إثر سطوة العائلات عليها.. «شكوى شبابية» من غياب «العدالة السياحية» عن رالي حائل

المدير التنفيذي لجهاز السياحة يستجيب لمطالب الشباب وينقل إحدى الفعاليات بالقرب منهم

فعاليات رالي حائل تشهد حضورا مكثفا من مواطني دول مجلس التعاون الخليجي («الشرق الأوسط»)
TT

أدى غياب العدالة السياحية في توزيع الفعاليات المصاحبة لرالي حائل الدولي للسيارات إلى تولد شعور بتعزيز العزلة الاجتماعية لفئة الشباب لكون الفعالية في أساسها ذات طابع شبابي.

ويعد رالي حائل الفعالية السياحية الوحيدة في السعودية المخصصة للشباب، ولكنه أظهر من خلال فعالياته سطوة العائلات على كثير من برامجه يضاف لذلك عدم تهيئة المواقع وإيجاد بنى تحتية تخدم الشباب، بالرغم من مرور 5 نسخ على انطلاقه لأول مرة، مما يؤكد على عدم الاستفادة من التجارب السابقة.

وقد أبدى كثير من زوار الشباب لرالي حائل الدولي 2011 استياءهم لتجاهل اللجان المنظمة له، وعدم إيجاد برامج وفعاليات سياحة تهتم بهم، مؤكدين أن الفعالية السياحية كانت الأسرة ذات النصيب الأكبر من الفعاليات، واقتصرت فعاليات الشباب على التطعيس، الذي خصص لسيارات ودراجات معينة، وبحسب مواصفات ومقاييس مكلفة ماديا من وجهة نظر الشباب.

ولمح بعض زوار إلى بعد مواقع الفعاليات الرئيسية، التي تقام بمتنزه المغواة، بينما ركزت فعاليات الشباب بموقع نفود قناء 52 كيلومترا شمال حائل.

في وقت تحول فيه الموقع لمدينة من الخيم بوسط صحراء النفود الكبرى، مجاورين أطول وأكبر حلبة طبيعية للتطعيس في السعودية والخليج حيث بلغ ميلانها أكثر من 150 مترا، ومصنفة من الاتحاد السعودي للسيارات ويأتي بعدها تل مرعب في دولة الإمارات العربية المتحدة.

وحمل البعض من الشباب نقص البنى التحتية التي تخدم متطلبات الفعاليات بالموقع، مشددين على أن فعالياتهم تعد الرئيسية ضمن مواقع الرالي، معتبرين الاهتمام به وتطويره يجب أن يأتي بحجم مرتاديه.

وفي ذات السياق اعترف المهندس مبارك السلامة المدير التنفيذي لجهاز السياحة والآثار بحائل رئيس لجنة الفعاليات برالي حائل بأن الشباب لم يجدوا ذات الاهتمام، الذي حظيت به العائلة ضمن فعاليات رالي حائل الدولي.

وشدد المهندس السلامة في تصريحه لـ«الشرق الأوسط» على أن هناك تقصيرا في فعاليات الشباب في هذه النسخة من رالي حائل وذلك بسبب إلغاء فعالية الشباب التي كانت مقررة أن تقام بقناء على بعد 8 كيلومترات عن موقع تجمع الشباب في كيلو 52.

وأوضح المهندس السلامة أن مطالب الشباب مشروعة في ظل عدم وجود برامج تستوعبهم في ظل تدفق هذه الأعداد الغفيرة منهم ومن وجهات عدة كان مركز الإحصاءات حددها العام الماضي بـ40 وجها داخليا وخارجيا.

ووعد بنقل الفعاليات للعام المقبل بالقرب من نقطة تجمع الشباب في كيلو 52، وستكون شاملة وتستهدف الشباب.

يذكر أن لجنة الفعاليات برالي حائل الدولي قد عدلت برمجتها للفعاليات قبل انطلاقها وتم إلغاء فعالية الشباب الخاصة والتي كانت في قناء بقرب تجمع الشباب وأصبحت الفعالية جلها للأسرة وتشتمل على السوق الشعبية وهي سوق مخصصة للحرف والصناعات والمشغولات اليدوية للحرفيات وتقديم المأكولات الشعبية المشهورة للزوار وتقتصر على العائلات فقط، بالإضافة إلى المقتنيات الأثرية ومخيمات لجامعة حائل وإدارة التربية والتعليم والشؤون الإسلامية وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تهتم هذه المخيمات بالبرامج الخاصة كالمسابقات والعروض التعليمية والحركية والمسابقات الثقافية ومسرح للطفل وعدد من الندوات.

