جدة: ارتفاع حجم المياه المتجمعة خلف سد السامر بمعدل 300 ألف لتر

مصادر لـ «الشرق الأوسط» : تشبّع الأرض بالمياه الجوفية يعيق العمل الميداني

تسرب المياه من سد حي التوفيق شرق جدة ( تصوير: غازي مهدي)
TT

كشفت أمانة محافظة جدة يوم أمس عن ارتفاع حجم المياه المتجمعة خلف سد السامر بعد الأمطار التي شهدتها محافظة جدة الأربعاء الماضي، وذلك بمعدل 300 ألف لتر لتبلغ نحو 1.8 مليون لتر بعد أن كانت لا تتجاوز 1.5 مليون لتر.

وأوضحت بحسب المركز الإعلامي التابع لها أن مضخات حي السامر تعمل بكامل طاقتها، لتقوم بتفريغ نحو 140ألف متر مكعب يومياً عن طريق سبع مضخات، إلى جانب العمل على تركيب مضخة ثامنة، ومكان لأخرى تاسعة بهدف رفع طاقة التفريغ إلى 190 ألف متر يوميا.

وبيّن المركز الإعلامي في أمانة جدة أنه يجري العمل حاليا على شق طريق لمرور المركبات والمعدات إلى سد السامر من أجل تركيب مضخة أعلى النفق لسحب تجمعات المياه من غرب النفق إلى شرقه، وتفريغها إلى مجرى السيل الجنوبي للتقليل من أضرار المياه الجوفية في الحي.

وأشار إلى أنه بعد الانتهاء من تفريغ مياه السيول المتجمعة عند سد السامر، سيتم العمل على تفريغ المياه المتجمعة خلف السد الاحترازي والتي قدرها المختصون في الأمانة وشركة جدة للتنمية والتطوير العمراني بحوالي 8.84 مليون متر مكعب، وبارتفاع يصل إلى 9.2 أمتار.

وفي سياق ذي صلة، أعلن اللواء محمد القرني مدير المركز الإعلامي لمواجهة الحالة الطارئة في جدة التابع للدفاع المدني عن تسليم نحو 3 جثث من المتوفين لذويهم، في حين لا زالت هناك 8 جثث أخرى من ضحايا أمطار يوم الأربعاء الماضي.

وأشار إلى أن عدد الأسر المتضررة الذين تم إيوائهم وصل إلى حوالي 4350 أسرة، في حين يبلغ إجمالي عدد أفرادها ما يقارب 16,3 ألف شخص، بينما لا زال هناك 3 مفقودين لم يتم العثور عليهم حتى الآن.

خمسة أيام مضت على السيول التي اجتاحت مدينة جدة جرّاء أمطار يوم الأربعاء الماضي ولا زالت الأوضاع على حالها في معظم الأحياء المتضررة بشرق الخط السريع، وهو ما أرجعت مصادر مسؤولة في أمانة محافظة جدة سببه إلى ارتفاع منسوب المياه الجوفية داخل الأرض.

المصادر المسؤولة التابعة لأمانة محافظة جدة التي فضّلت عدم ذكر اسمها، أكدت لـ” الشرق الأوسط” على أن الصور الفضائية التي تم التقاطها لمدينة جدة كشفت عن أن المدينة بأكملها كانت مغطاة بالمياه، إلى جانب تشبع الأرض بالمياه الجوفية.

في حين أعلنت مصادر مطلعة في أمانة محافظة جدة خلال حديثها لـ “الشرق الأوسط” عن قيام الأمانة بحصر كامل للمواقع التي تشهد أرضيتها ارتفاعا في منسوب المياه الجوفية بها، غير أنها لم تفصح عن عدد تلك المواقع.

وقالت في اتصال هاتفي ( إن تشبع الأرض بالمياه الجوفية من شأنه أن يعيق عمل الفرق الميدانية على رفع أضرار الأمطار، إلا أن الحل الجذري لتلك الإشكالية يتمثل في إنشاء شبكة لتصريف مياه الأمطار)، مؤكدة أنه تم الشروع في مشاريع لبعض هذه المناطق وأخرى لم تتم ترسيتها بعد.

وبالعودة إلى المركز الإعلامي بأمانة جدة، فقد أشار إلى أن المياه المتواجدة غرب سد السامر هي عبارة عن خروج للمياه الجوفية، مؤكدا أنه لا يوجد بجسم سد السامر حتى تاريخه أي شقوق، فضلا عن وجود نبع يخرج المياه الجوفية، إلا أنه جاري شق طريق غرب سد السامر ملاصقا للسد بهدف وضع المضخات عليه وبدء ضخ المياه من غربه إلى شرقه ومنها لقناة السيل الشمالية، ولا سيما أن منظومة التفريغ متصلة من شرق العقم بتلك القناة، من أجل تقليل أضرار المياه الجوفية على حي السامر.

