جدة: قانونيون يجمعون توكيلات سكان «أم الخير» ويتجهون لمقاضاة الأمانة

لبنائها المساكن في مجاري السيول وانهيار السد الاحترازي للمرة الثانية

سكان يقفون على سد أم الخير بعد أن أصبح أثرا بعد عين (تصوير: غازي مهدي)
TT

في الوقت الذي تسارع فيه أمانه جدة في إصلاح الأضرار التي خلفها السيول في مخطط أم الخير السكنى، وهي المنطقة التي شغلت الرأي العام السعودي خلال اليومين الماضيين، يستعد عدد من المحامين لرفع قضايا في المحكمة الإدارية (ديوان المظالم سابقا) ضد أمانه جدة، لبنائها مساكن في منطقة مجاري للسيول. باعتباره مخالفا لنظام وزارة الشؤون البلدية، بناء على قرار مجلس الوزراء القاضي بعدم بناء مساكن في مجاري الأودية، وضعف البنية التحتية، والفشل في التخطيط في بناء السد الاحترازي المجاور للمخطط، والذي أنهار منذ الساعات الأولى من هطول أمطار يوم الأربعاء الماضي، وهو ما حولها إلى أخطر المناطق وأكثرها تضررا في جدة.

وأوضح وائل جوهرجي المحامي والمستشار القانوني وأحد المحاميين المتطوعين لـ«الشرق الأوسط» عن القيام برفع دعوى قضائية ضد أمانه جدة، تطوعيا بعد الحصول على توكيلات من قبل المواطنين البالغ عددهم 200 أسرة، يسكنون 80 منزلا، في أكبر مجمع سكني خاص في المدينة، لتبني دعوة قضائية في المحكمة الإدارية، واظهار المسؤولية المباشرة عن انهيار السد الذي أصبح هدفه عكسيا، بدلا من صد مياه وسيول الأمطار المنقولة لحماية الأهالي، تسبب في اغراق الحي بمجرد هطول الأمطار المتتابعة طوال الشهر الحالي.

وأضاف «سوف أقوم حاليا بدراسة القضية من الجانب القانوني والهندسي، وإمكانية ضم الجهات المشرفة هندسيا على السد وعلى المخطط في الدعوة، لمقاضاتهم وتعويض الأهالي عن الخسائر المالية والنفسية التي تعرضوا لها.

ويرجع تسميه أم الخير، بناء على تشييد مساكن اقتصادية في مجرى سيل في شرق المدينة، وبيعت تلك الفلل والمساكن بأسعار مشجعة قبل 12 سنة، لمواطنين من أصحاب الدخل المحدود، ومن منتسبي الجمعيات الخيرية، وتم تشييد سد أحترازي، حول المساكن لحماية السكان من السيول، وفي العام الماضي أنهار السد في كارثة الأربعاء الأسود والذي أطلق عليه سكان جدة، بعد أن تسببت الأمطار في غرق 123 شخصا، وعمل ترميم للسد وطمأن مسؤولي الامانه الأهلي بمتانة السد، إلا أن السد ما لبث أن أنهار من جديد، يوم الأربعاء الماضي، وخلف خسائر مادية طالت جميع سكان أم الخير. وتم إخلاء المنطقة ونقل الأهالي إلى الشقق والفنادق لحين الانتهاء من شفط المياه.

ويرجع سبب انهيار سد أم الخير ـ حسب تأكيدات الدفاع المدني ـ إلى انسداد العبّارات والمجري المائي، فسبب ضغطا على السد ممّا أدّى إلى انهيار جزء كبير منه، وأعلن الدفاع المدني عن إنقاذ أكثر من 70 شخصا، عن طريق الفرق المائية والطيران العمودي.

وأوضح الرائد عبد الله العمري الناطق الإعلامي بإدارة الدفاع المدني في وكالة الأنباء السعودية عن أن عدد الأشخاص الذين تم إيواؤهم في شقق مفروشة ما يقارب 200 شخص تم إجلاؤهم من مجمع أم الخير السكني بحي النسيم بجدة.

وللمرة الثالثة، تبدأ الفرق الميدانية التابعة للأمانة، بالعمل على إزالة الآثار السلبية، لتجمعات مياه الأمطار والسيول، في كافة أحياء مدينة جدة، وأوضح المهندس هشام عابدين رئيس لجنة أعمال الأمطار بالأمانة أن إدارته بدأت في إصلاح الأضرار التي خلفتها السيول، في أم الخير من جراء انهيار جزء كبير من السد، حيث تم البدء في رفع السيارات والدمارات التي جرفها السيل، ويجري كذلك التعامل مع تجمعات المياه داخل الأنفاق.

