الدفاع المدني يحيل 14 طائرة «قديمة» إلى التقاعد في غضون 4 سنوات

شركات عالمية تطلب معاينتها بهدف شرائها

الدفاع المدني لا يزال محتفظا بمروحياته القديمة التي قدمت خدماتها على مدى 27 عاما (تصوير: عدنان مهدلي)
TT

على مدى 28 عاما متواصلة، ترسخت في أذهان الكثير من الناس مشاهد طائرات الدفاع المدني ذات اللون الأصفر التي كانت تنتشر بكثرة خلال موسم الحج بأحجامها الصغيرة التي جعلت البعض يشبهونها بأسراب «الجراد».

14 طائرة صفراء «قديمة» تابعة للدفاع المدني تمت إحالتها إلى التقاعد بعد أن أدت أدوارا عظيمة وكبيرة كانت سببا في توجه وزارة الداخلية لبدء مشروع تطوير قاعدات طيران الدفاع المدني نظير ما قامت به تلك الطائرات، وهو المشروع الذي تجاوزت تكلفته في مرحلته الثانية 630 مليون ريال حتى الآن.

اللواء طيار محمد عيد الحربي، قائد طيران الدفاع المدني في السعودية، ذكر أن هذه الطائرات القديمة تم إقعادها تدريجيا عن العمل لتكون حاليا «خارج الخدمة»، لافتا إلى أن الدفاع المدني لا يزال متحفظا بها حتى الآن، كونها قامت بخدمات جليلة وكبيرة على مدى 27 عاما.

وقال خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «بدأ مشروع إقعاد الطائرات القديمة منذ نحو عامين ونصف العام تدريجيا، حتى شمل آخر طائرة منها قبل عام ونصف العام، ومن ثم تم تحويل قائديها من الطيارين إلى طائرات حديثة تم جلبها في الآونة الأخيرة ضمن مشروع تطوير قاعدات الطيران».

وأشار إلى أنه تم جلب ما يقرب من 17 طائرة حديثة من أكبر الشركات في الولايات المتحدة الأميركية، حيث إن السعودية تعد حاليا العميل الأكبر لتلك الشركة على مستوى العالم، مؤكدا أن الأسطول المبدئي لطيران الدفاع المدني يحوي 41 طائرة.

ولفت إلى أن مشاريع وزارة الداخلية في استقطاب أحدث الطائرات ما زالت مستمرة في ظل توفير ثلاثة أنواع من هذه الطائرات التي تندرج تحت طراز «S92» و«S76» و«S70»، مبينا أن الطرازين الأخيرين سيصلان خلال الشهور القليلة المقبلة.

وأبان أنه إلى جانب الطائرات الـ41 الموجودة، فإنه تم التعاقد على شراء طائرات أخرى جديدة ليرتفع بذلك عدد الطائرات في أسطول طيران الدفاع المدني إلى 70 طائرة، عدا عما تم رفعه مؤخرا من طلب لتوفير 100 طائرة جديدة.

الطائرة الصفراء القديمة تختلف عن الحديثة بشكل جذري، لا سيما أنها كانت بمثابة آلة حديدية تطير باعتمادها على الطيار الذي يقودها وجهده المبذول في ذلك، خصوصا أنها تعتبر ذات استخدام «يدوي»، بحسب ما بينه اللواء طيار محمد عيد الحربي.

وأضاف «كان قائد الطائرة القديمة يبذل جهدا كاملا باستخدام تفكيره وجسده وأطرافه، حيث إنه يحتاج إلى كل عضلاته من أجل تدويرها وتغيير اتجاهها والتفافها، كونها تعد طائرة يدوية».

وأفاد بأن الطائرة الحديثة تؤدي كل الأدوار إلكترونيا، خصوصا أن خطوط الطيران مبرمجة فيها، إلى جانب أنها مزودة بأجهزة متطورة حديثة تمكن قائدها من تدويرها والتفافها بواسطة حركة بسيطة بإصبعه فقط.

وحول ما يتعلق بوسائل السلامة، أبان قائد طيران الدفاع المدني في السعودية أن الطائرات القديمة كانت تقوم بنفس المهام التي تؤديها الحديثة لكن بجهد مضاعف، غير أن عامل السلامة بها يعتبر ضعيفا مقارنة بالطائرات الحديثة.

واستطرد بالقول «تتميز الطائرات الحديثة بكونها تصدر تحذيرات الخلل بشكل يسبق وقوع الحدث، الأمر الذي من شأنه أن يتيح لقائدها مجالا لاتخاذ الحل المناسب، سواء كان معالجة الأمر أو العودة بها إلى مهبطها».

وبين أن الطائرات الصفراء القديمة لا تتوافر فيها تلك الخاصية، مما يجعل الخلل يفاجئ قائدها ويجبره على التصرف معه حالا وفق الحدث والمكان الموجود به، مما يعوقه عن معالجة أي خلل قبل وقوعه.

إحالة الطائرات الـ14 القديمة إلى التقاعد وإيقافها عن الخدمة لا يعني إهمالها مطلقا، وإنما من منطلق رد الجميل الذي أغدقت به على جهاز الدفاع المدني طيلة سنوات خدمتها، قرر الدفاع المدني الاستفادة منها في جهات أخرى، وذلك من خلال الاعتناء بها وصيانتها والمحافظة عليها ومن ثم بيعها في ظل تلقيه اتصالات من شركات عالمية بهدف معاينتها.

وبالعودة إلى اللواء طيار محمد عيد الحربي، فقد أوضح أن وزارة الداخلية تعمل حاليا على عملية تطوير مرافق قاعدات الطيران الموجودة حاليا والبالغ عددها 4 قاعدات في كل من الظهران والرياض وجدة وأبها، من خلال إعادة تأهيل مبانيها وإيجاد مواقع جديدة أخرى.

وزاد «تتمثل المرحلة الثالثة من مشروع تطوير قاعدات طيران الدفاع المدني في التوسع الذي يشمل إنشاء قاعدات جديدة أخرى بكل من المدينة المنورة وحائل وجازان والمناطق الأخرى، ليصل عددها على مستوى السعودية إلى 12 قاعدة جوية».