السياحة تحصد النصيب الأكبر من فرص العمل خلال 10 سنوات بـ61%

الانتهاء من دراسة توصي بالحاجة لمرشدين سياحيين

TT

أسهم قطاع السياحة والآثار في السعودية بتوفير 61 في المائة من إجمالي فرص العمل المتولدة في القطاعات الصناعية، والزراعية، والسياحية، خلال السنوات العشر الماضية، على الرغم من أن قطاع السياحة لم ينل سوى 4.7 في المائة فقط من إجمالي الدعم الحكومي لتلك القطاعات مجتمعة.

ووفقا للتقرير الصادر عن مركز المعلومات والأبحاث السياحية (ماس) بلغ عدد الوظائف المباشرة التي وفرها قطاع السياحة والآثار 458 ألف وظيفة نهاية عام 2009، ويشكل السعوديون العاملون فيه نسبة 26 في المائة.

وأشار التقرير إلى أن المواطنين يشغلون أكثر من 119 ألف وظيفة، وهي نسبة تمثل ضعف ما تحقق للقطاع الخاص في القطاعات الأخرى، علما بأن نسبة السعوديين في عام 2000، أي قبل إنشاء الهيئة العامة للسياحة والآثار، «لم تتجاوز 10 في المائة في أحسن الأحوال»، وشهدت نموا بنسبة بلغ متوسطها السنوي 6.2 في المائة، وهو العدد الذي لا يمثل النسبة القصوى لما يمكن لقطاع السياحة أن يوفره من فرص وظيفية، التي وعدت بها الاستراتيجية الوطنية للتنمية السياحية التي أقرتها الدولة عام 1425، في الوقت الذي كانت فيه الاستراتيجية مبنية على توفير الدعم والتمويل اللازمين لهذا القطاع الناشئ لتحقيق المزيد من الوظائف.

وبين التقرير أن 50.780 ألف مواطن ومواطنة التحقوا بالعمل في القطاع السياحي خلال الفترة من 2000 إلى 2009، وهو ما يعكس قدرة هذا القطاع على استيعاب العدد الأكبر من الكفاءات الوطنية المؤهلة بشكل يفوق القطاعات الأخرى.

وتعد صناعة السياحة من أهم القطاعات الاقتصادية نموا في العالم بما تستوعبه من عمالة كبيرة، حيث يسهم القطاع بنحو 219 مليون وظيفة في العالم، بما يعادل 6.7 في المائة من سوق التوظيف في العالم، ويتوقع أن تصل إلى 275 مليون وظيفة بحلول عام 2019.

وأكدت الهيئة العامة للسياحة والآثار أن توفير فرص العمل الحقيقية للمواطنين يعد إحدى مهامها، حيث شدد الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة في أكثر من مناسبة على أن مهمته الرئيسية تتمثل في إيجاد فرص عمل للمواطنين من خلال تأسيس قطاع جديد ينتج فرص العمل للمواطنين.

وتعتبر الهيئة أن الاستثمار في قطاع السياحة يولد فرص عمل أكثر من حيث الكم والنوع مقارنة بالاستثمار المماثل في أي قطاع آخر، وهو ما يجعله يحتل مكانة متقدمة ضمن أكثر ثلاثة قطاعات مولدة لفرص العمل حول العالم، إلى جانب الميزة النسبية التي يحتلها هذا القطاع بقدرته على استيعاب شرائح عريضة من الموارد البشرية باختلاف تأهيلها العلمي وتوزعها الجغرافي.

وأوضحت الهيئة أن قطاع السياحة يتيح توليد الكثير من فرص العمل مقارنة بالقطاعات الأخرى، لا سيما أن القطاع الخدمي يعتمد على تشغيل الكثير من القطاعات الأخرى، مثل الإنشاء والتصنيع والنقل بأنواعه والخدمات الإدارية، التي تشكل رافدا دائما لتشغيل المنشآت السياحية، فتأثيره متنوع ومتعدد ويطال جميع القطاعات الاقتصادية.

يضاف إلى أنه لا يمكن إغفال تأثير نمو قطاع السياحة في الاقتصاد الوطني، وبالتالي فهو يلعب دورا مهما في توفير فرص مباشرة للمواطنين للعمل في السياحة، وفرص غير مباشرة في القطاعات الأخرى، إضافة إلى مميزاته النسبية في إيجاد الوظائف للمواطنين في مناطقهم، وعدم تركز هذه الفرص في مدن ذات غنى بالموارد الطبيعية مثل المدن الصناعية أو التعدين أو نحوهما.

وحول توظيف خريجي كليات السياحة والفندقة في السعودية، أوضح لـ«الشرق الأوسط» الدكتور عبد الله تمام عميد كلية السياحة والفندقة في المدينة المنورة، أن قطاع السياحة والفندقة بحاجة إلى موظفين مدربين ومؤهلين، كل في تخصصه، لافتا إلى أن الكلية تقوم بتوفير الوظائف لهؤلاء الخريجين قبل تخرجهم من خلال اتفاقيات تعاون وشراكة مع القطاعات الخاصة وفق شروط ومعايير تنفذ من قبل إدارة الكلية السياحية والقطاعات الخاصة.

ويضيف «قمنا بعمل إحصائية للطلاب قبل التخرج ووجدنا أن 50 في المائة منهم قد ارتبطوا بعقود عمل قبل تخرجهم وذلك من خلال الاتفاقيات التي تتم بين الكلية والقطاعات الخاصة»، لافتا إلى «أنهم يتلقون طلبات من قبل القطاعات الخاصة ولكن أعداد الخريجين لا تكفي أحيانا».

وقال «إن عدد طلاب الكلية يتراوح بين 650 إلى 700 طالب»، مشيرا إلى أن ذلك يعد وضعا طبيعيا مقارنة مع الكليات السياحية على مستوى العالم، لا سيما أن كليات السياحة والفندقة تعد تخصصات جديدة في السعودية، حتى إن البعض لا يعلم عنها.

وأبان تمام أن كلية السياحة والفندقة في المدينة المنورة الوحيدة في السعودية التابعة للمؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، معربا عن طموحه لانضمام عدد من الطلاب بجميع مناطق السعودية، بهدف تغطية الخدمات السياحية من قبل شباب مدربين ومؤهلين.

وحول الأقسام التي توفرها الكلية، أشار تمام إلى أن هناك أربعة أقسام، منها موظف الاستقبال، وهو التخصص الذي يلقى قبولا كبيرا من قبل الطلاب، ويليه قسم السفر والسياحة، مشيرا إلى أن تخصص إنتاج الطعام وخدمة الطعام لا يجد إقبالا كبيرا.

وفي ذات السياق، كشف عن أنه تم الانتهاء من إعداد خطة لإضافة تخصص «مرشد سياحي» ضمن أقسام الكلية، مشيرا إلى قرب انتهاء الإجراءات الإدارية لهذا التخصص، في ظل توافر دراسة تؤكد احتياجه في قطاع الإرشاد السياحي.