أمين جدة لـ«الشرق الأوسط»: نعمل على إزالة آثار السيول.. وسنواصل مشاريع إقامة السدود بعد تجفيف مواقعها

قال إن جميع موظفي الأمانة يباشرون أعمالهم بشكل طبيعي

مقبرة الإسكان في جدة كما بدت عقب أمطار الأربعاء الماضي
TT

في وقت أشارت فيه أنباء إلى بدء استدعاء موظفين في أمانة جدة للتحقيق معهم بشأن كارثة جدة الثانية، علق لـ«الشرق الأوسط» الدكتور هاني أبو رأس أمين محافظة جدة، في اتصال هاتفي بقوله «إن جميع موظفي الأمانة يباشرون أعمالهم بشكل طبيعي، وإن ما تردد عن استدعاء موظفين أو مسؤولين على خلفية كارثة جدة الثانية تسأل عنه الجهة التي بثت الخبر والجهات المعنية».

وحول وجود أشخاص يجري استجوابهم من قبل جهات التحقيق المختصة، اكتفى الأمين بالقول «جميع الموظفين في الأمانة يباشرون أعمالهم بشكل طبيعي والعمل قائم لإزالة آثار السيول الأخيرة».

وفي موضوع مشاكل شرقي مدينة جدة مع السيول الحالية، أوضح أبو راس «أنه فيما يخص مشاريع شرق جدة، غمرت المياه بعض الحفر التي أنشئت لبناء السدود والعمل حاليا قائم لسحبها ومعاودة العمل مرة أخرى، وذلك لن يؤثر على سير العمل أو توقف المشاريع وفق الخطط الموضوعة لها».

وفي السياق ذاته، قالت أمانة جدة في بيان رسمي بثته أمس إنها تعمل من أجل رفع الأضرار، والانتهاء من الآثار السلبية التي خلفتها السيول والأمطار الأخيرة، خاصة في أحياء السامر، البغدادية الغربية، الجامعة، العزيزية، أم السلم، وبريمان.

ونفت الأمانة، بحسب المركز الإعلامي، وجود أي تشقق أو نخر في سد السامر، مبينة أن «المياه الموجودة غربه هي مياه جوفية، بالإضافة إلى وجود نبع يخرج المياه الجوفية وأنه يجري شق طريق غرب سد السامر لوضع المضخات عليه وبدء ضخ المياه من غربه إلى شرقه ومنها لقناة السيل الشمالية، حيث منظومة التفريغ متصلة من شرق العقم بتلك القناة، بهدف تقليل أضرار المياه الجوفية على حي السامر».

وأضاف أن «الأمانة قامت بتركيب 5 مضخات أعلى جسم سد السامر لسحب تجمعات المياه من غرب السد إلى شرقه، وتفريغها إلى مجرى السيل الشمالي للتقليل من أضرار المياه الجوفية في الحي، يأتي ذلك في الوقت الذي تعمل فيه مضخات سد السامر بكامل طاقتها، وتقوم بتفريغ نحو 140 ألف متر مكعب يوميا عن طريق سبع مضخات.

وأبان أنه بعد الانتهاء من تفريغ مياه السيول المتجمعة عند سد السامر، سيتم العمل على تفريغ المياه المتجمعة خلف السد الاحترازي والتي قدرها المختصون بالأمانة وشركة جدة للتنمية والتطوير العمراني بنحو 8.8 مليون متر مكعب، وبارتفاع يصل إلى 9.2 متر.

من جهة أخرى، أوضح المركز الإعلامي أن جميع المقابر في مدينة جدة لم تتأثر من جراء الأمطار والسيول الأخيرة، سوى بأضرار بسيطة تتلخص في انهيار سور بطول 10 أمتار بمقبرة التوفيق من شدة جريان السيل من خارج المقبرة، وانهيار سور بطول 7 أمتار بمقبرة الأجواد نتيجة شدة تدفق السيل من خارج المقبرة وتهديم الأحواش المجاورة للمقبرة، وانهيار سور بطول 6 أمتار بمقبرة الأسد جراء تدفق المياه من خارج المقبرة.

وأشار المركز إلى أن الأمانة اتفقت مع مقاول صيانة المقابر في اليوم التالي للأمطار لتركيب أسوار مؤقتة، حفاظا على حرمة الأموات داخل المقابر، ومن بعدها بدأت أعمال إعادة بناء الأسوار المتضررة، موضحا أنه جرى إنجاز نحو 85 في المائة من هذه الأعمال، وسيتم الانتهاء من جميع أعمال رفع الضرر اليوم الخميس.

