بعد 24 ساعة على انطلاق رالي حائل.. هدير 9 طائرات عمودية يُُحوّل سماء المنطقة لكرنفال جوي

منها ما يعمل كإسعاف جوي وأخرى لمراقبة المسابقة على الأرض

مجموعة من الخيالة في نشاط مصاحب لإحدى فعاليات رالي حائل («الشرق الأوسط»)
TT

على غير العادة، تعيش سماء حائل وضعاً غير مسبوق، حيث يجوب سماءها عدد من الطائرات العمودية، التي تواكب انطلاق رالي حائل الدولي في نسخته السادسة، وهو ما بات يُعدُ ضمن أهم المناسبات الرياضية على المستوى العربي، بل والعالمي.

وتُعول الجهات المُنظمة للبرامج والفعاليات السياحية في المملكة على رالي حائل، الذي تُصادف هذا العام نسخته السادسة، في أعقاب أن حققت ذات المناسبة في نسختها العام الماضي أكثر من 250 مليون ريال، وهو ما قاد إلى زج الرالي ضمن أهم الفعاليات السياحية على مستوى المملكة.

وكشف لـ«الشرق الأوسط» عبد الرحمن اليحيا رئيس لجنة الخدمات الطبية والطوارئ برالي حائل الدولي، عن مشاركة 9 طائرات هذا العام، منها طائرات تتبع لهيئة الهلال الأحمر تعمل كإسعاف جوي وتقوم بخدمة المصابين من المتسابقين أو المنضمين والزوار والسياح ومباشرة جميع الحوادث، وطائرات للدفاع المدني، وطائرة إخلاء الطبي تابعة للخدمات الطبية للقوات المسلحة «صقر الصحراء من قاعدة حفر الباطن» لمرافقة المتسابقين على طول مسار الرالي.

وتضم اللجنة المنظمة للرالي 5 جهات رسمية، منها الشؤون الصحية بالمنطقة، وهيئة الهلال الأحمر السعودي، والدفاع المدني والقطاع الصحي الخاص، ومستشفى قوى الأمن، بقوى بشرية تتجاوز 400 فرد، يعملون على تقديم خدمات ميدانية برالي حائل. وأكد رئيس لجنة الخدمات الطبية والطوارئ تحديد 3 مواقع تتمركز بها اللجنة، وتوجد فرق مسح على الطرق ونقاط مؤقتة من شأنها تغطية مسار الرالي ونقاط البداية والنهاية، ويعمل في تلك النقاط فريق عمل مُجهز بتجهيزات عالية الدقة.

يأتي ذلك، فيما شهد أمس الجمعة تدفق أعداد غفيرة من السياح على مواقع (نفود قناء) وسط تدابير أمنية وصحية كبيرة، بالإضافة إلى المواقع المخصصة للفعاليات المصاحبة لرالي حائل، وكانت قرية توارن التي تحتضن قبر حاتم الطائي الأكثر من حيث إقبال زوار المنطقة، كنقطة من أهم المعالم السياحية التي تكتنزها حائل. وقد لجأ جل زوار المنطقة والسياح القادمين للمنطقة، لاستخدام الطرق المؤدية لحائل من جميع أنحاء السعودية والخليج، لتعذر الحصول على حجوزات طيران، الذي تزامن مع خفض لجدولة الطائرات القادمة لحائل، مما أربك المنضمين لرالي حائل الدولي 2011، والقادمين للمنطقة.

وتعتبر قضية الرحلات الجوية القادمة لحائل من عدد من الوجهات الداخلية، متجددة، بعد مرور قرابة عام على تخفيض رحلات الطيران للناقل الرسمي «الخطوط السعودية»، والتي صاحبها توقف رحلات طيران «ناس»، الناقل الثاني لمطار حائل الإقليمي لعددٍ من المحطات المهمة، كمطار الملك خالد الدولي بالرياض، ومطار الملك عبد العزيز بجدة، ومطار الملك فهد في الدمام، بعد تنامي الطلب على السفر جواً بين مدن المملكة الرئيسية، وهو ما بات يؤثر سلبا ويؤرق أهالي المنطقة.

وكان الأمير عبد الله بن خالد، نائب رئيس الهيئة العليا لتطوير منطقة حائل ورئيس اللجنة التنفيذية لرالي حائل الدولي 2011، قد أكد لـ«الشرق الأوسط» أن رحلات الطيران تسببت في ربكة طالت بعضاً من الفعاليات الخاصة بالرالي، وكان توقف الرحلات عائقاً أمام بعض الفرق للمشاركة بالرالي، وخاصةً الفرق الدولية، القادمة من الخارج.

وكان لربط منطقة حائل بشبكة من الطرق السريعة والمنفذة حديثاً، ومنه طريق حائل – القصيم - الرياض السريع وكذلك طريق الشمال الدولي، الفضل في وصول السياح والقادمين من مناطق عدة، وكان عاملا مهما لنجاح الفعاليات السياحية بالمنطقة على مر السنوات الماضية. وتُكثف الجهات الأمنية وجودها على الطرق الرابطة للمنطقة من جميع الاتجاهات، والتي احتضنت العدد الأكبر من القادمين للمنطقة، وسط اجراءات احترازية وأمنية مشددة على طول هذه الطرق وامتداداته الفرعية الموصلة لمواقع الفعاليات والمواقع السياحية والأثرية، مع الاستعانة بطائرات عامودية لعمليات الإنقاذ والإسعاف على طول هذه الطرق.

والجدير بالذكر كان أهالي حائل قد استبقوا انطلاقة فعاليات رالي حائل بالتجهيز والإعداد للمخلاف «اسم يطلق محليا على المخيمات» ونصبوا المخيمات وجهزوا مواقع طبيعية في النفود والسهول المحاذية لجبل أجاء، وخاصة في موقع «النهايد» وتجمع تلك المخيمات عائلات عدة بعد عمل القطه «وهو مصطلح يعرف محليا بالشراكة لجمع المال» لقضاء إجازة منتصف العام الدراسي، وطوال فعاليات رالي حائل الدولي، ويقسم المخيم لعدة أقساماً بما يتناسب مع عدد العائلات التي تحتضنها المخيمات، ليتم إعداد الوجبات التي تشتهر بها المنطقة.