غبار يسبق المطر.. حالة تشهدها أجواء السعودية باستمرار

توقعات بهطول أمطار على المناطق الوسطى والشرقية اليوم.. وأجواء صافية مطلع الأسبوع المقبل

TT

وإن تفاوتت بين شدتها وخفتها.. تبقى في كثير من الأحيان علامة فارقة في سماء السعودية، إلا أن أمطار هذا العام خففت من وطأتها، لتتحول إلى بشير خير، حيث تكرر مشهد إثارة العوالق الترابية قبل هطول أمطار هذا الشتاء، والتي كان آخرها ما شهدته العاصمة الرياض، أمس، إلى جانب بعض مدن المناطق الوسطى والشرقية من البلاد، من هطول أمطار سبقها غبار.

وفي الوقت الذي شهدت فيه مناطق متفرقة من السعودية، أمس، هطول أمطار، رصدت الأقمار الصناعية صورا لتحركات السحب الممطرة، متوقعة استمرارية هطول أمطار وصفتها بالخفيفة على مناطق وسط وشمال وشرق السعودية اليوم وغدا.

وبحسب موقع التوقعات الروسي «واي آر» الذي أكدت توقعاته بعض محطات الأرصاد الجوية العالمية، فإنه من المتوقع أن تستمر وتيرة تشكل السحب الممطرة خلال الأيام المقبلة على مناطق متفرقة من السعودية، خصوصا الوسطى والشرقية منها، في حين تقل فرصة هطول الأمطار مع بداية الأسبوع المقبل الذي سيشهد أجواء صافية في معظم المناطق.

وعن إثارة الأتربة والغبار التي تسبق هطول الأمطار، أوضح الدكتور ناصر سرحان، أستاذ الأرصاد الجوية المساعد في كلية الملك فيصل الجوية، ومدير وحدة العلوم الجوية، خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط»، أن إثارة الغبار في مقدمات الأنظمة السحابية، ينتج عن الحركة الرأسية للهواء الهابط في مقدمة السحب الركامية ويشتد هذا الغبار أو العواصف الرملية بناء على حجم النظام السحابي، مشيرا إلى أنها عادة ما تكون عنيفة وتقلل مدى الرؤية الأفقية حتى الصفر مع العواصف الرعدية الممطرة والتي تؤثر على وسط المملكة في فصل الربيع.

وزاد أستاذ الأرصاد الجوية أن الغبار الذي تشهده السعودية في شمالها وحتى وسطها ينتج عادة بسبب الفروق الحرارية بين مناطق الشمال والتي تتأثر بسفر ومرور الجبهات الهوائية الباردة من حوض المتوسط حتى المنطقة الشرقية مرورا بالشمالية (هواء بارد هابط)، وبين تأثر وسط البلاد بمنخفض الهند الموسمي الدافئ الرطب، مما يحدث فروقا حرارية بين الشمال والوسط، الأمر الذي من شأنه تدرج سريع في الضغط الجوي مما يسبب نشاطا للرياح السطحية ويثير الغبار والأتربة وتعتمد عمليات تقلب الغبار والأتربة على حجم جزيئاتها ومدى الجفاف الحاصل على المنطقة.

وبالعودة إلى أمطار يوم أمس، قال الدكتور سرحان، أستاذ الأرصاد الجوية لـ«الشرق الأوسط» إن التحليل العلمي لأمطار يوم أمس، على منطقة الرياض ومنطقة القصيم، يفيد بأنها أمطار خفيفة سببها تعمق لامتداد منخفض جوي بارد على طبقات الجو العليا (700 ملليبار) وبنفس الوقت تعمق لمنخفض السودان الموسمي على الطبقات القريبة من سطح الأرض ويصل حتى مناطق الشرقية.

وأضاف سرحان أن الهواء الجنوبي الغربي الرطب مع التبريد العلوي يعد وضعية نموذجية مع تزحزح النفاثات العليا على وسط المملكة وتأثيراتها الغربية، وتعطي فرصة للتوقع بأمطار خفيفة حسب صور الأقمار الصناعية، متوقعا فرصة هطول أمطار خفيفة أيضا ولنفس السبب على المنطقة الشرقية اليوم.

وفيما يتعلق بدرجات الحرارة المتوقعة على مناطق السعودية بعد تأثرها بالوضعية التي سادت أجواء السعودية امتدادا لمنخفض السودان الموسمي، قال إنه من المتوقع أن تنحصر درجات الحرارة العليا في معظم مناطق البلاد في بحر العشرينات المئوية، في حين تظل درجة الحرارة الصغرى بين 10 و15 درجة مئوية طيلة الأسبوع المقبل.

وأوضح أستاذ الأرصاد الجوية أن امتداد منخفض السودان الموسمي عادة ما يقوم بسحب حزام سحابي يمتد عبر السعودية من المنطقة الغربية إلى المنطقة الشرقية مرورا بالوسطى وهذا ما تم رصده وأدى إلى تساقط الأمطار، مشيرا إلى أنه وفي نفس التوقيت تتأثر مناطق شمال السعودية وشمال غربي السعودية بالجبهات الهوائية الباردة التي تعبر هذه المناطق آتية من حوض البحر الأبيض المتوسط كمنخفضات جوية.

وذكر سرحان أن تأثير التيارات الجنوبية الغربية الرطبة المصاحبة لتعمق منخفض السودان الموسمي مع امتداد منخفض جوي في طبقات الجو العليا كتأثير عن سفر الجبهات الهوائية الباردة القادمة من حوض البحر الأبيض المتوسط تعتبر وضعيات نموذجية لتكوين السحب الرعدية الممطرة على المنطقة الغربية والوسطى والشرقية