جدة: الاستعانة برجال الدفاع المدني من 5 مناطق سعودية

الإعلان عن وفاة 4 على أثر السيول.. ومواصلة الأعمال لفك المحتجزين.. وتعليق الدراسة

منظر جوي لأحد أحياء جدة وقد احاوطت مياه الأمطار منازله (تصوير: عبد الله بازهير)
TT

استعانت قوات الدفاع المدني في جدة بأفراد من نحو 5 مناطق سعودية، ليرتفع عدد رجال الإنقاذ في الميدان إلى نحو 4 أفراد بينهم القوة الأساسية في جدة، وذلك لمواجهة أخطار السيول التي تشهدها جدة والتي قتلت 4 يوم أول من أمس، في حين يجري البحث عن مفقود واحد بعد أن عثر أمس على شخصين كانا مفقودين.

إلى ذلك، أكد العميد عبد الله الجداوي، مدير إدارة الدفاع المدني في محافظة جدة، أن عمليات الإنقاذ التي بدأت منذ مساء أول من أمس واستكملت صباح يوم أمس، ما زالت مستمرة حتى ساعة إعداد هذا التقرير.

وقال في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «تلقت إدارة الدفاع المدني في محافظة جدة دعما من قبل إدارة العاصمة المقدسة وينبع والمدينة المنورة والطائف والباحة، حيث وصل عدد الأفراد القائمين على أعمال أمطار جدة إلى 4 آلاف فرد بمن فيهم القوة الأساسية الموجودة بجدة».

وأشار إلى أنه تم إنقاذ نحو 466 شخصا بواسطة الطائرات العمودية التابعة للدفاع المدني، إلى جانب نحو 951 عن طريق فرق الإنقاذ الأرضي، وذلك منذ بدء الحالة أول من أمس وحتى يوم أمس.

وأضاف: «ما زالت عمليات الإنقاذ مستمرة، إلى جانب متابعة الشوارع الرئيسية والتقاطعات بالتنسيق مع كل من المرور وأمانة محافظة جدة وتحرير المحاور وتقديم الإغاثة وإيواء المتضررين والإعاشة، غير أنه لم يتم حصر أعدادهم حتى الآن»، مبينا أنه سيتم لاحقا إصدار بيان يحوي تلك الإحصائيات.

بينما أوضح الفريق سعد التويجري، مدير عام الدفاع المدني في السعودية، أن القوات التي دعمت فرق الدفاع المدني بجدة تكونت من أفراد وضباط ومتخصصين في عمليات الإنقاذ بالمياه الراكدة والجارية، مؤكدا أنه فور تلقي التحذيرات من قبل الأرصاد بإمكانية هطول أمطار على محافظة جدة، تم الإعلان عن جاهزية الدفاع المدني ورفع درجة الاستعداد.

وأضاف خلال بيان صادر يوم أمس عن إدارته: «تم تحذير السكان عبر وسائل الإعلام، إضافة إلى عقد اللجنة الفرعية الفورية لتدابير الدفاع المدني اجتماعا برئاسة الأمير مشعل بن ماجد عبد العزيز، محافظ جدة، حيث باشرت أعمالها بتطبيق خطة تدابير الدفاع المدني لمواجهة السيول والأمطار من خلال 18 جهة حكومية أعضاء بمجلس الدفاع المدني».

وأشار إلى أنه تم تقسيم محافظة جدة إلى عدة مربعات ونشر القوات فيها، إذ تكونت المجموعات من فرق غوص وإنقاذ مزودة بقوارب نجاة، حرصا على أن يكون وجودهم في أرجاء المحافظة من أجل سرعة الوصول والاستجابة الفورية لتلبية الاستغاثة لمن يحتاج لها.

وزاد: «كنا مدركين سابقا صعوبة التنقل في مثل هذه الظروف، مما جعلنا نعمد لتنفيذ هذه الخطة التي أسهمت في مواجهة الحدث من خلال الفرق الميدانية والجوية المكونة من طيران الدفاع المدني وطيران القوات المسلحة«، مبينا أن عدد الطائرات العمودية تجاوز الـ19 طائرة تابعة للدفاع المدني.

وبين مدير عام الدفاع المدني في السعودية، أنه تم تشكيل فرق مساندة ولجان إسكان، فضلا عن تقديم الإعاشة والإغاثة والإسكان لعدد من الأسر، إلى جانب تشكيل لجان لحصر الأضرار.

في حين كشف مصدر مسؤول في الشركة السعودية للكهرباء لـ«الشرق الأوسط» عن بلوغ عدد المشتركين الذين تم قطع التيار الكهربائي عن منازلهم منذ أول من أمس حتى يوم أمس نحو 70 ألف مشترك، جراء الأمطار بما فيها الأحياء التي شهدت انقطاع الكهرباء بناء على طلب الدفاع المدني، لافتا إلى أن تلك الأحياء تمت تطفئتها تواليا على خلفية الخطورة التي تواجهها.

