الرياض: ترقب إبرام مذكرتي تفاهم في التعليم والتدريب مع فنلندا

وزيرة التعليم الفنلندية لـ «الشرق الأوسط»: «نهدف لبناء أسس لشراكات جديدة مع الجانب السعودي»

TT

كشفت مسؤولة تعليمية في الحكومة الفنلندية لـ»الشرق الأوسط»، عن توجه بلادها لتوقيع مذكرات تفاهم والتأسيس لشراكات تعليمية جديدة مع قطاع التعليم في السعودية، مشيرة إلى قرب التوقيع على مذكرتي تفاهم الأولى مع وزارة التعليم العالي، والأخرى مع المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني.

وأكدت هينا فيركونين وزيرة التعليم الفنلندية التي وصلت العاصمة السعودية الرياض البارحة، على رأس وفد تعليمي يضم ممثلين لحقول التعليم في فنلندا، أن القطاع التعليمي في فنلندا مهتم للغاية بتوسيع نطاق تعاونه مع السعودية، مبينة أن الوفد الذي يزور السعودية، سيقوم بعدة زيارات، ستشمل وزارات ومؤسسات ومنظومات تعليمية سعودية، بهدف بناء أسس جديدة من الشراكات في جميع مستويات التعليم من مراحله الابتدائية حتى التعليم العالي ومجالات البحث العلمي.

وأسهبت الوزيرة الفنلندية في شرح أسباب الزيارة التي سيؤسس عبرها الدخول في شراكات تعليميةٍ جديدة، مع الجهات التعليمية في السعودية، وقالت أن الغرض الرئيسي من زيارتها يتمحور حول توسيع وتعميق التعاون بين بلادها والرياض في مجال التعليم، معتبرةً العلاقة بين البلدين جيدة، لكن هناك آمال من الجانبين ببذل مزيداً من الجهد.

وقالت الوزيرة هينا فيركونين في تصريحاتٍ خاصةٍ بـ»الشرق الأوسط»: «نعتزم إبرام شراكات جديدة في مجال التعليم، والمناقشات التي سنجريها مع الجانب السعودي، ستغطي مجموعة واسعة من المواضيع الهامة، من بينها تدريب المعلمين وآليات التعاون بين الجامعات ومؤسسات التدريب المهني».

وأضافت وزيرة التعليم أن وفد بلادها الذي يتكون من ممثلين لوزارة التعليم والثقافة والجامعات الفنلندية مثل جامعة هلسنكي، وجامعة آلتو وجامعة العلوم التطبيقية، وممثلين أيضاً لمشروع «مدير المستقبل» الذي يعد كتلة وطنية من 50 شركة فنلندية عاملة في مجال التعليم، ينظر بأهمية بالغة لجميع مجالات التعليم، حيث أن الزيارة ستتضمن مناقشة كل ما يتعلق في التعليم، لا سيما وأن الدكتور خالد العنقري وزير التعليم العالي السعودي سيقوم خلال شهر فبراير «شباط» المقبل بزيارة فنلندا.

وعن التعاون الذي بدأته جامعة العلوم التطبيقية الفنلندية العام الماضي مع المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني في مجال التعليم التنفيذي، قالت الوزيرة أن هذا التعاون حقق نتائج مشجعة، وأسهم في فتح الباب لمزيد من المفاوضات من أجل مزيد من التعاون، ملفتة النظر إلى أن الهدف ليس مواصلة التعاون فقط، بل توسيع التعاون في مجال التعليم المهني.

وفي معرض ردها على استفسارات «الشرق الأوسط» حول المستوى العالي الذي حققه التعليم الفنلندي، قالت: «على الرغم من أن فنلندا تحتل فعليا مرتبة عالية في الدراسات الاستقصائية في التعليم الدولي، إلا أن هنالك دائما حاجة لجعل الأمور أفضل، وإنني مقتنعة بأن التعاون بين فنلندا والسعودية يملك الكثير من الإمكانات ونحن مستعدون جدا لتبادل خبراتنا مع السعودية، ويمكننا أن نتعلم من بعضنا البعض، وأنا واثقة من أن التعاون في مجال التعليم سيعود بالفائدة على كل واحد منا».

واعتبرت الوزيرة الفنلندية الاستثمار في البشر، أفضل الطرق وأكثرها كفاءةً لتنمية الاقتصاد الوطني لأي بلد، وأن نتائج ذلك تنعكس إيجابيا على كل مناحي الحياة في أي دولة، مشيرة إلى أن تركيز السعودية خلال السنوات الماضية على الاستثمار في التعليم وتطويره يعد أمراً إيجابياً.

وفيما يتعلق بأهمية التعاون في مجالات التكنولوجيا والابتكار والمعرفة، أكدت أن هذه المواضيع هامة لكل بلد، وأنها باتت العناصر الأساسية والأدوات اللازمة للتنافسية العالمية وتنمية المجتمعات، مضيفة أنه من دون هذه المواضيع الـ3، سيكون من المستحيل تقريبا خلق مجتمع مزدهر حيث تتمركز التنمية الاقتصادية على أرض صلبة ومنتجة.