وكان يوم الجمعة والسبت الماضيين شهدا ارتفاعا نسبيا في عدد الزوار لموقع التطعيس حيث بلغ يوم الجمعة أكثر من 20 ألف سيارة وصلت للموقع بحسب منضمين ذكروا ذلك لـ«الشرق الأوسط» والسبت تضاعف العدد وانعكس ذلك على الحركة المرورية التي شابها زحام وإرباك على كافة الطرق المؤدية له على الرغم من جهود رجال الأمن التنظيمية التي يقومون بها وتنوع الزوار بين الشباب والعائلات وقابل ذلك انخفاض في عدد الزوار للفعاليات الرئيسية بمتنزه المغواة مقارنة بموقع الشباب.

وأبدى الشاب فهد مطلق الصايل القادم من منطقة الجوف استغرابه من تجاهل اللجان المنظمة لرالي حائل الدولي للشباب وعدم تخصيص فعاليات تهتم به عدا فعالية التطعيس، والتي تخص فئة قليلة من الشباب أصحاب سيارة ودراجات مخصصة للتطعيس، وشدد الصايل على أنه قادم منذ يوم الخميس الماضي لموقع التطعيس كيلو 52 ونعاني من عدم وجود خدمات وبنى تحتية منها تعبيد تفريعات داخل النفود لمساعدة الشباب على التخييم حيث يعاني الشباب من وعورة النفود مع توفير مياه ودورات مياه حتى لو بمقابل مادي وهي مطالب رئيسية للشاب.

وشدد فهد على أن الشباب ينتظرون رالي حائل الدولي سنويا، ويعدون له العدة ولكن نصطدم بعوائق منها بعد مواقع الفعاليات الرئيسية وعدم إيجاد برامج سياحية في موقع الشباب في النفود مطالبا الهيئة العليا للسياحة والآثار بتخصيص فعاليات تهتم بنا وتكون في هذا الموقع الذي يعد الأشهر خليجيا نظرا لارتفاع الشاهق لتلال النفود هنا وتكون هذه الفعاليات بشكل دوري لأن هذا الموقع أسبوعيا يجتمع فيه الشباب.

وفي ذات السياق أوضح بدر طراد الشمري من حائل أن اللجان المنظمة لم تستفد وتستخلص العبر من النسخ السابقة للرالي وفعالياته المصاحبة والذي يعد أكبر فعالية سياحية تنظم في السعودية من حيث الإقبال عليها وتابع بدر أن موقع طلعة كيلو 52 بنفود قناء يشهد سنويا تدفق أعداد غفيرة من شباب وعائلات من مختلف المناطق يقضون فيه جل أيام الرالي، ولا يوجد به فعالية سوى التطعيس فقط وهو ما يجعل الشباب يبحثون عن بدائل يقضون وقتهم فيها أحيانا تكون خطرة. وطالب بدر بتخصيص هذا الموقع كمتنزه وطني يتم توفير كافة الخدمات الضرورية للتسهيل على الزوار والسياح القادمين من خارج حائل بتعبيد مواقع داخل النفود وتنظيم المخيمات ليؤمن سلامة قاطنيها حتى لا تحدث حرائق أو غيرها مع توفير دورات مياه وشدد بدر على أن وعورة النفود حالت دون وجود مستثمرين ينصبون خياما حيث تواجد قبل انطلاق الرالي بوقت كاف وحاولوا بناءها لكنهم واجهوا صعوبة لعدم وجود طرق معبدة داخل النفود وعدم وجود طريق مزدوج يوصل للموقع وهو ما جعلهم يرحلون.

وأضاف بدر بطلبه تنظيم برامج تدريبية توضح للشباب خطورة بعض سلوكياتهم وبرامج سياحية تجذب الشباب يقضون بها أوقات فراغهم تستقطب الشباب والزوار ويعزز مكانة الرالي ويجعلهم يعيدون زيارة المنطقة مرة أخرى.