وقال المصدر المسؤول الذي فضل عدم ذكر اسمه خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «تمت إعادة التيار الكهربائي لنحو 65 ألف مشترك بعد زوال الخطورة عن منازلهم، غير أنه ثمة 5 آلاف آخرين ما زالت المياه تغمر أجزاء من بيوتهم، الأمر الذي من شأنه أن يتسبب في خطورة إذا ما تم تشغيل الكهرباء بها».

وذكر أن هناك مناطق متفرقة في مدينة جدة تعرضت تجمعات المياه بها إلى ماس كهربائي، إلا أنه تم إطفاء التيار الكهربائي فورا، غير أنه لا توجد إحصائيات بعدد تلك المناطق، مؤكدا أنه بمجرد تلقي أي بلاغ من قبل الدفاع المدني عن قطع التيار الكهربائي فإنه يتم بالحال.

إلى ذلك، وجه الدكتور عبد الله الربيعة، وزير الصحة، المرافق الصحية في محافظة جدة بأن تكون في كامل استعداداتها وجاهزيتها وتوفير أي احتياجات تطلبها تلك المناطق لاستقبال جميع الحالات المرضية الناتجة عن ذلك وتوفير جميع المتطلبات والاحتياجات بهذا الخصوص.

من جهتها، أعلنت وزارة التربية والتعليم يوم أمس عن أعمال المعلمين والمعلمات في مدارس المرحلة الابتدائية لمحافظة جدة الأسبوع المقبل على أن تكون عودتهم مع بداية الفصل الدراسي الثاني، إلى جانب تعليق الدراسة للمرحلتين المتوسطة والثانوية يوم السبت المقبل ليتم لاحقا تحديد موعد الاختبار لليوم الذي ستعلق فيه الدراسة مع بداية الفصل الدراسي الثاني، وذلك بحسب ما ذكره محمد بن سعد الدخيني، المتحدث الرسمي باسم وزارة التربية والتعليم.

وفي سياق آخر ذي صلة، وجه الأمير فيصل بن عبد الله بن محمد، وزير التربية والتعليم، بتشكيل لجنة عاجلة للوقوف على الأضرار الناشئة عن الأمطار التي تعرضت لها المحافظة أول من أمس، والعمل على حصرها والبدء مباشرة في تنفيذ أعمال الصيانة، وفق ما يستلزمه الموقف، إلى جانب استثمار كافة الإمكانات المتاحة والتنسيق مع جهات الاختصاص.

إلى ذلك، وجه الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز، رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، بوضع اللجنة الدائمة للطوارئ في الهيئة في حال انعقاد دائم على مدار الساعة للتنسيق مع مكتب الهيئة بجدة ومتابعة جهود المساعدة لمتضرري السيول في جدة.

وأوضح ماجد بن علي الشدي، مدير عام الإعلام والعلاقات العامة المتحدث باسم الهيئة العامة للسياحة والآثار، أنه منذ أن بدأت بوادر أزمة السيول في جدة، ظهر أول من أمس، واللجنة الدائمة للطوارئ في انعقاد دائم بمقر الهيئة في الرياض لتقديم الدعم وكامل المساندة لمكتب الهيئة في جدة، والذي يعمل على مدار الساعة لتوفير الإسكان في الفنادق والشقق المفروشة للمتضررين والعمل من خلال عضويتها في اللجنة المشكلة في المحافظة برئاسة المحافظ وعضوية الأمانة والدفاع المدني وعدد من الجهات.

الظروف المناخية الطارئة والأمطار الغزيرة التي أدت إلى فصل المقسم الرئيسي لشبكة الاتصالات السعودية في جدة، أدت إلى توقف جميع أجهزة قبول الركاب بمطار الملك عبد العزيز الدولي عن العمل مما استدعى كافة شركات الطيران ومن بينها الخطوط السعودية إلى توفير إجراءات بديلة لخدمة المسافرين، حيث تقوم «السعودية» بخدمتهم وإصدار بطاقات الصعود للطائرة من المكاتب الخلفية.

وأعلنت الخطوط الجوية السعودية يوم أمس عن احتمالية حدوث بعض التأخير في هذه الإجراءات، مؤكدة في الوقت نفسه على سعيها لتقديم أقصى ما يمكن من تسهيلات في سبيل إنهاء إجراءات السفر بسهولة ويسر رغم الظروف الطارئة.

وأكد عبد الله الأجهر، مساعد مدير عام الخطوط السعودية للعلاقات العامة، على أنه سوف يتم التواصل مع العملاء بالوسائل المتاحة من خلال الرسائل النصية (sms) والبريد الإلكتروني والإنترنت، مشيرا إلى أن «السعودية» قد قامت بفتح خط إنترنت بديل حتى يتمكن العملاء من إنهاء إجراءات السفر كالمعتاد، مشددا على ضرورة وجود المسافرين في المطار قبل موعد السفر بوقت كاف تلافيا لهذه الظروف الطارئة.

