أمطار جدة تحول الـ«بلاكبيري» إلى وسيلة إعلامية وتحذيرية ومصدر إشاعات

مستخدموه أكدوا صحة المعلومات فيما عدا الإحصائيات

لم تسلم معظم شوارع مدينة جدة من تجمع مياه الأمطار فيها (أ. ف. ب)
TT

حالة من الهلع أصابت أهالي مدينة جدة بشكل خاص والسعودية عموما على خلفية ما تم تبادله من رسائل بث سريعة عبر تقنية الـ«بلاكبيري»، وذلك بعد أن اختلطت الحقائق بالشائعات المتوقع إطلاقها في مثل هذه الظروف.

وفي المقابل، فإن شهود العيان الذين تواجدوا في الميدان يؤكدون أن المعلومات التي تم تناقلها عن طريق رسائل الـ«بلاكبيري» في مجملها صحيحة ما عدا الأرقام والإحصائيات المتعلقة بوجود غرقى أو وفيات، وذلك بعد أن ترددت أنباء حول وقوع ما يقارب 35 غريقا بجدة.

أحد المتطوعين الذي فضل عدم ذكر اسمه، ذكر أنهم قاموا بإنقاذ رجل انزلق أثناء محاولته إنقاذ أبنائه بعد أن توقف بسيارته فوق أحد الكباري بجدة، لافتا إلى أنهم نقلوه لإحدى الشقق المفروشة القريبة من الموقع.

وقال في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «كنت متواجدا في تقاطع شارع السبعين وغرناطة الذي امتلأ بالماء، عدا عن معلومات تفيد بوجود سيل قادم إلى الخط السريع، وذلك بعد أن تلقيت رسالة (بلاكبيري) من أحد أصدقائي الذي ترك سيارته ولاذ بالفرار فور رؤيته للمياه القادمة من بعيد».

وأشار أيضا إلى أن أحد أشقائه أخبره بوجود «شبه سيل» في شارع فلسطين، حيث شاهد ذلك من أعلى مبنى المستشفى الذي يعمل به، مبينا أنه تلقى اتصالا من أحد سكان حي أم الخير يفيده بانهيار السد الترابي الموجود هناك ودخول المياه على المنازل بارتفاع يفوق المترين.

وأضاف: «كانت رسائل الـ(بلاكبيري) سببا في نقل ما حدث بحي بني مالك بعد أن وصلت المياه إلى الطوابق الأولى من المنازل الموجودة هناك، حيث إن شقيقي أكد لي صحة تلك المعلومات أيضا كونه يسكن في المنطقة».

وأفاد بأنه تناقل رسائل البث السريعة مع الموجودين لديه في القائمة لنقل ما يحدث في حي النسيم بعد أن غطت المياه السيارات الموجودة بالشوارع، عدا عن التقاط الكثير من الصور وتبادلها عبر الـ«بلاكبيري» تأكيدا على المعلومات الواردة أيضا.

بينما أبان تيسير الحبشي رئيس نادي البيئة السعودي التطوعي في جدة بأنه يتلقى الكثير من المعلومات عن طريق خدمة الـ«بلاكبيري» من قبل أعضاء النادي الذين انتشروا في الميدان فور هطول الأمطار.

وقال في اتصال هاتفي لـ«الشرق الأوسط»: «وردتني معلومات حول احتجازات في بعض المدارس ونشوب حريق جزئي بمبنى الطالبات في جامعة الملك عبد العزيز، إلى جانب سقوط عدد من السيارات من أعلى جسر الميناء».

ولفت إلى ورود معلومات حول احتمالية وصول السيول القادمة من طريق مكة المكرمة القديم إلى منطقة كيلو2، مشيرا إلى أن ما يقارب 20 متطوعا منتشرون في الميدان ويتواصلون معه عبر الـ«بلاكبيري» ممن يمتلكون سيارات دفع رباعي للتدخل في حال الحاجة إلى إنقاذ غرقى.

وأضاف: «هناك متطوعون متواجدون في منطقة قويزة وشارع الأندلس وأحياء شمال جدة والمناطق المجاورة لكوبري بريمان، إضافة إلى متابعة حركة السحب عبر قمر سات 24، ومحاولة الحصول على معلومات جديدة من قبل الأرصاد، فضلا عن السعي للتواصل مع الدفاع المدني».

محمد المدني أحد المتطوعين ومصدر من مصادر إرسال رسائل البث السريعة عبر تقنية الـ«بلاكبيري»، أكد على أن ما تم تناقله من رسائل وتحذيرات تعتبر معلومات صحيحة باستثناء الإحصائيات والأرقام الصادرة من أفراد وليست جهات رسمية.

وقال في اتصال لـ«الشرق الأوسط»: «تم إغلاق منطقة قويزة ومنع دخول أو خروج المركبات منها، عدا عن عدم قدرة الدفاع المدني على الوصول إليها، غير أن الطوابق الأرضية من المنازل الموجودة بها بدأت في الانهيار، مما دعا الدفاع المدني إلى التوجيه بالانتقال للمباني السليمة وعدم الخروج من المنطقة».