جدة: حريقان منفصلان لـ 3 مبان في أقل من 12 ساعة

حرائق المنطقة التاريخية تقفز للواجهة من جديد

قوات الدفاع المدني تجري عمليات الإطفاء في الحريق الذي شب في المنطقة التاريخية في جدة أمس (تصوير: غازي مهدي)
TT

عادت حرائق المنطقة التاريخية لواجهة الأحداث في جدة مرة أخرى بحريقين منفصلين طالا 3 مبان تاريخية، فصل بينهما نحو 12 ساعة، وساهمت في إخمادهما 8 فرق من الدفاع المدني، وتسببت في إحداث أضرار في أحد أهم الموقع في المنطقة، وهو الوقف التابع لبيت نصيف الأثري الشهير.

وعلى الرغم من عدم سقوط المنازل المحترقة، فإن المهندس سامي نوار رئيس بلدية جدة التاريخية، أكد سقوط الأسقف الداخلية للمنازل، وأن العمل جار لإعادة المنزل وترميمه مرة أخرى.

وكان الحادث الأول، وبحسب الرائد عبد الله العمري الناطق الإعلامي لدفاع المدني بمنطقة مكة المكرمة، وقع في الساعات الأولى من فجر أمس في المنطقة التاريخية بشارع العلوي، أمام ساحة نصيف، حيث باشرت 8 فرق إطفاء وإنقاذ حادث الحريق الذي شب في المنزل المكون من 3 طوابق كما طالت ألسنة اللهب المنزل الملاصق له.

فيما نشب الحريق الآخر على بعد 100 متر من موقع المنزلين المحترقين، حيث شب في غرفة لمبنى مكون من 4 أدوار تمكنت فرق الإطفاء من إخماده، وإخلاء الموقع من ساكنيه دون وجود إصابات.

وأوضح الرائد العمري أن بداية الحريق كانت في شقة بالدور الثاني، ثم صعدت منه إلى الدور الثالث، ومن ثم إلى المبنى المجاور والملاصق له مباشرة، وقد تمكنت الفرق من إخلاء المبنى من ساكنيه ومباشرة أعمال الإطفاء من جميع الاتجاهات وذلك باستخدام مادة الرغاوي وتكثيف المياه من دون انقطاع.

وكشف العمري أنه ومن خلال التحقيق، تبين أن أسباب الحريق بعد المعاينة الفنية وإجراء التحقيق مصدر حراري بسيط في عمق المبنيين المتلاصقين، ومما ساهم في انتشار الحريق مكونات المبنى المسقوف من الخشب الرواشين، مع العلم بأن الدور الأرضي للمباني المحترقة مكون من محلات تجارية، قدر عددها بـ18 محلا تجاريا من مختلف الأنشطة كانت مقفلة حين اندلاع النيران.

واستطرد الرائد العمري أن المنزلين المحترقين مصنفان كمبان تاريخية، من الفئة «ج» وهي مشيدة من الحجر «المنقبي» ومسقوفة من خشب «القندل» وملبسة «بالرواشين» وهي تابعة لوقف بن نصيف.

وأضاف الرائد العمري أن فرق الدفاع المدني قامت بجهد كبير في مكافحة النيران حيث إن الموقع المحترق يقع في منطقة ضيقة جدا مما أجبر الدفاع المدني على إيقاف معداته على الطريق العام، ومد خراطيم المياه لمسافة من 50 إلى 75 مترا للوصول للموقع المحترق، إضافة إلى أنه أيضا استخدم أسطح المنازل المجاورة لمد خراطيم المياه صوب النيران، مع ذلك كان الجهد مضاعفا وتمكنت الفرق من عدم انتشار الحريق وإخماده في وقت قياسي.