أقدم جامعة سعودية تعلن عن حصولها على 47% من إجمالي براءات الاختراع

استعانت بمكاتب محاماة متخصصة في الملكية الفكرية من 7 دول.. تمهيدا لإيداعها

جامعة الملك سعود حصلت على 47 في المائة من براءات الاختراع («الشرق الأوسط»)
TT

كشفت جامعة الملك سعود عن حصولها على 47 في المائة من إجمالي براءات الاختراع التي تمت حمايتها في السعودية خلال عام 2010 الماضي. وقام برنامج الملكية الفكرية وترخيص التقنية خلال السنوات الأربع الماضية بإيداع أكثر من 145 براءة اختراع لأعضاء هيئة التدريس بالجامعة في مكاتب براءات الاختراع المختلفة، منحت منها 41 براءة اختراع، وتم نشر 36 طلب براءة، وأودع 68 طلب براءة.

وتستأثر الجامعة في عام 2010 بنسبة 47 في المائة من إجمالي براءات الاختراع التي تمت حمايتها، كما أن لدى الجامعة خلال الوقت الراهن أكثر من 90 طلب براءة اختراع في المراحل النهائية للصياغة تمهيدا لإيداعها في مكاتب براءات الاختراع في دول متعددة.

وقد تلقى برنامج الملكية الفكرية وترخيص التقنية أكثر من 500 نموذج إفصاح عن اختراعات لمنسوبي الجامعة منذ نشأته وحتى الآن، حيث تم تقييم وإيداع الكثير منها، ويجري العمل حاليا على تقييم ما تبقى منها تمهيدا لإيداعها في مكاتب براءات الاختراع المختلفة عن طريق مكاتب محاماة متخصصة في الملكية الفكرية في السعودية وأميركا وبريطانيا وألمانيا وفرنسا وكوريا وسنغافورة.

وأكدت جامعة الملك سعود تميز أعضاء هيئة التدريس ببراءات الاختراع الخاصة بهم موزعة على مكاتب براءات الاختراع مختلفة محليا وعالميا، وهذه المكاتب لا تشمل المكتب السعودي والمكتب الخليجي والمكتب الأميركي والمكتب الأوروبي، حيث يعتبر تعدد دول الحماية إحدى الاستراتيجيات المتبعة لتسويق هذه البراءات كمرحلة لاحقة على الحماية.

ويستحوذ مكتب براءات الاختراع الأميركي على أكبر عدد من هذه البراءات بإجمالي 75 طلب براءة، سواء كانت مسجلة أو منشورة أو مودعة، بنسبة 52 في المائة من إجمالي الطلبات المودعة في المكاتب المختلفة.

كما أن هذه البراءات لم تقتصر على مجال تقني فقط، وإنما اهتمت بالكثير من المجالات التقنية التي تخدم الصناعة، وبالتالي المجتمع، حيث اشتملت مجالات هذه البراءات على مجالات الهندسة والنقل والمرور والخرسانة والمجالات الطبية والصيدلانية وطب الأسنان، وكذلك مجالات الطاقة والترشيد في استهلاكها، والطاقة المتجددة، ومجالات استخدام تقنيات النانو والبوليمرات، بالإضافة إلى أن جامعة الملك سعود أولت اهتماما خاصا بالابتكارات المتعلقة بتطبيقات الحاسب الآلي، وأمن المعلومات، لدرء التحايل على التدابير التقنية الحديثة ومنع التعدي عليها.

كما تولي الجامعة حاليا اهتماما كبيرا نحو تسويق هذه الاختراعات من خلال توقيع مذكرة تأسيس شركة برمجيات جامعة الملك سعود، كما وقعت الجامعة مؤخرا مذكرة تفاهم بين شركة «وادي الرياض» وشركة «كريستل» العالمية لاستثمار براءة اختراع عمل على تطويرها فريق علمي مشترك من الجامعة ومن شركة «كريستل» العالمية، تسهم في دعم وتطوير صناعة الإسمنت وخفض تكلفة البناء.

وتهدف مبادرة المجموعات البحثية إلى تكثيف الإنتاج البحثي الكمي والنوعي بالجامعة، والنشر في مجلات علمية مصنفة ضمن قواعد المعلومات العالمية، وتسجيل عدد من براءات الاختراع ذات قيمة الاقتصادية يستفاد منها في الكثير من المجالات، وكذلك دعم العمل البحثي البيني بين التخصصات.

وقد خصصت الجامعة نسبة 70 في المائة من ميزانية البحث العلمي بالجامعة للصرف على المجموعات البحثية التي يمكنها المساهمة في البحث العلمي بفعالية.

وتأتي هذه المبادرة ضمن الخطوات التطويرية التي قامت جامعة الملك سعود خلالها بحشد كل قدراتها وإمكاناتها العلمية من أجل مواكبة التحديات المستقبلية في مجال البحث العلمي، من خلال تطوير البنية التحتية للبحث العلمي، وتوفير بيئة جاذبة ومحفزة تدعم التميز والإبداع للباحثين في جميع مجالات المعرفة لتحقيق الريادة العالمية والمساهمة في بناء اقتصاد المعرفة.

وبعد زيادة كمية البحوث والاختراعات أسست جامعة الملك سعود، وادي الرياض للتقنية (مدينة بحثية)، على مساحة تتجاوز 1.7 مليون متر مربع. وقد تجاوز إجمالي مشاريع وادي الرياض 4 آلاف مليون ريال، قسمت على أجزاء، منها ما هو من الحكومة والجزء الآخر من القطاع الخاص، وسوف تكون تلك المشاريع منصبة في المقام الأول على رعاية الطلاب والطالبات في مجال البحث العلمي، كما ستخلق فرص عمل إضافية لهم. وتغطي اهتمامات وادي الرياض للتقنية مجالات أساسية هي البتروكيماويات والتقنيات الحيوية، والبيئة والزراعة، والاتصالات والمعلومات، وهذه المجالات تعطي الوادي الفرصة المتميزة للمنافسة والتميز، وتسهم كنواة في إطلاق اقتصاد سعودي مبني على الصناعات المعرفية لتنمية نسبة الصادرات المصنعة ذات العائد الأعلى.

ويسعى وادي الرياض للتقنية إلى إقامة البنية الأساسية الضرورية اللازمة لنجاح أي واحة علمية ترتكز على تأمين موارد بشرية ذات مهارات وكفاءات عالية في مجال البحث والتطوير، والعمل على خلق اقتصاد ذي أساس مستدام، وتهيئة بيئة داعمة للبحث والتطوير في الوادي.

ويتكون المخطط العام لوادي الرياض للتقنية من 5 مناطق، على رأسها منطقة التقنيات الحيوية التي تحتوي على الشركات الرائدة في البحث والتطوير في مجالات الدوائيات وتقنيات البيئة وعلوم الأغذية، ومنطقة التقنيات الكيماوية والمواد وهي المنطقة التي تحتوي على الشركات الرائدة في البحث والتطوير في مجالات البتروكيماويات ومواد الكيمياء والطاقة، ومنطقة تقنيات المعلوماتية والاتصالات وهي منطقة تتكون من الشركات الرائدة في البحث والتطوير في مجالات المعلومات والاتصالات وأمن المعلومات.