يأتي ذلك في وقت تفقد فيه يوم أمس الدكتور هاني أبو راس أمين محافظة جدة أعمال تنظيف حي النخيل، وإصلاح الأضرار التي خلفتها السيول في حي أم الخير جراء انهيار جزء كبير من السد، مطالبا بتكثيف الجهود والانتهاء من الأعمال في أسرع وقت ممكن وإعادة الوضع في الحي إلى ما كان عليه. وأعلن المركز الإعلامي في أمانة محافظة جدة عن الانتهاء من شفط المياه وإعادة فتح أنفاق السلام، والأمير ماجد مع حراء، وتقاطع طريق الملك فهد مع الملك عبد الله، ونفق الملك عبد الله أمام الحركة المرورية، إلى جانب إعادة الحركة المرورية لنفق تقاطع شارع الروضة مع الأمير ماجد منذ صباح الخميس الماضي، مشيرا إلى أنه من المتوقع الانتهاء من نفق الجامعة وإعادة فتحه بانتهاء يوم أمس وذلك بالتنسيق مع جامعة الملك عبد العزيز.

وأكد المركز انتهاء سحب تجمعات مياه السيول من الشوارع الرئيسة بالمدينة، فيما يجري حاليا العمل على تنظيف الأحياء التي تعرضت للسيول على رأسها حي النسيم، عدا عن استمرار سحب تجمعات مياه السيول من شوارع حي البغدادية الغربية، إضافة إلى الانتهاء من جزء كبير من شوارع حائل، وحمزة شحاتة، وعون.

وأشار المركز الإعلامي إلى أن الأمانة ركزت أعمالها خلال الأيام الماضية على فك الحركة المرورية أولا، والانتقال للعمل داخل الأحياء، وذلك من خلال ما يزيد عن80 فرقة ميدانية، و2800 فرد لإصلاح الأضرار الناتجة من الأمطار والسيول الأخيرة والذين تم توزعيهم على كافة أحياء جدة لمتابعة الأوضاع والتدخل السريع في الحالات الطارئة بالتعاون مع المرور، والدفاع المدني. وبالنسبة لأعمال الرش، أكد المركز الإعلامي للأمانة أن كلا من فرق المكافحة الحشرية و مكافحة الضنك تواصل أعمالها في رش أماكن تجمعات مياه السيول بمعدل مرتين يوميا خلال الفترة الصباحية والمسائية، وذلك بمشاركة أكثر من 330 فرقة منها 85 فرقة للمكافحة الحشرية، و225 فرقة للمكافحة المنزلية، والمتضمنة 220 فرقة رش داخل المنازل، و25 فرقة لتغطية البلاغات.

وأضاف: ( هناك نحو 4 سيارات رش لكل بلدية فرعية والبالغ إجمالي عددها (12) بلدية كفرق طوارئ تعمل في أي وقت حسب بلاغات الطوارئ، بينما يجري حصر المواقع والمستنقعات الكبرى، مع التركيز على المواقع التي يحتمل أن تتسبب في إصابات بمرض حمى الضنك، بمعاونة وزارتي الزراعة والصحة). وبيّن أن أعمال فرق المكافحة تنقسم ما بين رش بالضغط العالي، والرذاذ، والضباب، والعمالة الميدانية، وفرق المكافحة المنزلية، التي جرى توزيعها على مختلف المواقع المستهدفة.

العميد محمد القحطاني مدير إدارة مرور جدة، أوضح لـ “الشرق الأوسط” أنه بعد هدوء المياه وسحبها من الطرق ظهرت إشكاليات الهبوطات في بعض المواقع والمتسببة في تعثر الحركة المرورية، لافتا إلى أنه تمت معالجة بعض منها بشكل مؤقت أو دائم.

وقال لـ “الشرق الأوسط”: ( تم افتتاح نفق الملك عبد الله يوم أمس، عدا عن فتح جميع الأنفاق الأخرى، عدا عن رقع المركبات من كافة الطرق الرئيسية والفرعية، غير أن نفق الجامعة ما زال مغلقا حتى الآن نتيجة تجمع المياه فيه، وهو ما وعدت أمانة جدة بسرعة الانتهاء منه وتنظيفه من الطمي الموجود به).

وذكر أن مناطق العمل الميداني كانت بحاجة إلى إعادة سفلتة، حيث أن فرق عمل الأمانة متواجدة مع شعبة السلامة التابعة للمرور بهدف رصد مواقع الهبوط فورا وتحديدها ومعالجتها.

