أسراب الجراد الصحراوي من مزارع أفريقيا إلى موائد السعوديين

«تغدوا» بها قبل «عشائها» على محاصيلهم

TT

في الوقت الذي بدأت فيه وزارة الزراعة السعودية مواجهة 9 أسراب من الجراد الصحراوي القادمة من مناطق شرق أفريقيا إلى مناطق تبدأ من تهامة جيزان وحتى تهامة تبوك بنحو 26 فرقة استكشاف ومكافحة، تهافت البعض لالتقاطها بغية أكلها.

وعلى الجانب الآخر، استغل البعض الفرصة لجمعها وبيعها بأسعار تجاوزت، بحسب بعض المصادر، 3000 ريال للكيس، وسط تحذيرات رسمية زراعية وطبية من تناولها لتعرضها لمبيدات حشرية كيميائية ذات خطورة على الإنسان تم رشها بها.

وأوضح المهندس محمد حلواني مدير عام المركز الوطني لمكافحة الجراد وأبحاثه في وزارة الزراعة أنه تم تشكيل 26 فرقة استكشاف ومكافحة استطاعت تمشيط نحو 6 آلاف هكتار من المساحات المتوقع وصول الجراد إليها والمقدرة بنحو 10 آلاف هكتار في مناطق تبوك والمدينة المنورة والباحة وأجزاء من منطقة مكة المكرمة في الليث ورابع.

وأضاف أن الوزارة استعدت منذ وقت مبكر بفرقها ومعداتها لمواجهة تلك الأسراب، وقال إن فرق الرش واجهت أثناء تأدية مهماتها وجود النحالين ومربي المواشي في المناطق المطلوبة للرش.

وأبان أنه في حال وجود مؤشرات لقرب وصول أسراب الجراد إلى منطقة أو محافظة، تتم مخاطبة الجهات الرسمية هناك لاتخاذ اللازم وإشعار المحافظات والمراكز وشيوخ القبائل في المنطقة التي ستغزوها أسراب الجراد، لتوعية وتنبيه مربي المواشي وأصحاب المناحل بالابتعاد عن مناطق الرش، وأيضا لإعطائهم فرصة كافية لنقل خلاياهم إلى منطقة آمنة، حتى لا تصل إليها أعمال الرش.

وشكا حلواني من تهافت بعض سكان المناطق على اصطياده وبيعه وهو ما شكل عبئا لهم، من حيث انتشار الجراد وزيادة رقعة أسرابه دون سماع التوجيه والنصح من قبل الفرق والخطر الكبير الذي يشكله جمع الجراد الذي رش بالمبيدات الخطرة.

وحذر حلواني من اتجاه البعض إلى بيع الجراد وأكله لخطورته على الصحة العامة، لما سيكون عليه الرش بمبيدات حشرية كيميائية لها خطورة على الإنسان، ما يعرضه للتسمم إذا لم يلتزم بالتعليمات، وقال إن 70 في المائة منها تعرض لرش.

وحذرت من جانبها وزارة الزراعة المواطنين عبر بيان رسمي من جمع وأكل الجراد الصحراوي المعامل بالمبيدات الكيميائية لخطورته على الصحة العامة، مؤكدة أن التسخين يزيد من خطورة المواد الكيميائية وتصبح أكثر سمية. وأهابت الوزارة بالمواطنين إلى المبادرة بإبلاغ أقرب مديرية أو فرع للزراعة بالمنطقة عن أية أعداد تشاهدها من الجراد وعن أماكن وجود الجراد خاصة في المناطق المهجورة الصحراوية وهي البيئة المناسبة لتكون أسراب الجراد، حتى تتم مكافحته ووضع المنطقة تحت المراقبة حفاظا على الثروة الزراعية. وأكدت الوزارة أن الجراد من الحشرات الخطيرة جدا على المحاصيل الزراعية، وأن أي تهاون في الإبلاغ عن أماكن وجود أسراب الجراد أو حورياته يساعد على زيادة أعداده وبالتالي زيادة خطورته على المحاصيل الزراعية.

من جهتها أكدت الدكتورة مها بشري اختصاصية التغذية من تناول الجراد المعامل بالمبيدات الكيميائية، لخطورته على الصحة العامة لما قد تسببه المبيدات الحشرية من أمراض تصل بعضها إلى حد الموت.

وقالت من أهم تلك الأمراض الحساسية وأعراض السرطان خصوصا إذا كانت تلك المبيدات تتناول على المدى الطويل على غرار ما هو موجود في بعض الخضار. ويعد الجراد من الميتتين اللتين أحل أكلهما، بحسب الحديث النبوي الشريف الذي رواه ابن عمر - رضي الله عنهما - حين قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : «أحلت لنا ميتتان ودمان، فأما الميتتان فالجراد والحوت، وأما الدمان فالطحال والكبد»، أخرجه أحمد وابن ماجة.