في الرياض: أمطار الليل.. محاها النهار

توقعات باستمرار تشكل السحب الممطرة حتى نهاية الأسبوع المقبل.. وهطول أمطار على المنطقة الشرقية اليوم وغدا

بهذه الحركة الطبيعية عاشت الرياض أمس بعد أمطار غزيرة استمرت 4 ساعات (تصوير: خالد الخميس)
TT

شهدت العاصمة السعودية الرياض، هطول أمطار كثيفة البارحة الأولى استمرت حتى فجر أمس، إلا أنه ومع إشراقة اليوم الجديد، بدت الحياة طبيعية ولم تتأثر سلبيا بالأمطار، على العكس تماما من مدينة جدة غرب السعودية، حيث شهدت خلال اليومين الماضيين، سقوط أمطار خلفت فوضى في بعض مناطق المحافظة، خصوصا الشرقية منها.

وتوقع خبراء في مجال الأرصاد الجوية أن تستمر وتيرة تشكيل السحب الممطرة خلال الأيام المقبلة على مناطق الغربية والوسطى والشرقية حتى نهاية الأسبوع المقبل، في حين ما زالت الفرصة مهيأة لهطول أمطار هذا اليوم، وتتخللها خلايا رعدية على مناطق مكة المكرمة ومنطقة الرياض، والجزء الأوسط للمنطقة الشرقية، إضافة إلى مرتفعات عسير والباحة.

وتوقع الدكتور ناصر سرحان، أستاذ الأرصاد الجوية المساعد في كلية الملك فيصل الجوية ومدير وحدة العلوم الجوية، خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن تسود تشكيلات السحب الممطرة الأجواء السعودية، خصوصا مناطق الغربية والوسطى والشرقية حتى نهاية الأسبوع المقبل، مرجحا هطول كميات كبيرة من الأمطار على المنطقة الشرقية اليوم وغدا، ومنتصف الأسبوع المقبل، في حين تستمر وضعية تشكل السحب الممطرة على باقي المناطق على مدى الأسبوع المقبل.

وعن الزيادة في كمية منسوب الأمطار التي هطلت على مناطق السعودية هذه الأيام، مقارنة بالأعوام الماضية، قال سرحان إنه لا توجد زيادة في كمية الأمطار، إذ إن كمية الأمطار المتساقطة قريبة من كمية أمطار العام الماضي والذي قبله، مشيرا إلى أن الاختلاف يكمن في عملية «التزحزح» من منطقة لأخرى، حيث أمطار الأعوام الماضية، انحصر هطولها في مناطق مثل حوض البحر الأحمر.

وأشار الدكتور سرحان إلى وجود تزحزح في منطقة هطول الأمطار في جدة، فعادة ما تحدث هذه الوضعيات فوق حوض البحر الأحمر أو على منطقة شرق جدة والطائف التي تعد امتدادا لسلسلة جبال السروات.

وأضاف سرحان أن الوضعية المناخية تبين أن أمطار المنطقة الغربية أمطار شتوية، معلقا: «وأكبر معدل لكميات الأمطار تسجل عادة في فصل الشتاء، وفي الشتاء يمتد منخفض السودان الموسمي، ويكون محملا بتيارات هوائية مشبعة ببخار الماء، وهي عبارة عن رياح جنوبية غربية».

وأوضح أستاذ الأرصاد الجوية أن امتداد منخفض السودان الموسمي يقوم بسحب حزام سحابي يمتد عبر السعودية من المنطقة الغربية إلى المنطقة الشرقية، مرورا بالوسطى، وهذا ما تم رصده وأدى إلى تساقط الأمطار، مشيرا إلى أنه وفي نفس التوقيت تتأثر مناطق شمال السعودية وشمال غربي السعودية بالجبهات الهوائية الباردة التي تعبر هذه المناطق، آتية من حوض البحر الأبيض المتوسط كمنخفضات عميقة.وذكر سرحان أن تأثير التيارات الجنوبية الغربية الرطبة المصاحبة لتعمق منخفض السودان الموسمي مع امتداد منخفض جوي في طبقات الجو العليا، كتأثير عن سفر الجبهات الهوائية الباردة القادمة من حوض البحر الأبيض المتوسط تعتبر وضعيات نموذجية لتكوين السحب الرعدية الممطرة على المنطقة الغربية والوسطى والشرقية.

وزاد الدكتور سرحان: «وتأثيرا لنفس السيناريو، تحدث عمليات رفع وتكون لخلايا رعدية ممطرة على حوض البحر الأبيض المتوسط، وعادة ما تتكون على حوض البحر الأحمر، وهذا هو الوصف الطبيعي لما تتعرض له جدة في هذه الأوقات»، مبينا أن هذا الموسم هو موسم الأمطار، لكنه يعتمد على الحركة العامة للرياح وحركة المنخفضات الحركية، والسعودية تقع في منطقة شبه مدارية، وغالبا ما يحدث هذا، خصوصا في فصل الشتاء.

من جهته، أرجع حسين القحطاني، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، السبب في تشكل السحب الممطرة إلى تغير الأجواء المناخية الاعتيادي خلال بداية فصل الشتاء، مبينا أن منخفض السودان الحركي أثر في تشكل السحب على المرتفعات الجبلية في مناطق جنوب غربي البلاد التي امتد أثرها حتى وصلت المنطقة الشرقية، مبينا أن الفرصة ما زالت مهيأة خلال اليوم لهطول أمطار على مناطق وسط وشرق السعودية.

وقال القحطاني إنه ما زالت الفرصة مهيأة لهطول أمطار هذا اليوم تتخللها خلايا رعدية على مناطق مكة المكرمة ومنطقة الرياض، والجزء الأوسط للمنطقة الشرقية، إضافة إلى مرتفعات عسير والباحة.

وقال المتحدث الرسمي باسم الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة أن الأجواء اليوم ستشهد رياحا سطحية جنوبية على شرق السعودية وجنوبها تنشط على فترات تكون مثيرة للأتربة والغبار، إضافة إلى رياح جنوبية غربية إلى شمالية غربية على شمال وغرب ووسط البلاد، معتدلة السرعة، ويتكون الضباب خلال الليل والصباح على المرتفعات الجنوبية الغربية والغربية وأجزاء من وسط وشمال المملكة وشرقها.