ولكنه استدرك قائلا: ( إن الحفريات الموجودة في بعض التحويلات من ضمنها تحويلة شارع الأمير محمد بن عبد العزيز مع شارع الأمير ماجد شهدت زيادة في حجمها على خلفية تجمعات المياه بها، وهو ما يجعلها بحاجة إلى إعادة سفلتة).

وأضاف: ( تعطلت نحو 150 إشارة مرورية أثناء الأمطار، إلا أنه تم إصلاح نحو 149 إشارة منها، فضلا عن إزاحة بعض الأعمدة والأشجار من الطرق، والبدء في سحب المركبات الموجودة على جوانب الشوارع لوضعها في حجز المرور ببريمان)، مؤكدا استمرار الأعمال في ظل وجود الفرق والونشات المساندة على كافة أجزاء محافظة جدة.

وأفاد مدير إدارة مرور جدة بأنه تمت إزاحة ما يقارب 11 ألف مركبة عن الطرق في مدينة جدة منذ بدء العمل على إزالة الأضرار وحتى يوم أمس، في حين لم تسجل أي حالات حوادث نتيجة الأمطار، حيث بلغت عدد الحوادث البعيدة عن مواقع الأمطار يوم الأربعاء الماضي نحو 79 حادثا منها حادثتين إصابة، مؤكدا أن هذا المعدل كان أقل من الطبيعي –بحسب قوله-.

من جهتها، واصلت وزارة الصحة تقديم خدماتها الصحية الإسعافية والعلاجية والوقائية ومساعدة المتضررين من الأمطار والسيول التي هطلت على محافظة جدة خلال الأسبوع المنصرم من خلال 30 فرقة ميدانية تجوب الأحياء المتضررة ومساكن إيواء المتضررين تشتمل على جميع التخصصات الطبية ومجهزة بكافة الاحتياجات الطبية وسيارات الإسعاف لزيارة الأسر المتضررة جراء هطول الأمطار وتقديم الخدمات الإسعافية والعلاجية لهم داخل الأحياء المتضررة بالإضافة إلى زيارة المساكن التي جهزت لاستقبال المتضررين.

وأوضح الدكتور خالد مرغلاني المتحدث الرسمي لوزارة الصحة أن الوزارة من خلال الشؤون الصحية بمحافظة جدة جهزت 10 فرق صحية نفسية لتقديم الدعم النفسي للمتضررين، لافتاً إلى أن الفرق قامت بزيارة المتضررين وتقديم الخدمات العلاجية وصرف الأدوية لهم بعد أن تم الإذن لها بالتحرك والدخول بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة وفقاً للخطة العامة لتدابير الدفاع المدني في حالات الكوارث.

وأبان بأن الفرق الطبية قامت بالتعامل مع” 72 “أسرة بمراكز الإيواء بحي الحمراء و 70 أسرة بمراكز الإيواء في أحياء النسيم والسليمانية و 82 أسرة بمراكز الإيواء بشارع الأمير متعب و 11 أسرة بمراكز الإيواء بشارع حراء و 18 أسرة بمراكز الإيواء بطريق الملك فهد.

وأشار إلى أنه تم تطبيق خطة الطوارئ في الشؤون الصحية وتفعيل غرفة الطوارئ والعمليات المشتركة وتزويدها بمندوب من إدارة الطوارئ بصحة جدة في ظل رفع أعلى درجات الاستعداد والتأهب في كل المستشفيات الحكومية والخاصة بمحافظة جدة لاستقبال جميع الحالات المرضية التي ترد إليها نتيجة الحدث.

وأضاف: (تعمل هذه المرافق على مدار الساعة، عدا عن استنفار جميع الكوادر الطبية والقوى العاملة المساندة للمشاركة في تقديم الرعاية الصحية داخل المرافق الصحية وفي مراكز الإيواء).

وأفاد بأن إجمالي عدد حالات الإصابة جراء السيول التي راجعت المستشفيات بلغ (115) حالة تم علاجهم وخرج منهم (91) حالة فيما بلغ عدد الوفيات (10) حالات منها سعوديّين وثمانية مقيمين.

وعن الوضع البيئي الصحي قال مرغلاني: ( أن صحة جدة قامت بتجهيز 15 فرقة طبية وقائية لزيارة المناطق والأحياء المتضررة واتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة بما في ذلك أخذ عينات المياه من المنازل والأماكن العامة للتأكد من سلامتها).

وبين أنه تم إخلاء عدد من المرضى في بعض مستشفيات القطاع الخاص المتضررة من الأمطار ونقلهم إلى مستشفيات وزارة الصحة، مؤكدا توفر جميع الإمكانات البشرية والمتطلبات الطبية من أدوية وأجهزة ومستلزمات ووحدات الدم المطلوبة للتعامل مع الحدث أو أي شي طارئ.

