جدة: تمديد فترة حصر الأضرار 10 أيام أخرى

غواصون محترفون شاركوا في إجلاء العالقين في مياه الأمطار

TT

في الوقت الذي دعت فيه «جمعية مراكز الأحياء» شباب وأهالي جدة الراغبين في التطوع ومساعدة أهالي الأحياء المتضررة من جراء السيول إلى التقدم لمراكز أحياء النزلة والسامر والنسيم لمشاركة الجمعية جهودها في إغاثة الأحياء المنكوبة، أعلن مدير المركز الإعلامي لمواجهة الحالة الطارئة في محافظة جدة، اللواء محمد القرني، عن تمديد فترة استقبال طلبات حصر الأضرار في المركبات والمنازل والمحلات التجارية، لمدة 10 أيام أخرى، بعد أن انتهت الفترة الأولى، أمس، الاثنين.

من جهتها، شرعت الجهات المختصة بالتنسيق مع عمد الأحياء المتضررة في وضع قوائم متضرري سيول جدة لسرعة صرف بدل السكن والإعاشة والعمل على إنهاء إجراءات سكنهم بعد أن رصد مختصو الدفاع المدني مساكن تضررت ما زال سكانها يقطنون فيها رغم تضررها في أحياء جنوب جدة.

وعاد مدير المركز الإعلامي لمواجهة الكارثة في جدة للقول بأنه وحتى الآن تم حصر ما يقارب 7500 ضرر ما بين عقارات ومركبات، في حين شرعت لجان التقدير المشكلة من وزارة الداخلية والمالية في تقدير الأضرار وإحالتها إلى وزارة المالية لصرف المبالغ المقررة لهم في الضرر بعد تقديره من قبل اللجنة، بينما بلغ عدد الأسر التي تم إسكانها حتى الآن 5700 أسرة عدد أفرادها يفوق 26 ألف فرد.

وأشارت إحصائية إلى أن عدد السلال الغذائية التي تم توزيعها حتى الآن على متضرري السيول من سكان حي الكندرة إلى نحو 500 سلة غذائية متوسطة ويجري العمل حاليا على توزيع وجبات غذائية ساخنة على المتضررين من قاطني الشقق المفروشة في الحي.

وتشارك في توزيعها فور حدوث الأزمة عدة جهات حكومية وخيرية تحت إشراف محافظة جدة وتنسيق عمدة حي الكندرة الجنوبي، حبيب السلمي، بالتعاون مع الشؤون الاجتماعية، والمستودع الخيري والدفاع المدني.

ودشن المستودع الخيري في جدة رقما موحدا للتواصل مع المتضررين من الأمطار والسيول مع توحيد الجهود والتنسيق الأمثل للعاملين في الميدان.

وأوضح المدير العام للمستودع الخيري في جدة، فيصل الحميد، أن هذه الخطوة تهدف إلى تسهيل التواصل بين المستودع والجمعيات العاملة في الميدان حسب توزيع اللجنة التنسيقية للأعمال الإغاثية التابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية، مؤكدا استعداد المستودع لتقديم المساعدة لكل المحتاجين من خلال مشاريع اللجنة.وبين أن المستودع شرع منذ بداية أزمة السيول بتوزيع آلاف الوجبات الساخنة على المتضررين من السيول، إلى جانب توزيع السلال الغذائية والمياه الصحية والتمور.

من جهتها، وزعت هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية التابعة لرابطة العالم الإسلامي حتى الأمس أكثر من 4 آلاف سلة غذائية وبطانية في 10 أحياء متضررة في جدة عبر فرق المتطوعين.

حملات إغاثة المتضررين شملت الكثير من الشرائح عبر مجموعات التطوع التي عملت وفق خطط قادتها جهات الاختصاص وكانت فرق متخصصة في الغوص قد شكلت مجموعات للبحث عن المفقودين جراء الأمطار التي ضربت جدة مؤخرا.

عبد الله العثمان، أحد الغواصين الذين شاركوا في عمليات، كرس مهارته في الرياضات المائية من أجل إنقاذ سكان جدة، قال إن تركيزهم بعد انتهاء السيول كان على مناطق مختلفة من التي حاصرتها السيول وتضرر أهلها على أثرها، وإن عملهم اقتصر على إخراج العوائل من المناطق التي احتجزتهم السيول إلى المناطق الآمنة، حتى يتم تسكينهم من قبل الدفاع المدني. وذكر أن غواصي الإنقاذ لا بد أن يكونوا حاصلين على 3 دورات تتمثل في غوص الإنقاذ، والحصول على دورة الإسعافات الأولية، وإنعاش القلب وفتح مجاري الهواء، فما يميز الغواص أنه ليس بحاجة إلى الدعم نظرا لطبيعة الملابس التي يرتديها، وبطبيعتها تعزل جسم الغواص عن المياه الملوثة التي تعتبر أساسية للدخول للمناطق المنكوبة.

وأضاف: «وقت دخول الأحياء المنكوبة نقوم بتحميل القوارب مواد غذائية يتم توزيعها على الأسر التي رفضت مغادرة المنازل، ومن ثم نتوجه إلى أهالي البيوت المجاورة لهم ممن يردون مغادرة منازلهم حتى يتم تسكينهم في أماكن الإيواء لحين حل مشكلاتهم»، لافتا إلى أنهم لا يركبون تلك القوارب بل يسيرون على أقدامهم.

وفي السياق ذاته قال سلطان عبد الرحيم إنه بعد الانتهاء من البحث عن الجثث تبدأ مرحلة نقل الأدوات من طرف إلى آخر، على اعتبار أن منسوب الماء إذا ارتفع يعتبر مثله مثل البحر.

من جانبه أوضح الكابتن إيهاب جاوي، وهو مدرب غوص محترف ومرخص له دوليا، أن مجموعة الغواصين الذين شاركوا في إنقاذ ضحايا «كارثة الأربعاء2»، هم مجموعة من أكثر من 26 غواصا محترفا، وهم مرخص لهم جميعا، وهي رابطة تم إنشاؤها على موقع «الفيس بوك».

وقال لـ«الشرق الأوسط»: «عندما رأيت في فريقي القدرة على الإسهام في عمليه الإنقاذ والإغاثة والإجلاء بعد الكارثة التي وقعت الأربعاء الماضي، قررنا التوجه في اليوم التالي للكارثة إلى حي التوفيق بالتنسيق مع الدفاع المدني، وساعدنا في إجلاء الناس الذين كانوا موجودين هناك وحاولنا مساندة الأفراد الذين رفضوا الخروج من منازلهم عبر إمدادهم بالطعام داخل منازلهم المتضررة».

وأضاف: «تم توجيهنا إلى عدة مناطق لعمل مسح ميداني وحصر الأضرار الناتجة هناك، وتم وضع الخطط وتقسيم الأفراد إلى مجموعات وكل مجموعه عليها قائد، وبناء عليها تم تحديد تغطية المواقع المراد مسحها حتى نضمن تنظيم العملية بشكل أكبر، وكان ذلك بالتعاون مع عدة جهات، واستمر العمل حتى منتصف الليل».