمطار يوم أمس التي شهدتها محافظة جدة معظم الموظفين وطلاب وطالبات الجامعات إلى المكوث داخل مقراتهم حتى ساعات المساء، وذلك على أثر تعطل حركة السير المرورية واستحالة التنقل في الشوارع نتيجة تجمعات المياه الكبيرة بها. واقع «الاحتجاز» داخل تلك المقرات كان كفيلا بإثارة الخوف داخل نفوس المحتجزين كونهم بعيدين عن عائلاتهم، إلى جانب عدم قدرتهم على رؤية ما يحدث بشكل صحيح في ظل اعتمادهم على ما يردهم من معلومات عبر مصادر متعددة تتضمن الرسائل النصية والأحاديث المتناقلة فيما بينهم والمستندة على روايات تتعلق بمعارفهم أو أقربائهم.

أحمد عبد الله، أحد منسوبي القطاع الخاص، لم يستطع الخروج من مقر عمله حتى ساعة إعداد هذا التقرير، ولا سيما أن منزله يقع في مخطط الحرمين الذي تم إغلاق كافة الطرق المؤدية إليه، غير أنه ظل متواصلا على مدار الساعة مع أفراد عائلته. وقال في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «اجتمع بنا مدير المبنى وأخبرنا بأفضلية البقاء في العمل نتيجة عدم ضمان الأوضاع في الخارج، إضافة إلى أن بعض زملائي جازفوا بالخروج غير أنهم لم يستطيعوا الوصول إلى منازلهم حتى الآن».

وأشار إلى وجود أكثر من 200 موظف معه، منهم من فضل إكمال إنجاز عمله بشكل طبيعي، في حين لم يستطع آخرون القيام بشيء سوى المكوث قليلا في مكاتبهم ومن ثم النزول إلى مواقف السيارات وتجاذب أطراف الحديث مع بعضهم البعض.

وأضاف: «من سوء الحظ أيضا انتهى خزان المياه في المبنى ليتسبب في انقطاعها عنا، ولم نستطع جلب صهاريج لتعبئته، إضافة إلى أننا غير قادرين على الخروج لشراء الطعام، مما جعلنا نكتفي بما لدينا من (بسكويتات) موجودة منذ السابق».

بينما شهدت إحدى جامعات مدينة جدة الأهلية احتجاز ما يقارب 100 طالبة كن يؤدين اختباراتهن منذ الصباح، وذلك بعد أن رفضت إدارة الجامعة تأجيل الامتحان رغم مطالبات الطالبات بذلك فور رؤية الأمطار في ساعات مبكرة من بداية اليوم.

وأوضحت إحدى الطالبات التي فضلت عدم ذكر اسمها أنها طلبت من إدارة الجامعة تأجيل الاختبار بعد أن شاهدت بدء هطول الأمطار في الصباح، إلا أن طلبها قوبل بالرفض مع تهديد بعدم إعادة الاختبار لأي طالبة متغيبة، مما دفعها وزميلاتها إلى الذهاب للجامعة. وقالت في اتصال هاتفي لـ«الشرق الأوسط»: «بدأنا الاختبار من الساعة العاشرة صباحا وحتى الرابعة عصرا، وقد انقطع التيار الكهربائي في منتصف هذه الفترة، إلا أن الإدارة أجبرتنا على إكمال تأدية الامتحان وسط تجاهل حتى لتسريب أسقف القاعة ودخول الماء علينا». ولفتت إلى أن الجامعة استجابت لتوجيهات إدارة الدفاع المدني حول إخلاء المبنى، غير أنها لم تتمكن من فعل ذلك نتيجة سوء الأوضاع في الخارج، وهو ما دفع بالجهات الأمنية إلى مطالبة الطالبات بالبقاء داخل الجامعة حتى إشعار آخر، مبينة أنه تم نقل الطالبات والإداريات في تمام الساعة السادسة مساء إلى إحدى الشقق المفروشة القريبة من الجامعة.

من جهتها، أكدت لـ«الشرق الأوسط» نوال أحمد مسؤولة العلاقات العامة في جامعة الملك عبد العزيز بجدة على عدم وجود أي حالات احتجاز لطالبات الجامعة داخل مباني الكليات، مشيرة إلى أنه تم إخلاؤهن منذ ساعات مبكرة من يوم أمس. وقالت لـ«الشرق الأوسط»: «إن عدد من الطالبات ومنسوبات الجامعة اضطررن إلى الذهاب لأحد المراكز التجارية القريبة، ومكثن فيه حتى هدأت الأوضاع ومن ثم ذهبن إلى منازلهن»، موضحة أن جامعة الملك عبد العزيز وفرت حافلة كبيرة بعد انتهاء الدوام لنقل الطالبات والموظفات إلى منازلهن.