وفي السياق نفسه، أعلنت جامعة الملك عبد العزيز، أنها آوت نحو 1700 طالبة وموظفة علقن في أمطار الأربعاء، وذلك باستضافتهن في السكن الجامعي للطالبات، وبينت أن 8 طائرات عمودية ساهمت في نقل نحو ألف حالة إلى مستشفى الجامعة، وذلك عقب الأمطار التي كشفت محطات الرصد الجوي في الجامعة والتابعة لكلية الأرصاد والبيئة وزراعة المناطق الجافة أنها قد بلغت 111 ملم.

وقالت إن الفرق المختلفة في الجامعة باشرت تطبيق خطة الطوارئ التي أقرتها الإدارة العليا في الجامعة سابقا، حيث استنفر المستشفى الجامعي جميع موظفيه من أطباء وهيئة تمريض وإداريين وفنيين، وبدأ في استقبال جميع الحالات التي أحيلت إليه من المستشفيات الأخرى ومن الحالات التي تم إخلاؤها بالطيران العمودي.

وأشارت إلى أن المستشفى الجامعي استقبلت ما يزيد على 1000 حالة، وهبطت في مهبط المستشفى الجامعي 8 طائرات عمودية، تابعة للدفاع المدني، نقلت ما يزيد على 200 حالة ما بين حالات مرضية وحالات تحتاج إلى مأوى فقط، تم إيواؤهم جميعا في المستشفى الجامعي وتقديم العلاج اللازم لهم والخدمات الطبية اللازمة وتم توفير المأوى لهم وتوفير ما يقارب الـ6 آلاف وجبة.

وقد تم التنسيق مع عمادة شؤون الطلاب لتوفير باصات لنقلهم إلى منازلهم قدر المستطاع، حيث سهر جميع أفراد الطاقم الطبي والفني والإداري على راحتهم حتى الساعة التاسعة من صباح يوم أمس (الخميس). وأكد الدكتور خليل الثقفي، المدير الإداري للمستشفى الجامعي، أن المستشفى وكامل إمكاناته قد وضع في حالة تأهب منذ بداية هطول الأمطار ليكون مركزا للإيواء.

وعلى صعيد شطر الطالبات، أشارت إلى أن عمادة شؤون الطلاب وإدارة الأمن والسلامة بادرت بنقل الطالبات والموظفات بواسطة باصات إلى سكن الطالبات بالجامعة. حيث استقبل السكن ما يقارب الـ1700 طالبة وموظفة، تم إيواؤهن وتوفير الوجبات الغذائية والمشروبات لهن، وتوفير طرق الاتصال للاتصال بذويهن للاطمئنان عليهن.

كما قامت عمادة شؤون الطلاب بتوفير باصات انطلقت بوجود مشرفات لتوصيل الطالبات إلى بيوتهن في الأحياء القريبة التي يمكن الوصول إليها. كما تم التنسيق مع المستشفى الجامعي وتم نقل عدد 3 طالبات ممن يعانين من أمراض مزمنة لأخذ العلاج اللازم في المستشفى الجامعي.

وأوضح الدكتور عبد القادر تنكل، المشرف العام على إدارة الأمن والسلامة، أن الخسائر التي لحقت ببعض المباني لم تتجاوز دخول بعض المياه إلى الأدوار الأرضية وسقوط بعض أجزاء السقف المستعار في أحد مباني شطر الطالبات ولم تنتج عنه أي إصابات.

أما بالنسبة لفروع الجامعة في حي الفيصلية وحي الرحاب والسلامة وكلية المعلمين، فلم تسجل أي أضرار جسيمة، أما فرع الجامعة في البغدادية فقد حاصرته المياه من جميع الجهات وتم قطع التيار الكهربائي عنه من قبل شركة الكهرباء وقام الدفاع المدني بإخلاء الموجودين فيه بالطيران العمودي.

من ناحيته، بين الدكتور خالد محمد حسين، عميد تقنية المعلومات، أنه تم إيقاف موقع الجامعة الإلكتروني مؤقتا حفاظا على الخوادم الرسمية للجامعة كإجراء احترازي، مشيرا إلى عدم تأثر البيانات الخاصة بالطلاب والطالبات ونتائج الاختبارات التي سبق عملها بسبب قيام عمادة تقنية المعلومات بعمل نسخة محفوظة من جميع البيانات أولا بأول يوميا.

وفي سياق آخر، وجه الأمير الدكتور منصور بن متعب بن عبد العزيز، وزير الشؤون البلدية والقروية، أمانات منطقة الرياض والعاصمة المقدسة ومنطقة المدينة المنورة والمنطقة الشرقية ومنطقة القصيم ومنطقة جازان ومحافظة الطائف، بسرعة مساندة أمانة محافظة جدة بتوفير كل الإمكانات والتعزيزات من المعدات والعمالة وبشكل عاجل للحد من الأضرار التي واكبت الأمطار التي هطلت على محافظة جدة وحشد كافة الطاقات لذلك. وشدد على إيلاء هذا الأمر الأهمية القصوى لتخفيف المعاناة عن سكان المناطق المتضررة في محافظة جدة.