الزيتون.. قصة كفاح ونجاح أوصلت الجوف إلى العالمية

المنطقة تحتوي على 15 ألف مزرعة.. و13 مليون شجرة

كبار السن في منطقة الجوف يحرصون على المشاركة في مهرجان الزيتون وتبدو مجموعة منهم في حديث مع أمير المنطقة («الشرق الأوسط»)
TT

الزيتون والجوف، علاقة دامت سنوات، تلك العلاقة جعلت من السعودية بلدا مسهما في صناعة الزيتون في العالم، حيث تصل بعض المنتجات إلى مناطق خارج البلاد، وتشتهر بإنتاج الشجرة عينها.

وفي ليلة في منطقة الجوف (شمال السعودية)، احتفل سكان المنطقة بتلك الشجرة (الزيتون) التي لا تزال تمدهم بالزيتون، بالإضافة إلى دعم تلك الشجرة لعدد من الأسر المنتجة.

وافتتح الأمير فهد بن بدر بن عبد العزيز، أمير منطقة الجوف، مهرجان الجوف في دورته الرابعة، وشهد وجود ما يربو على 150 أسرة منتجة في مهرجان هذا العام.

وفي ظل تزايد مشاركة تلك الأسر المنتجة، أعلن الأمير فهد بن بدر بن عبد العزيز، أمير منطقة الجوف، عن تخصيص سوق تضم الأسر على مدار العام، على أن يكون لمدة يومين في نهاية كل شهر، ومن دون مقابل مالي للمشاركة.

وعرض فيلم وثائقي خلال حفل الافتتاح بعنوان «الزيتون.. كفاح ونجاح»، استعرض مسيرة نجاح زراعة الزيتون في المنطقة وما تحقق خلال الفترة الماضية وزيادة عدد المعاصر لتصل إلى 21 معصرة زيت زيتون في المنطقة تستقبل إنتاج أكثر من 15 ألف مزرعة، تضم في جنباتها أكثر من 13 مليون شجرة زيتون تنتج ما يزيد على 70 ألف طن من الزيتون سنويا و50 ألف طن من زيت الزيتون.

وأكد الأمير فهد بن بدر بن عبد العزيز، أمير منطقة الجوف، خلال كلمة، أن منطقة الجوف أصبحت تسهم في تنمية الحركة الاقتصادية في البلاد عبر تسويق المنتج بشكل كبير وفي وقت قياسي بعد أن كان المزارعون يتذمرون من إمكانية تسويق منتجهم، لا سيما صغار المزارعين، كما أن الجودة العالية التي يتمتع بها منتج الجوف من زيت الزيتون أسهمت في زيادة الطلب وسرعة التسويق، وأعرب عن شكره للقائمين على فعاليات المهرجان بجميع لجانه المتعددة وما قاموا به من جهود في هذه الدورة والدورات السابقة وتكاتف الجميع لإبراز هذا المهرجان.

وفي المعرض عدد من الحرف اليدوية التي تتميز بها سيدات الجوف اللائي يشاركن في السوق، منها حرفة «السدو»، وعدد من المأكولات الشعبية التي تشتهر بها المنطقة، وحياكة السجاد والمنسوجات اليدوية، وصناعة صابون زيت الزيتون، وصناعة زيت الزيتون، والزيتون المخلل.

وتعرض أيضا حرفة التمور وكيفية استخراج السمح، واستخداماته المتعددة وأبرزها «البكيلة» والسمح، وهي نبته تحتوي على بذر تطحن وتعجن مع السمن، كما يشارك عدد من السيدات بالملبوسات الشعبية وعرض لطرق خياطها بأزيائها القديمة، ويشارك عدد من القطع الأثرية الخاصة بالاستخدامات المنزلية سابقا.

واعتبر رئيس اللجنة المنظمة لمهرجان الزيتون، وأمين منطقة الجوف، المهندس محمد الناصر، أن سهولة تسويق هذا المنتج أسهم في توافد آلاف المواطنين والمسوقين، مشيرا إلى ارتباط تلك الشجرة «شجرة الزيتون» باسم المنطقة، فلا يكاد يذكر اسم الزيتون إلا ويتبادر للذهن منطقة الجوف رغم الوقت القصير الذي مضى على انطلاقة الدورة الأولى.

وأضاف الناصر أن عدد الأشجار المزروعة خلال الأعوام الفائتة قد ارتفع بزيادة 3 ملايين شجرة، في حين ارتفع عدد العارضين من المزارعين من 25 عارضا إلى 55 عارضا، مع زيادة عدد العارضات من الأسر المنتجة من 25 في الدورة الأولى إلى 150 في الدورة الحالية، الرابعة.

ونوه المهندس الناصر بجهود الجهات الداعمة والمشاركة والرعاة وما قامت به المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، وهي الشريك الاستراتيجي للمهرجان.

وأشار إلى أنه تم تخصيص يومين في الشهر للأسر المنتجة من خلال تخصيص موقع لهذه الأسر يتم تسويق إنتاجها على مدار العام، حيث سيسهم ذلك في زيادة دخل هذه الأسر وتنوع إنتاجها، لافتا إلى أن المعرض المقام على هامش فعاليات المهرجان حقق الأعوام الماضية نجاحات كبيرة ومبيعات فاقت المتوقع.

وبين الناصر أن هذه المنتجات تتمتع بجودة عالية، حيث إنها أعمال يدوية وهي تتميز بالدقة والجودة العالية، كما أن الكثير منها قطع أثرية نادرة الوجود.