ثقافة «الأبنية الخضراء».. تفرض وجودها في قطاع أعمال البناء بالسعودية

الرياض ستشهد في أكتوبر المقبل منتدى لدعم المنتجات الصديقة للبيئة

TT

في خطوة تأتي لتعزيز نشر ثقافة الأبنية الخضراء، تبنّى مجلس الغرف السعودي، هذه الثقافة، عبر تشكيل احتضان فعاليات المجلس السعودي للأبنية الخضراء، الأمر الذي يعدّه القائمون عليه، دعما وثيقا لهذا القطاع، من قبل التجمع الاقتصادي الأضخم في البلاد. وتأتي هذه الخطوة، في الوقت الذي تتزايد فيه المطالب العالمية لتبني صناعة الأبنية الخضراء، حيث تشير الدراسات العلمية الحديثة إلى تزايد تأثير الأبنية التقليدية على البيئة، في الوقت الذي تتميز فيه صناعة الأبنية الخضراء، بمحافظتها على التنوع الطبيعي للنظام الآيكولوجي، بحيث تكون المباني جزءا من الطبيعة ودورتها، بدلا من أن تكون عدوة لها.

وتأخذ صناعة «الأبنية الخضراء» بعين الاعتبار في تصميمها، حماية البيئة من التلوث الناتج عن الصناعات، وذلك باستخدام مواد أعيد تدويرها، إلى جانب اعتمادها على الموارد الطبيعية، كإضاءة الشمس الطبيعية وحركة الرياح ومياه الأمطار، الأمر الذي يؤدي إلى تقليل الآثار السلبية للمباني على البيئة أدنى ما يمكن، إلى جانب زيادة جودة المبنى.

واعتبر الدكتور فهد السلطان، الأمين العام لمجلس الغرف التجارية، أن ما يقدم من عمل لتعزيز ثقافة «الأبنية الخضراء»، خدمة للوطن، مؤكدا أن مجلس الغرف التجارية سيدعم أعمال المجلس السعودي للأبنية الخضراء، متمنيا التوفيق في المساعي الجادة لخدمة البلاد، مشيرا إلى أن النهوض بالمجتمع وتطويره يكون من خلال الإسهامات والمبادرات التي تصب في المصلحة العامة.

من جانبه، أكّد المهندس فيصل الفضل، العضو المؤسس في المجلس السعودي للأبنية الخضراء، لـ«الشرق الأوسط»، أن المنتدى السعودي الأول للأبنية الخضراء، الذي أقيم في شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، قد آتى ثماره، وذلك من خلال تفعيل عدد من توصيات المنتدى، والتي جاء من بينها تبني مجلس الغرف السعودي لهذا القطاع، ودعم رجال الأعمال لمنتجات البناء الأخضر، لافتا إلى أن المنتدى السعودي الثاني للأبنية الخضراء، الذي سيقام في أكتوبر المقبل، سيطرح قضايا المنتجات الصديقة للبيئة، وآليات دعمها وتوفيرها للمستهلك، وتعزيز ثقافتها لدى رجال الأعمال من منتجي مواد البناء.

وتعد «الأبنية الخضراء»، بديلا حضاريا للأبنية التقليدية، حيث تعتمد بدرجة كبيرة على الموارد الطبيعية، وتعمل على توفير الطاقة وتحسين المناخ البيئي للأبنية، إضافة إلى أنها تحسن من مستوى الراحة والصحة لمستخدمي المنشأة، وتضاعف جمال وجودة المنشأة، وتقلل من الضغط على الخدمات العامة للأحياء.

وتوفر «الأبنية الخضراء»، أكثر من 40 في المائة من التكلفة التشغيلية، حيث تعمل على الترشيد في فواتير الكهرباء والمياه، وتتيح إمكانية استخدام التكييف الطبيعي لفترات طويلة من السنة، دون الحاجة إلى التكييف المعتمد على الطاقة الكهربائية، مما يخفف التكلفة التشغيلية للكهرباء، إلى جانب ما تقدمه من توفير للمياه عبر أنظمة التوفير وإعادة التدوير.