وأضاف «يجري ضخ المياه المتجمعة والراكدة بنفق الملك عبد الله عن طريق المضخات وتصريفها، وفي نفق تقاطع شارع حراء مع الأمير ماجد يجري شفط تجمعات مياه الأمطار والسيول عن طريق 12 مضخة، كما يجري سحب المياه المتجمعة من نفق طريق الملك فهد مع طريق الملك عبد الله، أما نفق تقاطع شارع الروضة مع الأمير ماجد فتم إعادة فتحه أمام الحركة المرورية». وأشار عابدين إلى أن كميات الأمطار والسيول كانت أكثر من طاقة المضخات في الأنفاق، وكذلك أكثر من سعة شبكات التصريف، حيث بلغت كميات الأمطار 112 ملم في حين أن شبكات التصريف وفقا لتصميمها، لا تستوعب هذه الكميات الكبيرة. وأفاد رئيس لجنة أعمال الأمطار بالأمانة، أن مواقع تجمعات مياه الأمطار والسيول التي تم رصدها تبلغ أكثر من 100 موقعا، صنفت بالخطرة، ويجري العمل عليها حسب الخطة والإمكانيات المتوفرة، لذلك.يجري التعامل معها بواسطة 200 وايتا منها 80 ناقلة تابعة للأمانة، ومقاوليها و120 من ناقلات الأهالي، فضلا على 30 مضخة و40 معدة أخرى ما بين شيولات وقلابات ومكانس. وقال عابدين «يوجد ما يزيد على 50 فرق ميدانية، وأكثر من 500 عامل ومراقب ميداني، تابعين للأمانة موزعين على كافة أحياء مدينة جدة لمتابعة الأوضاع والتدخل السريع، في الحالات الطارئة بالتعاون مع المرور والدفاع المدني».

وأشار إلى أن أهم مواقع تجمعات مياه الأمطار والسيول، والتي يجري التعامل معها وسيتم الانتهاء منها حسب الخطة والإمكانيات المتوفرة لذلك تتمثل في طريق المدينة غرب مجمع العرب، مسجد الغزاوي، مدارس دار المعرفة، حي الزهراء/2 خلف سيتي سنتر، طريق المدينة من فلسطين إلى طريق الملك عبد الله، طريق الملك فهد (الستين)، الأندلس، شرق فندق قصر المدينة، شارع فلسطين، طريق المدينة أمام مبنى الإمارة، شارع حائل، شارع باناجه أمام محطة النقل الجماعي، ميدان الملك عبد العزيز، قاعة الملكة، طريق مكة، غليل شارع المحجر، الكرنتينه، الأجواد/3 حول مكاتب الادارة العامة للنظافة وشركة مكاتب النظافة والمعسكر، شارع الملك فيصل، مركز الأحياء مشروع الأمير فوزا الشمالي، سوق الحراج، غرب محطة نفط (شرق الخط السريع).

وتشمل المواقع أيضا حي السامر4 خلف يبتزاهت والشارع الشرقي الموازي له...، وحي التوفيق أمام مسجد السعداء، والقدس، والشربتلي، الأجواد 3 بجوار مجمع دله السكني، شارع النسيم، وخلف صيدلية النهدي بحي النسيم1، شارع الأمير متعب بجوار الأحوال المدنية، حي الصفا1.2.3، حي الربوة الشعبي، شارع صفية بنت عبد المطلب بحي المحمدية1، شارع 41.43 بحي المحمدية 2 ومسجد أبوبكر الصديق، وميدان القناديل، شارع الأمير سلطان شمال ميدان الكرة الأرضية، شمال نفق السلام، شارع الستين بجوار مخابر بدر، شارع السلام ميدان الكركة الأرضية، طريق الملك ميدان المزهرية. وأفاد أنه منذ تلقي بلاغ الرئاسة العامة للأرصاد بهطول أمطار على جدة، جرى تطبيق خطة الطوارئ للأمطار، التي تتضمن تحديد المواقع الحرجة في المدينة، أماكن تجمع المياه سواء كانت في الشوارع الرئيسة أو الفرعية أو أمام الجهات الحكومية والمدارس والمساجد، نشر فرق ميدانية للبلديات الفرعية بها والعمل على معالجة سلبياتها في أسرع وقت ممكن، وتوزيع دوريات السلامة وفرق الإنقاذ على الشوارع والميادين المسجلة لدي غرفة العمليات مسبقا والتي تتجمع فيها مياه الأمطار للتدخل وتقديم المساعدة.