القصاصة التي يتمنى السعوديون عدم تداولها مرة أخرى

أشارت إلى البدء في تنفيذ مشاريع تصريف منذ 1980

القصاصة التي يتداولها أهالي جدة حاملة الوعد منذ ربع قرن
TT

يشبه محمد سعيد الفروي، أحد موظفي القطاع الحكومي في جدة، ما واجهه من عقبات إبان هطول الأمطار الغزيرة على جدة، أول من أمس، بأحداث الأفلام الأميركية المثيرة.. «فالبداية متوترة، وسير الأحداث مضطرب، والنهاية حتما غير معروفة».

الفروي لم يتمكن من السيطرة على مشاعره.. أخذ يصرخ أمام أحد الدكاكين الواقعة في شارع فلسطين من ناحية الشرق، ملوحا بهاتفه إلى المحتجزين والمتفرجين على السيول التي تجري، يعرض صورة لقصاصة قديمة، تعود إلى عام 1980.

وخلال يومين ماضيين، تداول السعوديون القصاصة التي تبدي صحيفة سعودية قديمة، نشرت عن تصريف مياه جدة عام 1980. وترك أهالي السعودية تعليقات تستفسر بانتقاد ساخر استشراء المشكلة منذ ما يناهز ثلاثين عاما.

وبعيدا عن مدى صحة القصاصة، فالواقع الكائن بما تشهده المدينة التي تستقبل نحو 70 في المائة من بضائع السعودية القادمة البحرية يبدو أكثر وضوحا. وتوضح الصور التي يلتقطها السكان ومصورو الصحف والوسائل الإعلامية الأخرى صورة ملونة، واضحة، مدعومة أحيانا بالصوت والحركة، لحال الشوارع والميادين والطرقات التي دهمها المطر.

يشار إلى أن المجلس البلدي أدلى لـ«الشرق الأوسط» مطلع الأسبوع الحالي، بتصريح يؤكد أن 75 في المائة من مناطق مدينة جدة، غير مدعومة بشبكة تصريف مياه كاملة. إذ عزا عضو المجلس الدكتور حسين البار، وهو رئيس اللجنة البيئية فيه، تجمع المياه بعد الأمطار في أماكن مختلفة بجدة إلى «عدم استكمال شبكة تصريف مياه الأمطار». وأشار إلى أن «التجمعات المائية التي تعقب الأمطار في جدة أمر معروف وقديم، وليس جديدا إطلاقا، وما نحتاجه هو تشخيص المسألة ووضع الحلول». ويقول الدكتور البار «في ظل عدم وجود شبكة مياه أمطار، أتوقع وجود تجمعات لمياه الأمطار في كل أنحاء المحافظة».

وريثما تكتمل كل المشاريع المتعلقة بتصريف مياه الأمطار، يتوقع مراقبون استمرار تداول القصاصة، وكثير من القصاصات التي يدلي فيها مسؤولون بتصريحات أشبه ما تكون بـ«النارية» والتي لطالما تنتظر مطرا آخر ليخمدها.