إلى ذلك، أعلنت شركة المياه الوطنية يوم أمس عن توزيعها لنحو 700 صهريج مياه محلاة مجانا على جميع المتضررين من سيول جدة، عدا عن إرسال أكثر من 400 موظف في مواقع مختلفة بكامل معداتهم اللوجستية، والمشاركة في عمليات سحب ورفع تجمعات المياه من الأنفاق وعدد من الشوارع الرئيسية وتنظيف وتعقيم خزانات العملاء والمساعدة في نزح المياه بالآليات والمعدات الخاصة بها.

وأشارت إلى أنه تم التنسيق مع المجلس البلدي لمحافظة جدة من أجل البدء في تطهير خزانات العملاء بمنطقة أم الخير، إلى جانب الانتهاء تنظيف وتطهير 40 خزان مياه، مؤكدة أنها ماضية في العمل على تنظيف جميع الخزانات المتضررة في مناطق السيول.

وبيّنت أنه تم القيام بسحب المياه من المواقع المتضررة بواسطة أكثر من 690 صهريج سحب، إضافة إلى تأمين ما يزيد عن 45 مضخة بأحجام مختلفة لسحب المياه المتجمعة في الشوارع وداخل الأحياء، وتوفير أكثر من 130 غواص للأحياء المغمورة بالمياه مثل البغدادية الغربية، وحي الرويس، والمركز الطبي بشارع حائل، ونفق الملك عبد الله.

ومن جهته أكد الدكتور محمد بن حمزة  خشيم وكيل وزارة الصحة للتخطيط والتطوير  انه قدتم الكشف أكثر من 855 شخص من الأسر المتضررة  في مراكز الإيواء الذين عانوا من  الأضرار  الاجتماعية والنفسية بسبب هطول الأمطار وتقديم الأدوية و المستلزمات الطبية والدعم النفسي لهم.

وأضاف خشيم بعد جولة قام بها برفقة الدكتور سامي باداود مدير الشؤون الصحية بمنطقة مكة المكرمة للاطمئنان على المرافق والمنشئات الصحية التابعة لصحة جدة  والواقعة  في محيط الأحياء المتضررة  وأحياء جنوب جدة شملت كل من إدارة الطب الوقائي ومركز صحي الحمراء وإدارة الرعاية الصحية الأولية بمدائن الفهد.

وأفاد أن الأمانة استنفرت كامل طاقتها البشرية،  حيث يوجد ما يزيد على 80 فرقة ميدانية، و2800 فرد لإصلاح الأضرار الناتجة من الأمطار والسيول الأخيرة موزعين على كافة أحياء مدينة جدة لمتابعة الأوضاع والتدخل السريع في الحالات الطارئة بالتعاون مع المرور، والدفاع المدني. من جهة أخرى تعمل الأمانة حاليا على شق طريق لمرور المركبات والمعدات إلى سد السامر لتركيب مضخة أعلى النفق لسحب تجمعات المياه من غرب النفق إلى شرقه، وتفريغها إلى مجرى السيل الجنوبي للتقليل من أضرار المياه الجوفية في الحي.

يأتي ذلك في الوقت الذي تعمل فيه مضخات سد السامر بكامل طاقتها، وتقوم بتفريغ نحو 140ألف متر مكعب يومياً عن طريق سبع مضخات، وتقدر المياه المتجمعة خلف سد السامر بحوالي مليون ونصف لتر مكعب ، زادت يوم السيل إلى مليون و800 ألف متر مكعب، وسوف يجري العمل لتركيب مضخة ثامنة، ومكان لمضخة تاسعة لرفع طاقة التفريغ إلى 190 ألف متر مكعب يوميا.

وبحسب العميد محمد القحطاني مدير مرور جدة فقد تواجد رجال المرور في كافة أنحاء المحافظة بكامل طاقاته البشرية والآلية للقيام بواجبها في معالجة أثار الأمطار من ضباط وأفراد إداريين وميدانيين وتم التركيز على المحاور الرئيسية للمحافظة.

وأضاف القحطاني تمت السيطرة على طريق الحرمين وإيقاف 3 ألاف سيارة تم إنقاذ ركابها وإيصالهم إلى أماكن آمنه قبل إجتياح المياه القادمة من الأحياء الواقعة شرق خط الحرمين.

وبين القحطاني رجال المرور ساهموا في فتح في فتح نحو40 من المناهيل الخاصة بتصريف المياه في المحافظة والمساعدة في إزالة مخلفات المياه كالأخشاب والطمي وغيرها من المخلفات التي تتسبب سلباً في إعاقة الحركة المرورية .