وجه الأمير مشعل بن ماجد، محافظ جدة، كل الجهات الخدمية بمواصلة العمل على مدار الساعة، وذلك خلال اجتماع عقده أمس مع مديري القطاعات الحكومية، مشيرا إلى أن الأولوية في الوقت الحالي لإعادة الخدمات المقطوعة عن السكان في كل الأحياء. وقال إن نحو 85 شخصا تم إنقاذهم بواسطة المروحيات، و200 شخص آخر بواسطة القوارب المطاطية.
وشكل المجلس البلدي بجدة غرفة عمليات طوال يوم أمس (الأربعاء) للتواصل مع المتضررين من جراء السيول التي ضربت المحافظة، وتواصل على مدار الساعة مع غرفة العمليات الرئيسية المشكلة من قبل أمانة المحافظة وعدد من الجهات، وتفاعل المجلس مع مئات الشكاوى التي وصلته من مختلف الأحياء، وكان موجودا في الميدان لمتابعة الأوضاع عن قرب في مخطط أم الخير السكني الذي كان الأكثر تضررا، وعدد كبير من الأحياء.
وكشف المهندس حسن الزهراني، نائب رئيس المجلس البلدي بجدة ورئيس لجنة درء مخاطر الأمطار والسيول، أنهم تلقوا أمس عددا كبيرا من الشكاوى عن تراكمات غير طبيعية للمياه في مختلف أحياء جدة، وتم التنسيق مع غرفة العمليات الرئيسية بأمانة المحافظة، ورصد عدد من المشكلات التي تواجه الناس وتحويلها على الفور للأمانة عبر جهاز المتابعة في غرفة العمليات.
وقال «رغم أن هناك عملا دؤوبا في غرفة العمليات التي كانت تتابع الوضع على مدار الساعة، فإن السيل كان أكبر من الاستعدادات، حيث تسبب في سقوط خمسة منازل بالمنطقة التاريخية وسط البلد واشتعال بعض الحرائق، وتعطل نفق فلسطين، وإغلاق نفق الروضة بعد ارتفاع منسوب المياه فيه بشكل كبير، وإغلاق نفق حراء لارتفاع منسوب المياه إلى 2.5 متر، وكذلك إغلاق الخط السريع، إضافة إلى احتجاز مجموعة من النساء في مدرسة نسائية لتحفيظ القرآن بحي غليل. وسجلنا ارتفاعا بمنسوب المياه في سد السامر إلى 6.40 م، ولوحظ تعطل السيارات في مناطق متعددة في جدة مما تسبب في حالة اختناق مروري كامل».
من جانبه، أكد بسام بن جميل أخضر، عضو المجلس، أن فريق العمل رصد ارتفاع منسوب المياه في نفق السلام، وتابع بدقة تحركات الأمانة والدفاع المدني، وصعود الأمطار في مجمع أم الخير السكني إلى الدور الثاني، وانهيار سد أم الخير بشكل جزئي مما تسبب في تحرك المياه ناحية الغرب، إضافة إلى وقوع ست حوادث في الكورنيش الأوسط أدت إلى إغلاق الطريق تماما، وكذلك أغلق الخط السريع خشية وقوع حوادث كثيرة، كما رصد انهيار 35 مترا في الخط الموازي لخط الحرمين بعرض 4 أمتار.
وأوضح أن الفريق راقب عن كثب الأوضاع في مجمع أم الخير السكني، ورصد عدد من الأعضاء شكاوى الناس في مختلف أحياء جدة، وعمل الفريق بكامل طاقته من أجل تلبية احتياجات الجميع في حدود الصلاحيات المنوطة به والإمكانات التي يمتلكها.
في المقابل، أشار الدكتور محمود دوعان إلى أنهم قاموا بزيارة مخطط أم الخير والوقوف عليه ميدانيا من قبل فريق العمل الذي بدوره أعد تقريرا مفصلا عن وضع المخطط، جرى الكشف خلاله أنه معرض لمخاطر السيول، إذ يقع في ملتقى واديي مريخ وقوس، وأن العبارة الموجودة به لا يمكنها أن تستوعب كميات المياه المنصرفة من الواديين.
وشدد دوعان على أنهم طالبوا بعمل عبارة لتصريف المياه المتدفقة من الأودية المحيطة وتوجيهها نحو القناة الوسطى لتخفيف ضغط المياه الواقع على جسم السد، مشيرا أن مساحة القياس بهيئة المساحة الجيولوجية رصدت ارتفاع منسوب المياه إلى 111.6 ملم، وهي نسبة تعتبر مرتفعة.