«السياحة تثري» برنامج ينجح في تلمس احتياجات السياحة.. ويوصي بتوفير فرص عمل جديدة

ثقافة الاستجمام والترفيه تحتل المرتبة الأولى ضمن آراء المستهدفين بنسبة بلغت 40%

TT

كشفت دراسة حديثة عن نجاح برنامج «السياحة تثري» الذي تنفذه الهيئة العامة للسياحة والآثار، في زيادة وعي المجتمعات المحلية بأهمية تطوير البيئة السياحية، وتحويلها من كنوز مهدرة إلى منتج اقتصادي وحضاري وثقافي وفكري بارز ومؤثر.

ووفقا لاستطلاع ينفذ أثناء ورش عمل البرنامج، استطاع برنامج تمكين المجتمعات المحلية «السياحة تثري»، التأثير بوضوح في المجتمع المحلي بأهمية السياحة، بوصفها صناعة ترفع القيم الحضارية والثقافية للمملكة، إلى جانب زيادة دخل الفرد، وتوفير فرص عمل جديدة، بالإضافة إلى تطوير البنى التحتية، وتحسين مستوى الخدمات.

وأثبتت الدراسة أن 93 في المائة من المشاركين في البرنامج مستعدون للعمل في مجال السياحة متى ما أتيحت لهم الفرصة، وكشفت الدراسة أن نصف المشاركين في ورش عمل «السياحة تثري» في المملكة خلال ثلاث سنوات، والبالغ عددهم أكثر من 2500 مشارك، تغير لديهم مستوى الإدراك والوعي بالسياحة، وحلت ثقافة الاستجمام والترفيه والمتعة في المرتبة الأولى ضمن آراء المستهدفين بنسبة بلغت 40 في المائة، فيما حلت السياحة البرية في المرتبة الثانية بنسبة 12 في المائة، وجاءت المعارض والمؤتمرات الثالثة بنسبة 11 في المائة، فيما تنوعت النسب الباقية بين مظاهر سياحية أخرى كالبيئية وسياحة التسوق والأعمال والاستشفاء والسياحة الزراعية وغيرها.

استهدف البرنامج منذ انطلاقته في عام 2008 قيادات المجتمع المحلي، وأفراده من حرفيين ومهتمين بالآثار ومدراء الأجهزة الحكومية والجمعيات الخيرية النسائية، وممثلي المجالس البلدية.

وقد شملت ورش برنامج «السياحة تثري» كل مدن ومحافظات المملكة منذ عام 2008، حتى عام 2010، بواقع ثلاث مراحل، نُفذت خلالها 78 ورشة عمل كانت آخرها خمس ورش عمل نفذت في بداية 2011؛ فيما تدخل المرحلة الرابعة في منتصف 2011، لتكمل ما عدده 120 ورشة عمل حتى نهاية العام الحالي.

وعن هذا البرنامج يقول مدير جهاز التنمية السياحية بمنطقة القصيم الدكتور جاسر الحربش «إن ورش العمل التي عقدت في المنطقة جاءت بنتائج إيجابية»، ويتابع قوله «لعل الأثر الأكبر والأهم هو زيادة الوعي والاهتمام بالسياحة المحلية وسبل تطويرها من قبل فئات مؤثرة بمجتمع القصيم»، ويزيد «بالإضافة إلى زيادة عدد الشركاء، ونسبة المشاركة في التنمية السياحية بمنطقة القصيم، إلى جانب زيادة عدد المهتمين والمشاركين بتقديم الخدمات السياحية بالمنطقة»، مبينا تجاوب المجتمع المحلي نحو الاهتمام بالمقومات السياحية المتوافرة لديه والمساهمة في المحافظة عليها وتطويرها.

ودلل الدكتور الحربش على ذلك بتطوير الكثير من المواقع السياحية في المنطقة، مثل موقع برج الشنانة بمحافظة الرس، وسوق المسوكف الشعبية بمحافظة عنيزة، وبلدة المذنب التراثية، إلى جانب ما تشتهر به القصيم من قوى سياحية جاذبة للسياحة الوطنية مثل السياحة الشتوية والنخيل والتمور والتراث العمراني والسياحة الزراعية.

ويقول أحد حضور الورشة، وهو المواطن عوض الثقفي «كنا نمر بجوار بيوتنا القديمة، ولم نكن نعي ثمنها وقيمتها سواء الحضارية أو الاقتصادية». ويضيف «كان للورشة أثر كبير في حياتي، فقد تغيرت رؤيتي عن السياحة والاستثمار في مجال السياحة، وتأكدت من خلال الورشة أنها بيئة خصبة، ومكان ملائم للاستثمار».

ولفت إلى أن هدف حضوره إحدى الورش المنفذة في محافظة الطائف هو تثقيفي بالدرجة الأولى، فيما رفعت لديه الحالة السياحية إلى درجة التفكير بعمق في تأهيل بيئته، واستثمار مقومات الطائف السياحية. ويزيد بالقول «يجب أن نعطي قضية السياحة مساحة جيدة من وقتنا وأموالنا».

بينما علقت نورة الغانم عند حضورها إحدى ورش عمل «السياحة تثري» بأن هذا البرنامج عملي بالدرجة الأولى، فهو يمكن المجتمع من استغلال مقدراته وتوظيفها نحو ما يخدمه ويخدم مجتمعه. وتلفت الغانم إلى أن «ذلك كله قد تحقق - ولله الحمد - وأصبحنا نرى المرأة الموهوبة في مجال الطبخ أو النسيج أو الأعمال الخزفية والأشغال اليدوية، وتضاهي منتجات المصانع الكبيرة».

من جهتها، قالت الحرفية عالية الغربي «لقد وجدت اهتماما بعمل الخزفيات والأشغال اليدوية من طين وجبس وغيره من قبل رجال الأعمال والمهتمين والمسؤولين في قطاع السياحة والآثار»، مشيرة إلى أنها احترفت الأشغال اليدوية لأنها صارت مصدر رزق لها ولعائلتها.

وعلى المستوى ذاته، يوضح جمعان الغامدي أن الورشة مهمة ولها أثر، وأنه بصفته رجل أعمال استفاد كثيرا من الأفكار المتداولة في البرنامج، مؤكدا أنه سيعمل على تنفيذ الكثير من المشاريع السياحية التي تعود بالنفع والفائدة عليه كرجل أعمال، وعلى مجتمعه بالاستثمار في وطنه ذي المقدرات المختلفة والمتنوعة.

من جهته، يؤكد عبد العزيز الذكري، عضو التنمية السياحية في محافظة القويعية أثناء حضوره ورشة العمل المقامة مؤخرا في المحافظة، أن انعقاد ورشة العمل في القويعية صاغ الكثير من الرؤى حول مستقبل السياحة في المحافظة، مثل إيجاد متحف خاص بالمحافظة، واختيار أحد البيوت الأثرية لذلك، بالإضافة إلى البحث عن القطع الأثرية المتبعثرة في المحافظة وجمعها في مكان واحد، وتحفيز القطاع الخاص للعمل على إيجاد بنية تحتية سياحية في المنطقة من شركات سياحية، وشقق وفنادق على مستوى ملائم، بالإضافة إلى الاهتمام بالمتنزهات البرية، وإنعاش السياحة الزراعية.