الدفاع المدني يدخل 30 سلّة فولاذية لإنقاذ النساء في الكوارث والسيول

بهدف مراعاة خصوصية «الجنس اللطيف» في المجتمع

عائلة يتم انقاذها بواسطة رجال الدفاع المدني
TT

حتى أثناء الكوارث ومباشرة الحالات المتعلقة بها من إنقاذ وانتشال للمحتجزين، لا ينسى المجتمع السعودي مطلقا ما يتميز به من «خصوصية« خاصة فيما يتعلق بالجنس اللطيف منه وإن كنّ يصارعن الموت، وهو ما كان سببا في إدراج وسيلة إنقاذ جديدة أدخلها جهاز الدفاع المدني بعد أحداث كارثة سيول جدة الأولى ليستخدمها في الأحداث الأخيرة.

وبمجرد الحديث عن عمليات الإنقاذ وانتشال المحتجزين في مياه السيول والأمطار، يتبادر إلى الأذهان منظر الحزام الممتد من طائرات الدفاع المدني ينزل منه أفراد فرق الإنقاذ التابعة للدفاع المدني من أجل احتضان المحتجز ومعاودة التسلق به مجددا بغية الوصول إلى متن الطائرة المروحية، غير أن «السلال« التي تم استخدامها خلال الأمطار الأخيرة غيّرت ذلك المشهد.

30 سلة، أدخلها جهاز الدفاع المدني بعد السيول التي اجتاحت محافظة جدة منذ نحو عامين، بهدف استعمالها في إنقاذ النساء اللاتي قد يرفض بعضهن مد يد المساعدة «مباشرة» من قبل الأفراد «الذكور» التابعين لفرق إنقاذ الدفاع المدني.

وأفاد اللواء طيار محمد عيد الحربي قائد طيران الدفاع المدني في السعودية بأن تلك الوسيلة وجدت من أجل المحافظة على «خصوصية» المرأة إذا لم ترغب في إنقاذها بواسطة الحزام التقليدي المتعارف عليه، عدا عن استخدامها أيضا لإنقاذ المصابين أو ذوي الاحتياجات الخاصة.

وقال خلال حديثه لـ «الشرق الأوسط»: «تم تأمين تلك الوسيلة لأول مرة خلال العام الحالي والتي تعد من أحدث السلال الموجودة في العالم كونها تستخدم بأستراليا وأميركا وألمانيا، حيث أنها وسيلة آمنة تعطي الطمأنينة والخصوصية»، لافتا إلى أن دورها في عمليات الإنقاذ الأخيرة كان كبيرا باعتبارها أنقذت عدد كبير من إجمالي ما تم إنقاذه بالطيران العمودي والبالغ 498 حالة من المواطنين والمقيمين على حد سواء.

وأشار إلى أن جهاز الدفاع المدني قام بتأمين السلال الـ 30 قبل وقوع أحداث الأمطار الأخيرة بنحو ثلاثة أسابيع، والمصنوعة من الفولاذ بشكل مستطيل، مبينا أن تصميمها المرتفع جعل منها مكانا مريحا لجلوس المحتجز، عدا عن كونها مزودة بعوّامات تضمن عدم غرقها في المياه.

واستطرد في القول: «تميزها بوجود تلك العوامات يتيح إمكانية استعمالها أيضا في حالات الغرق وانتشال الأشخاص من السيول والبحار على حد سواء، خصوصا وأنها تطفو ولا تغطس، إضافة إلى أنها تتسع لشخص واحد أو اثنين بحسب الموقف».

وفي ما يتعلق باعتمادها كإحدى وسائل الإنقاذ الدائمة لدى الدفاع المدني، أكد اللواء طيار محمد عيد الحربي على أن العمل جاري لتأمين سلال مساحتها أكبر تتسع لأعداد كبيرة تصل إلى 8 أفراد من أجل استخدامها في حالات غرق السفن وغيرها.

ولفت قائد طيران الدفاع المدني في السعودية إلى وجود أنماط عديدة لعمليات الإنقاذ والمتمثلة في الحزام والمقعد الذي يتم فرده عند الوصول إلى المحتجز ليتيح له فرصة الصعود عليه ومن ثم إغلاقه.

ولكنه استدرك في القول: «يتم استخدام المقعد في الحالات الاعتيادية فقط، غير أنه غير ملائم لاستعماله في السيول والمياه المتحركة، إلى جانب عدم استعماله أيضا إذا ما كانوا المحتجزين مرهقين، مما يجعلنا نفضّل استخدام السلال كونها أكثر أمانا وأريحية».