بعد إغلاق دام 12 ساعة.. إعادة فتح الطريق بين جدة ومكة

تعد المرة الأولى التي يغلق فيها الطريق بين المدينتين

عائلة تحاول عبور الشارع وسط المياه (تصوير: عبد الله بازهير)
TT

بعد إغلاق دام 12 ساعة، أعادت الجهات الأمنية فتح الطريق بين مدينتي جدة ومكة، الذي أغلق منذ يوم أمس ظهرا وحتى بعد منتصف الليل بهدف تخفيف الضغط على طريق الحرمين، الذي يعتبر العصب الرئيسي لمدينة جدة لجهة الشرق منها، وسط إمدادات ودعم من مرور مكة، الذي كان مخولا وحده فك الإغلاق بين المدينتين المتلاصقتين.

وأكدت الإدارة العامة للمرور في العاصمة المقدسة على لسان الرائد فوزي الأنصاري، المتحدث الرسمي بها، الذي قال في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، أن الإغلاق بدأ من ظهر قبل أمس مباشرة إلى بعد منتصف الليل من نفس التوقيت، وأنه جرى التنسيق لإغلاق طريق مكة - جدة للحيلولة دون الاصطدام بالكوارث التي تواجهها مدينة جدة في يومها الماطر والمليء بالسيول، استنادا على الخبرات التي تراكمت جراء مأساة الأربعاء الـ25 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وكيف أن فتح الخط في حينه زاد من الكارثة وتسبب في خسائر جسيمة في الأرواح والممتلكات.

وبحسب الأنصاري، فإن الإدارة العامة للمرور قد دعمت أسطول المرور في جدة بأربعة ضباط وعشرين فردا بمركباتهم، وأقدم رتبة في الضباط الموجودين في جدة هي من رتبة عقيد، للمساهمة في تسيير الحركة المرورية في جدة، وتذليل العقبات التي تواجه عملية السير والتحرك، لافتا إلى أنه يجري التنسيق على أعلى المستويات مع نداءات المواطنين العالقين بمركباتهم لانتشالها وعودتهم إلى بيوتهم سالمين.

وقال أحمد الكبكبي، الذي علق في مكة - جدة السريع لأكثر من 6 ساعات، قبيل أن تتم الأوامر بعودته إلى مكة، إنه أمضى ساعات طويلة على الطريق السريع، ولم يكن يتوقع كارثة الموقف، حيث كانت الاتصالات شبه معلقة ومتوقفة، وكان يستمع الأخبار عن طريق موجات الراديو، متذكرا حين هطلت أمطار غزيرة وقوية وسالت السيول على محافظة جدة استمرت ساعات طويلة مخلفة أكبر كارثة عرفتها جدة من الوفيات والخسائر المادية والبشرية، ومسببة كذلك فوبيا قوية وهلعا غير مسبوق وهرع أولياء أمور الطلاب لأخذ أبنائهم من المدارس بعد أن وصلتهم رسائل تطالبهم بالحضور فورا مما تسبب في شل حركة المرور. وزاد «استنفرت كل الجهات الحكومية والأمنية في أحداث (كارثة جدة) المأساوية في الـ25 من نوفمبر وتسببت في مقتل نحو 122 شخصا وفقدان 32».

ويروي فواز الدهاس، معلم يتحرك من مكة لجدة كل يوم، أنه كان يصحح إحدى مواد اختبار الثانوية العامة في إحدى مدارس العاصمة المقدسة، ولأن العدد كبير فقد اضطر إلى الإبقاء في المدرسة لبعد الظهر كي ينهي عملية التصحيح، وفي طريق عودته إلى حي قويزة الذي كان يسكنه تفاجأ قبيل وصوله إلى مدينة جدة بإغلاق تام للطريق، وأن على أهل مكة وقاطنيها سرعة العودة لمنازلهم في مكة، أما قاصدو مدينة جدة فحري بهم إن كانوا مضطرين البقاء والانتظار ساعات لحين أن يفتح الخط من جديد، مبينا أن ساعات الانتظار بقيت إلى الساعة الثانية بعد الظهر، في وقوف وصفه بأنه أطول مدة انتظار يقضيها الإنسان على الطرق السريعة.

وقال سلطان الحامدي، فوجئنا بعد افتتاح الخط بإغلاق آخر حيث أغلقت الجهات المختصة طريق الحرمين المتجه إلى مطار الملك عبد العزيز بجدة، وسط مخاوف أهالي الأحياء المتاخمة مثل قويزة والجامعة والمتنزهات، وخشية تكرار مأساة الأربعاء، الذي راح ضحيتها أكثر من 110 بين مواطنين ومقيمين من جراء السيول التي اجتاحت المنطقة.