كشفت إدارة مكتبة الملك عبد العزيز العامة بالرياض عن حجم مقتنياتها من الكتب الحديثة والنادرة والتي يعود تاريخ بعضها للقرن السادس عشر الميلادي، والبعض الآخر لبدايات الطباعة، حيث بلغ عدد المقتنيات من الكتب بنهاية العام الماضي 1.300.000 كتاب، منها 32.500 كتاب نادر يرجع عدد كبير منها إلى بدايات الطباعة في أوروبا.
وأوضح الدكتور عبد الكريم الزيد نائب المشرف العام لمكتبة الملك عبد العزيز العامة أن جميع تلك الكتب متاحة للاطلاع، وقد تم فهرستها وتضمينها بموقع المكتبة على شبكة الإنترنت ليسهل على من أراد الاطلاع عليها.
ونفى الزيد أن يكون من بينها أي كتب محدودة الاطلاع، مؤكدا على أن توجه إدارة المكتبة الحالي هو إبراز تلك المقتنيات للراغبين في الاطلاع عليها، ويضيف: «وخاصة أنها من الكتب النادرة والتي تفتخر المكتبة باقتنائها، ونقصد بالندرة هنا أن يكون الكتاب غير متوفر في أغلب المكتبات».
وأبان الزيد أن تلك الكتب متاحة لجميع مرتادي المكتبة بمركزها الرئيسي وفرعها بحي المربع.
وتضم قائمة الكتب النادرة، مجموعات من الكتب ذات الطبعات الأوروبية القديمة منها 78 كتابا عن سيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، بالإضافة إلى 113 كتابا مترجما باللغات السائدة في أوروبا لمعاني القرآن الكريم، و55 كتابا في الدراسات القرآنية تمثل بدايات الاهتمام الأوروبي بدراسات القرآن الكريم.
وتشتمل مقتنيات المكتبة من الكتب النادرة على مجموعة من الإصدارات التراثية والمراجع العلمية والتاريخية التي صدرت باللغة العربية في أوروبا في العقد الأخير من القرن السادس عشر الميلادي أبرزها كتاب «القانون» لابن سينا وكتاب «أسرار البلاغة» لعبد القاهر الجرجاني تحقيق «هـ رايتر»، وكتاب «حوليات النشر المثالي» من تأليف بليونس الحكيم، و«تفسير كتاب ريساغوجي» لفرفوريوس، وكتاب «علم الهيئة الإسلامي» لجابر بن حيان، بالإضافة إلى أكثر من 1560 كتابا نادرا باللغتين الفرنسية والإنجليزية، تعكف إدارة المكتبة على تصنيفها وفهرستها.
وأشار عبد الكريم الزيد إلى أن مثل هذه المكتبات يتم شراؤها من قبل إدارة المكتبة، موضحا وجود بعض المكتبات التي تم إهداؤها من قبل أصحابها.
ولمح نائب المشرف العام لمكتبة الملك عبد العزيز العامة إلى أن مكتبة المستشرق الأميركي جورج رنتس تعد كنزا معرفيا لما تحتويه من كتب نادرة ووثائق، وما تحتويه من انطباعات شخصية لهذا المستشرق لكونه معاصرا لبدايات توحيد المملكة وظهور النفط فيها وترسيم الحدود مع دول الجوار، مشيرا إلى أن المستشرق جورج رنتس كان يقتني الخرائط والمخاطبات الشخصية والمذكرات، معتبرا أن هذه المكتبة تتنوع في مقتنياتها، ويضيف: «ونحن يعنينا في مكتبة هذا المستشرق الكتب النادرة».
وتزخر مكتبة الملك عبد العزيز بما يقرب من 8300 عنوان لكتب عربية نادرة تم تصنيف وفهرسة الجزء الأكبر منها وإدخالها في قاعدة معلومات الكتب العربية، لخدمة الباحثين وطلاب العلم.
وتمتلك المكتبة ضمن قائمتها من الكتب النادرة مجموعة من المكتبات الخاصة - والتي استطاعت إدارة المكتبة شراء بعضها، مثل مكتبة المستشرق الأميركي جورج رنتس التي تضم عددا كبيرا من الكتب والمخطوطات والوثائق النادرة منها أكثر من 3200 كتاب باللغات الأجنبية، ترصد أهم الأحداث السياسية والتاريخية في المملكة ومنطقة الخليج العربي، ويعد هذا المستشرق ممن عاصروا بدايات تأسيس المملكة على يد الملك عبد العزيز، وتابع أحداث الحرب العالمية الثانية وإنشاء جامعة الدول العربية.
ويؤكد عبد الكريم الزيد على أن مجلس إدارة المكتبة لن يتردد مستقبلا في شراء أي مكتبة تعرض عليه ويجد أنها تخدم أهداف مكتبة الملك عبد العزيز العامة.
يشار إلى أن من المكتبات الخاصة التي تحوي عددا كبيرا من الكتب النادرة، والتي تقتنيها المكتبة، مكتبة عميد المعهد الإسلامي وإمام مسجد باريس الأسبق حمزة بوبكر، والتي تضم ما يزيد على 17 ألف كتاب، بالإضافة إلى عدد كبير من الدوريات والصحف والمخطوطات والدراسات التي يعود تاريخ بعضها إلى القرن التاسع عشر.