الجوف: مهرجان الزيتون يعود بأكثر من 7 ملايين ريال.. و165 ألف زائر في أسبوع

بينما عرضت 150 سيدة ما تتميز به المنطقة من خصوصية

الجوف تعول على المهرجان السنوي الذي بات محل اهتمام دول مجاورة وقاد لأن تحتل موقعا مهما في إنتاج الزيتون ومشتقاته («الشرق الأوسط»)
TT

قدرت اللجنة المنظمة لمهرجان الزيتون في الجوف (شمال السعودية) مبيعات الدورة الرابعة خلال أسبوع بأكثر من 7 ملايين ريال، مع توقعات بأن ترتفع نسب المبيعات خلال الأيام القليلة المقبلة.

وأعطى زكريا الدرعان نائب رئيس اللجنة المنظمة والمسؤول المالي لمهرجان الزيتون بالجوف في دورته الرابعة، «الشرق الأوسط» أرقاما دقيقة من حيث المبيعات وعوائدها، وأكد أنها فاقت 7 ملايين و170 ألف ريال، شاملة كل المبيعات من الزيت (زيتون المائدة)، الذي تشتهر به المنطقة، إضافة إلى عدد من صفقات شتلات زيتون تم تداولها خلال المهرجان.

وتشتهر منطقة الجوف السعودية بكونها إحدى أهم المناطق المنتجة للزيتون، بل والمصدرة له، حيث تعمل المنطقة على تمويل عدد من الدول الأوروبية بالزيتون ومشتقاته، وهو ما يعطي المنطقة مكانة على مستوى المملكة، بل على مستوى منطقة الشرق الأوسط وأوروبا.

واعتبر عاملون في سوق الزيتون بالمنطقة نسبة المبيعات لهذا الموسم، جيدة نوعا ما، بالنظر لقلة الإنتاج هذا العام, وتوقعوا في الوقت ذاته ارتفاع نسبة المبيعات خلال الفترة المتبقية، أو خلال الأيام الأخيرة من أيام المهرجان.

وفي ذات السياق، عرضت 150 سيدة مشاركة في جناح الأسر المنتجة، الذي ينظمه جهاز السياحة بمنطقة الجوف ضمن فعاليات مهرجان الزيتون الرابع، منتجات حرفية نسائية اشتهرت بها المنطقة منذ القدم، مثل (السدو والنسيج والخوص والمأكولات الشعبية), وأبرزن تطور الصناعات اليدوية للأسر المنتجة بالمنطقة، من صناعة صابون زيت الزيتون وصناعة الحلويات والعطور.

وأكد في هذا الصدد حسين الخليفة المدير التنفيذي لجهاز السياحة، أن الجهاز نجح في استقطاب الأسر المنتجة وإشراكها ضمن فعاليات مهرجان الزيتون الرابع، بعد أن خصص لها معرض خاص بالأسر المنتجة.

وأضاف أن الهيئة نظمت معرض الأسر المنتجة ضمن فعاليات المهرجان كأكبر سوق شعبية للحرفيات، حيث يضم أكثر من 150 عارضة، لافتا إلى أن المعرض يضم عددا من الحرف اليدوية التي تتميز بها سيدات الجوف.

وصنف الخليفة أسواق الجوف من ضمن أكبر الأسواق في المنطقة الشمالية، لا سيما العاملة على إنتاج الحرف اليدوية والأسر المنتجة، ومن أكبر أسواق المملكة الشعبية، وتحمل الكثير من الحرف المشهورة بها منطقة الجوف، وعد المهرجان فرصة للأسر المنتجة لتسويق إنتاجها، وتوقع الخليفة أن يشهد المعرض إقبالا كبيرا من الزوار يتزامن مع نجاح كبير كالذي تحقق خلال الأعوام الماضية.

وبالعودة للفعاليات الثقافية والعلمية المصاحبة لمهرجان الزيتون الرابع بالجوف هذا العام، فقد تنوعت ما بين إقامة محاضرات وندوات ثقافية، بالإضافة إلى دورات تدريبية كفعاليات مصاحبة للمهرجان.

وفي هذا السياق، أكد ظافر القحطاني، رئيس اللجنة العلمية والثقافية بالمهرجان، على بناء شراكة استراتيجية بين مجلس التدريب التقني والمهني ومهرجان الزيتون الرابع، وتم تكليف المجلس بتولي أعمال اللجنة الثقافية والعلمية.

وبناء على تلك الشراكة، تم التنسيق لاستضافة عدد من الشخصيات البارزة، بينما تمت إقامة محاضرتين للبروفسور جابر القحطاني أستاذ العقاقير بكلية الصيدلة بجامعة الملك سعود، على مدى ليلتين، وتحدث خلال محاضرته الأولى عن «الزيتون وفوائده الطبية»، وكان محور المحاضرة الثانية عن «التداوي بالأعشاب».

وشهد المهرجان على هامشه إقامة محاضرة للبروفسور عبد الباسط السيد أستاذ الطب البديل بالمركز القومي، الذي أبرز عبرها الإعجاز في الزيتون وفوائده للصحة، وحظيت المحاضرات بحضور كثيف من زوار المهرجان.

ولم يغفل مهرجان الزيتون الرابع في منطقة الجوف، وجود ومشاركة مزارعين بتخصصات عدة، وعقدت محاضرات موجهة للمزارعين والمهتمين بالزراعة، قدمها الدكتور محمد المرشدي أستاذ علوم التربة والمياه بكلية الأرصاد والبيئة وزراعة المناطق الجافة بجامعة الملك عبد العزيز، وتحدث عن «صون وعناية شجرة الزيتون لاستدامتها»، وشهدت حضور عدد من المختصين والمهتمين والمزارعين.

وشهدت الحرف اليدوية، التي تشتهر بها المنطقة، إقبالا كثيفا من الزوار، لما تتميز به المنطقة عن غيرها، ومن بين تلك الحرف التي تشتهر بها المنطقة ويعمل عبرها عدد من الأسر المنتجة «حرفة السدو، وحرفة المأكولات الشعبية، ومرقوق، وجريش، وخبز القرصان».

وتبرز في جانب آخر، عدد من الحرف اليدوية، كحرفة السجاد والمنسوجات اليدوية، وزراعة التمور، وتتولى السيدات العاملات في الجناح الشرح للزائر عن كيفية تخزين التمور وتحويلها «للحويل»، للحفاظ عليها أكبر مدة ممكنة، وكيفية استخراج نبات السمح البري واستخداماته المتعددة وأبرزها «البكيلة».

وتشارك الملبوسات الشعبية وكيفية خياطتها بأزيائها القديمة، بالإضافة إلى عدد من القطع الأثرية الخاصة بالاستخدامات المنزلية سابقا، كما يشارك عدد من الحرف اليدوية الحديثة التي أصبحت من الحرف التي تتميز بها سيدات الجوف، مثل صناعة صابون زيت الزيتون وصناعة زيت الزيتون والزيتون المخلل.

ودعا الخليفة زوار المهرجان إلى التسوق من الأسر المنتجة، حيث يعد من الفرص النادرة، لعدم وجود إنتاجها بالشكل المتوافر بالسوق الخارجية، مبينا أن المهرجان يهيئ لهم الفرصة المناسبة لتسويق إنتاجهم, مؤكدا أن هذه المنتجات تتمتع بجودة عالية، حيث إنها أعمال يدوية، وهي تتميز بالدقة والجودة العالية, وأشار إلى أننا نعمل على توفيرها وتدريب الشابات على هذه الحرف لعدم اندثارها.