العميد الجداوي لـ«الشرق الأوسط»: وفيات كارثة جدة الثانية لم تتجاوز 10 أشخاص وأضرارها المادية أكبر

«الأرصاد» تحذر من هطول أمطار.. وأمانة جدة ترمم الشوارع بـ100 مليون ريال

TT

نفى العميد عبد الله الجداوي، مدير الدفاع المدني بمحافظة جدة, لـ«الشرق الأوسط» إخفاء أي معلومات عن المتوفين جراء الأمطار الأخيرة، مبينا أنه تم الإعلان عن المتوفين وعددهم 10 أشخاص, وأكد في ذات الوقت أن أضرار كارثة جدة الثانية المادية كانت أكبر من الأولى بسبب زيادة رقعة الضرر.

وقال العميد الجداوي خلال لقاء خاص لـ«الشرق الأوسط» في مكتبه أمس: «لدى الدولة من الشفافية والوضوح لإعلان كل التفاصيل والأضرار، وأقولها بأمانة - أسأل بها أمام الله – إن الوفيات المسجلة بسبب الكارثة عشر وفيات، منها خمس تعاملنا معها مباشرة، والبقية تسلمناها من الشرطة, بينما المفقودون أربعة، بعد العثور على الخامس أول من أمس، وأبلغ ذووه عن العثور عليه حيا».

وأشار في هذا الصدد إلى إن «الدفاع المدني» في خطة بحثه عن المفقودين يعمل على تمشيط كل المناطق، على عكس العام الماضي، الذي كان البحث خلاله مقتصرا على الحفر عبر مجاري السيول، لأن كارثة هذا العام تشكلت بسبب زيادة كمية الأمطار.

ونفى الجداوي ما تردد حول تركيز أعمال «الدفاع المدني» في شرق المدينة وترك المناطق، وأبان بقوله «قد نكون ركزنا بنوع آليات في الشرق لأن المنطقة تستدعي ذلك، إلا أن جميع أفراد (الدفاع المدني) تفاعلوا مع الحدث على مدار الساعة، وبلغ عددهم في الميدان في بعض الأوقات 4 آلاف فرد».واستدرك الجداوي القول «إنه مع ارتفاع منسوب مياه الأمطار لم يكن هناك سوى وسيلتي إنقاذ هي القوارب أو الطيران الذي واجه الكثير من الصعوبات والمحاذير، خصوصا في ظل وجود صحون البث وخزانات المياه على أسطح المنازل، وهو ما شكل خطرا كبيرا، وقد تجاوزت ساعات الطيران الخمسمائة ساعة».

وحذرت المديرية العامة للدفاع المدني من تقلبات جوية متوقعة خلال الأيام القليلة المقبلة، وأهابت بالجميع أخذ الحيطة والحذر واتباع إرشاداتها.

وقالت في بيان لها أمس إن توقعات الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة تشير إلى احتمال هطول أمطار متوسطة إلى غزيرة على أجزاء من محافظة رابغ، مصحوبة برياح نشطة السرعة.

وتوقعت الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة أمس هطول أمطار خفيفة إلى متوسطة على مناطق شمال المملكة ومناطق غرب ووسط المملكة بالتتابع من اليوم الثلاثاء على مناطق الرياض، ومكة المكرمة والمدينة المنورة، تشمل السواحل منها وبقية مناطق المملكة، ومن ليل الأربعاء بدءا من المنطقة الشرقية والأجزاء الجنوبية من منطقة الرياض ومناطق جنوب غربي المملكة، يليها نشاط في الرياح وانخفاض في درجات الحرارة.

إلى ذلك، قدرت أمانة محافظة جدة تكلفة أعمال إعادة السفلتة وتأهيل شوارع المدينة التي تضررت من الأمطار والسيول الأخيرة، بنحو 100 مليون ريال، وبدأت أعمال السفلتة في البلديات الفرعية، ووزعت 24 فرقة سفلتة بمتوسط فرقتين لكل بلدية، ومن المقرر الانتهاء من الحالات الطارئة لبعض الشوارع خلال أسبوعين.

وأوضح المركز الإعلامي بأمانة محافظة جدة أن المعالجة تتم من خلال عقود الترقيعات الأسفلتية للشمال والجنوب الجارية، ومشروع ترقيعات المحاور الرئيسية، وعقود الهبوطات الجارية، على أن يتم لاحقا تقديم التقارير الفنية اللازمة وإصدار أوامر العمل من قبل الإدارة العامة للطرق.

وذكر المركز الإعلامي أنه يجرى تعزيز ميزانية هذه المشاريع بصورة عاجلة بالزيادة المقررة 10 في المائة، حسب النظام، وأن خطة العمل تتضمن تأمين فرق أسفلتية لكل فرع من أفرع البلديات الفرعية تعمل تحت إشراف رئيس البلدية المعنية، الذي يقوم بتحديد الأولويات من حيث أكثر الشوارع تضررا وأهمية الشارع من ناحية الحركة المرورية به، بالإضافة إلى أنه تم تدعيم كل بلدية بفرقتين للقيام بأعمال السفلتة وترقيع الحفر الوعائية.

وعلى الجانب الآخر، وإنفاذا لتوجيهات القيادة بتكثيف الجهود لتخفيف آثار كارثة جدة وضمن برامج العمل التطوعي المهنية المتخصصة التي تنفذها المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، وجه الدكتور علي بن ناصر الغفيص، محافظ المؤسسة، بإطلاق برنامج الصيانة الطارئة لتأهيل منازل المتضررين جراء الأمطار الأخيرة في جدة كأحد أهم البرامج التي تقدمها المؤسسة للمواطنين والمقيمين.

وأكد رئيس مجلس التدريب التقني والمهني بمنطقة مكة المكرمة الدكتور راشد بن محمد الزهراني أن المجلس انطلق ضمن توجيهات المؤسسة في تنفيذ عدة برامج تمثلت في برنامج صيانة السيارات وبرنامج صيانة المنازل المتضررة وبرنامج الكشافة والجوالة، إضافة إلى برنامج الدعم الفني وإدخال البيانات مع إدارة الدفاع المدني بجدة. وأضاف الزهراني أن المجلس يعمل ضمن خطته للعمل في هذه الأزمة على التنسيق مع الجهات ذات العلاقة لدعم جهود المساعدة لمتضرري السيول في جدة وفق الخطة المعتمدة من مقام إمارة منطقة مكة المكرمة والمتابعة المستمرة من محافظة جدة، مشيرا إلى أن هناك تنسيقا مع إدارة الدفاع المدني بجدة في ما يخص البرامج المنفذة.

وأوضح الزهراني الآلية التي سيتم تفعيلها لتأهيل المنازل المتضررة من خلال تعبئة استمارات معينة لهذا الغرض يسجل فيها المتضرر كل بياناته ويسجل الأضرار بمنزله لتتولى لجنة فنية الكشف على المنزل المتضرر، وبعدها يتجه الفريق الفني للعمل في المنزل، حسب التخصصات المطلوبة من كهرباء وسباكة ونجارة وحدادة وتبريد وتكييف وبشكل فوري لإنجاز العمل. مؤكدا أن توجيهات محافظ المؤسسة تقتضي الاستمرار في العمل، حتى انتهاء طلبات الراغبين في صيانة منازلهم.