عام وشهرين تفصل كارثة جدة الأولى وكارثتها الثانية، بينهما حزمة من الوعود بتنفيذ مشاريع ضخمة تمنع تكرار الكارثة الأولى، إلا أن منها لم يرى النور. فمنذ حدوث الكارثة الأولى في 25 من نوفمبر من العام 2009 وعدت الأمانة بعدد من الحلول العاجلة لمواجهة الكارثة، لم يرى أي منها النور، سوى فتح بعض المجاري والقنوات وأزالة بعض العقوم الكبيرة التي كانت تعترض مسار الوادي، وإزالة وبقايا المباني المهجورة والأحواش غير المأهولة إضافة إلى تحديد جميع المواقع الواقعة ضمن مجرى السيل وفقا لدراسة التي أعدتها هيئة المساحة الجيولوجية. وبحسب تأكيدات مسؤولي الأمانة أن تلك المشاريع تهدف بالأساس لإيجاد الحلول الناجعة تفاديا لتكرار ما حدث العام الماضي، وان لدى الأمانة بعض الخطط لدرء أخطار الأمطار والسيول منها خطط عاجلة، بينما توجد خطط بحاجة إلى اعتمادات مالية وتتطلب وقتا. المهندس علي القحطاني وكيل الأمين للخدمات، قال أنه في حال تكرار ما حدث العام الماضي فإن النتائج لن تكون بنفس السوء، مشيرا إلى أن الأمانة قامت بالدور المطلوب منها، إلا أنها تطمح للأفضل، على حد قوله، الا أن ذلك لم يتم فتكرر الضرر.
وعاد قبل نحو 10 أيام الدكتور هاني ابو راس أمين جدة، ليعد بمشاريع اخرى، وفي وقت قريب أن جدة شغله الشاغل له منذ تكليفه وتشريفه بأن يكون أمينا لها، وأنه قطع شوطا كبيرا في هذا الأمر. واشار حينها إلى أن أمانة جدة في ظل متابعة وتعمل على كل ما يحقق المصلحة العامة لكل ساكن ومقيم في المدينة، وبين أمين جدة أن الأمانة لديها مشاريع أخرى لتصريف الأمطار والمياه الجوفية منها مشروع في حي الأجاويد، الذي تمت ترسيته وسيجري البدء في التنفيذ قريبا، فضلا على أنه جرى طرح مجموعة من المناطق الحرجة وسيجري فتح مظاريف مشروعها في الشهر المقبل تشمل عددا من أحياء الأجواد والسامر، قويزة، العليا، المساعد، عبيد، السليمانية الشرقية، الأجواد الشعبي، التوفيق، منطقة شمال حي النسيم، واستكمال حي الأجواد، استكمال حي قويزة، وملحق حي التوفيق ـ وهي المشاريع التي طالها الضرر أول من أمس. مضيفا أن هناك مشروع لتخفيض منسوب المياه السطحية في الجهة الشرقية من نفق الملك عبد الله سيتم طرحه خلال أيام، وأعلن الدكتور هاني أبو راس أنه سيتم طرح مشروع لتصريف المياه السطحية في نفق الأمير ماجد مع حراء، مشيرا إلى أن نفق طارق بن زياد، وأنفاق أخرى سيتم الانتهاء منها خلال العام الحالي بهدف تصريف المياه السطحية والأمطار بمجرد هطولها بدلا من دخولها إلى الأنفاق وتصريفها عبر المضخات الموجودة في الأنفاق. واستعرض يومها مدير عام المشاريع بشرق جدة الدكتور خيري عابدين عرضا حول المشاريع التي جرى اعتمادها، وقال إن عقود الدراسات والمشاريع العاجلة لتطوير شرق جدة وقعت بقيمة 652مليون ريال، ومن هذه المشاريع إصلاح أضرار قنوات تصريف مياه الأمطار الناتجة عن السيول والأمطار.
وفيما يتعلق بإصلاح أضرار قنوات تصريف مياه الأمطار الناتجة عن السيول والأمطار، قال عابدين يجري استكمال أعمال الرفع المساحي لتحديد الأماكن التي سيتم العمل بها، وقد تم تكسير نحو 90 في المائة من المناطق المحددة بالقناة الشمالية، كما يجري تكسير الخراسانات ونقل المخلفات وأعمال الردم والدمك واستكمال الرفع المساحي للقناة الجنوبية، وتجري أعمال الرفع المساحي، وتكسير الخرسانات في القناة الشرقية. وتبلغ قيمة مشروع الحلول العقارية (السجل العقاري: المطور، المنفذ، الممول، التوثيق، التسوق) 140 مليون ريال، وأضاف انه تم الانتهاء من الدراسات والتصاميم الأولية للمشاريع العاجلة (السدود والقنوات)، ونفذته هيئة المساحة الجيولوجية وجامعة الملك عبد العزيز بقيمة 120 ألف ريال لوادي مثوب وغليل، و500 الف ريال لوادي قوس، السدود، أحواض البحيرات، مسارات وأطوال القنوات المفتوحة الخرسانية والترابية والصندوقية، وتم الانتهاء من الدراسة واعتمدت مواقع السدود (5سدود) والقنوات، وجرى مراجعة التصاميم الجيوتقنية الخاصة بالسدود الخمسة، وتحديد حرم بحيرات السدود.
أما فيما يتعلق بتنفيذ الحلول العاجلة لوادي قوس وادي غليل، ومثوب لمشروع تطوير شرق جدة، فتبلغ قيمته 438مليون ريال، ومدة تنفيذه من 180إلى 540يوما، ويشمل تنفيذ الأعمال الخاصة بإنشاء السدود وإصلاح القنوات، ويتضمن مشروع الإشراف على التنفيذ لمشاريع شرق جدة، الإشراف على الأعمال التي تنفذها شركة هوتاهيجرفيلدز، الإشراف على تنفيذ ومراجعة الأعمال الأولية الخاصة بإنشاء وتصاميم السدود الخمسة وإصلاح القنوات. وفي السياق ذاته، نفذ مشروع سد ام الخير لمنع توجه السيول نحو المخطط الواقع هناك وحي المطار القديمن الا انه انهار يوم المطر الذي شهدته جدة امس الاول، واضاف كميات كبيرة من المياه تسببت في اضرار بالغة بالاحياء الواقعة في طريق مجراه.