وأكد المركز أن إدارة التجهيز بأمانة محافظة جدة قامت بتطوير نظام تصريف مياه الأمطار في جميع المقابر العاملة في جدة، والذي أثبت نجاحه بنسبة 100 في المائة خلال تجربته في أمطار هذا الموسم على اختلاف درجات منسوبها، مشيرا إلى أن دفن اللحود بمدينة جدة أصبح وللمرة الأولى يتم بترتيب من خلال إحداثيات تسهل عملية الاستدلال على صاحب القبر بكل يسر وسهولة، كما أنه جرى منذ 5 أشهر تدشين مقبرتين نموذجيتين إحداهما في الشمال والأخرى في الجنوب لدفن قبور اللحود، وتتميزان بأعلى مستوى من الاعتبارات البيئية والتنظيمية والفنية.

وفي جانب خدمي آخر، أوضح الدكتور سامي محمد باداود، مدير الشؤون الصحية بمحافظة جدة ورئيس لجنة الطوارئ، أن الجهود لا تزال متواصلة والفرق الميدانية تعمل على مدار الساعة وتواصل العمل لتقديم الخدمات الطبية والعلاجية للمتضررين.

وأوضح مدير الشؤون الصحية رئيس لجنة الطوارئ بأن هناك تعليمات معتمدة وآلية لتنظيف وتعقيم الخزانات الأرضية تشمل العديد من الخطوات، حيث يقوم بها متخصصون متدربون وباشتراطات خاصة بداية من تخصص العامل المنظف لهذه الخزانات وعملية عمل محلول الكلور بتركيز محدد وبطريقة صحيحة لضمان تعقيم وتنظيف الخزانات بشكل سليم.

وسوف يتم توزيع كامل هذه الآلية على شكل مطبوعات توعية للمواطنين توزع عليهم عن طريق الفرق الطبية التابعة لصحة جدة.

وأشار مدير صحة جدة إلى أن عدد الفرق الطبية التي تزور الأحياء المتضررة وتزور مناطق الإيواء قد بلغ 55 فرقة طبية ميدانية ونفسية ووقائية مجهزة بكامل التجهيزات الطبية اللازمة بالإضافة إلى فرق الطب الوقائي، وقد قامت هذه الفرق الميدانية بالكشف على 7416 شخصا منهم 1121 حالة احتاجوا إلى تدخل علاجي و82 حالة تم تحويلها إلى المستشفيات لتلقى العلاج اللازم.

فيما خصصت لجنة تنسيق العمل الإغاثي بجدة لجمعية مراكز الأحياء 7 أحياء من الأحياء التي تضررت من جراء السيول والأمطار لتقديم الدعم ومساعدة المتضررين من أهالي تلك الأحياء.

تشمل الأحياء التي تعمل الجمعية على مساعدة الأهالي بها كلا من حي التوفيق والسامر ضمن المنطقة الأولى في درجة خطورة الأضرار التي تعرضت لها، وكذلك المصفاة والبغدادية والقريات ضمن المنطقة الثانية، فضلا عن تقديم المساعدة والعون لأهالي أحياء الرويس والنسيم.

تشمل خطة الجمعية لمساعدة المتضررين من آثار السيول والأمطار بالتعاون مع لجنة تنسيق العمل التطوعي بالمحافظة إعادة تأهيل البيئة صحيا وصيانة المنازل المتضررة والقيام بعملية التنظيف ومعالجة التصدعات بها وإزالة الطمي منها وإجراء صيانة لخزانات المياه وتطهيرها وتعقيمها وإصلاح الأضرار التي حدثت بها، فضلا عن تقديم عدد كبير من المعونات الغذائية والتموينية على سكان تلك الأحياء.

وقامت جمعية مراكز الأحياء بإنشاء فريق عمل تطوعي لتقديم الدعم للمتضررين من كارثة سيول جدة، للتعامل مع الكوارث، كما تشمل خطة الجمعية تقديم الإعانات العينية للمتضررين من الأثاث المنزلي والأجهزة الكهربائية والمستلزمات التي تحتاجها كل أسرة من خلال حصر ميداني من قبل فرق متخصصة تتبع للجمعية وبشكل منظم يضمن وصول تلك الإعانات إلى مستحقيها.